بسبب زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكّر بالاستقالة!
“وراء كل رجل عظيم امرأة”، عبارة لم تنفع مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي أعلن في رسالة نشرها على منصة “إكس”، أنّه “يفكّر” في إمكانية تقديم استقالته بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضدّ زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد.
وقال بيدرو سانشيز “أحتاج إلى التوقّف والتفكير” لاتخاذ قرار “بشأن ما إذا كنت سأستمرّ في منصب رئيس الحكومة أو إذا كان عليّ أن أتخلّى عن هذا الشرف”.
وكان سانشيز قد أعلن في وقت سابق إنه سيعلق واجباته العامة حتى الأسبوع القادم ليقرر ما إذا كان يريد الاستمرار في قيادة الحكومة أم لا، مضيفاً: “احتاج للتوقف والتفكير… أحتاج بشكل عاجل إلى إجابة على سؤال ما إذا كان الأمر يستحق العناء… وما إذا كان ينبغي علي الاستمرار في قيادة الحكومة أو التخلي عن هذا الشرف”.
وعلى ما يبدو فإنّ رئيس الورزاء الإسباني في أزمة بعدما أعلنت محكمة إسباني إنها بدأت تحقيقا أوليا فيما إذا كانت بيجونا جوميز زوجة سانتشيث قد ارتكبت جريمة استغلال النفوذ والفساد في أعمالها الخاصة.
وقال سانشيز في حينها إن خطورة الانتقادات التي تعرض لها هو وزوجته تستحق ردا مدروسا.
ولم تفصح المحكمة عن تفاصيل أخرى لأن القضية مغلقة ولا تزال في مرحلة أولية، واكتفت بالقول إنّ التحقيق جاء بعد شكوى رفعتها جماعة معنية بمكافحة الفساد تدعى “مانوس ليمبياس” والتي يرتبط زعيمها بتيار اليمين المتطرف.
وقالت الجماعة إن زوجة رئيس الوزراء استغلت نفوذ زوجها وتأثيره لتوفير رعاة لبرنامج درجة الماجستير بالجامعة التي كانت تديرها.
من هو بيدرو سانشيز؟
ولد بيدرو سانشيز كاستيخون في 29 شباط 1972 في حي “تطوان” بالعاصمة الإسبانية مدريد. وهو نجل لعضو في الحزب الاشتراكي كان يعمل في القطاع المالي. وكانت والدته موظفة حكومية.
درس العلوم الاقتصادية والتجارية في جامعة كومبلوتينسي بمدريد وتخرج فيها عام 1995.
كان لاعبا لكرة السلة في نادي إستوديانتيس (الطلاب) أحد أشهر أندية العاصمة الإسبانية في هذه الرياضة، واستمر في ممارستها حتى بلغ من العمر 21 سنة.
نال شهادة ماجستير في السياسة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي بجامعة بروكسل الحرة (1997-1998)، وماجستير أخرى في التكامل الاقتصادي والنقدي بمعهد الدراسات الجامعية العليا أورتيغا إي غاسيت بمدريد (2001-2002)، وماجستير ثالثة (2004-2005) عن القيادة في المجال العام بمعهد الدراسات العليا لإدارة الأعمال التابع لجامعة نافارا (شمال إسبانيا).
عمل منذ عام 2008 مدرسا في جامعة كاميلو خوسيه ثيلا لمادة البنية الاقتصادية وتاريخ الفكر الاقتصادي، وحصل من هذه الجامعة في عام 2012 على درجة الدكتوراه في الاقتصاد وإدارة الأعمال.
اكتسب سانشيز خلال سنوات دراسته الجامعية عضوية الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني عام 1993، وذلك في أعقاب فوز الزعيم الاشتراكي فيليب غونزالس بالانتخابات العامة في تلك السنة.
في المؤتمر العام الخامس والثلاثين للحزب الاشتراكي عام 2000 كان سانشيز أحد مندوبي قواعد الحزب الذين شاركوا في ذلك المؤتمر لانتخاب أمين عام جديد لحزبهم، بعد معاناة الاشتراكيين من أزمة في قيادتهم منذ خسارتهم للانتخابات العامة في 1996.
خاض سانشيز الانتخابات العامة (التشريعيات) فيكانون الأول 2015، ولكنه لم يفلح في هزيمة الحزب الشعبي الحاكم الذي تراجع دعم المواطنين له بسبب سياسات التقشف الاقتصادي التي اتبعتها حكومته وفضائح فساد لاحقته، وحل الحزب الاشتراكي في المركز الثاني محققا أسوأ نتيجة في عدد مقاعده البرلمانية (90 مقعدا) منذ بداية عهد الديمقراطية.
وبالرغم من احتلال سانشيز للمركز الثاني في نتائج الاقتراع، فقد كلفه الملك الإسباني فيليبي السادس في 2 شباط 2016 بتشكيل الحكومة، بعد امتناع صاحب المركز الأول وزعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي عن قبول هذا التكليف، لعدم تمتعه بأغلبية برلمانية تسمح له بتشكيل حكومة مستقرة.
وبعد إعلان ترشيحه لرئاسة الحكومة صرح سانشيز -الذي فاز حزبه بتسعين مقعدا في البرلمان- بأنه جاهز لانتشال إسبانيا من المستنقع الموجودة فيه، وأنه مستعد للحوار مع كل الأحزاب سواء أكانت يسارية أم يمينية لتشكيل ائتلاف حكومي، مستثنيا من ذلك سلفه في رئاسة الحكومة الحزب الشعبي.
وفي العام 2018 شغل بيدرو سانشيز، منصب رئيس الحكومة الإسبانية بعد الإطاحة برئيس الوزارء السابق ماريانو راخوي، الذي ينتمي لتيار يمين الوسط، في تصويت بحجب الثقة أجري بسبب قضية فساد.
مواضيع ذات صلة :
كيف وصفت صحف إسبانية خسارة البارسا؟ | طلب غريب من بيكيه! | إسبانيا: للتوقف عن بيع الأسلحة لإسرائيل |