“كر وفر” وحرب عصابات.. هل دخلت غزة في قتال أبدي؟!
كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل دخلت في معركة طويلة الأمد مع حركة حماس التي تتبع أسلوب حرب العصابات ما يؤدي لاستمرار القتال إلى الأبد.
وأوضح التقرير أن حماس تهاجم إسرائيل بعنف، وتطلق المزيد من الأسلحة المضادة للدبابات على الجنود والمركبات العسكرية الإسرائيلية يوميا.
وتمثل قدرة حماس على الصمود معضلة استراتيجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقول إن الهدف الرئيسي للحرب هو التدمير الكامل للحركة.
ومع قيام الجيش الإسرائيلي بنقل الدبابات والقوات إلى رفح، التي وصفها بأنها المعقل الأخير لحماس، شنت الفصائل الفلسطينية سلسلة من هجمات الكر والفر على قواته في شمال غزة، فتحولت المناطق التي كانت هادئة نسبيا إلى ساحات قتال.
وقال جوست هلترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة تعمل على حل الصراعات: “إن حماس موجودة في كل مكان في غزة، وبعيدة كل البعد عن الهزيمة”.
في المقابل، نقل نقل عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين حاليين وسابقين، وتقديرات استخباراتية أميركية أن إسرائيل تبدو بعيدة عن تحقيق هدف نتنياهو المتمثل في تحقيق النصر الكامل، وسواء واصلت مهاجمة رفح على نطاق واسع أم لا، فمن المرجح أن تبقى حماس وتستمر في مناطق أخرى من القطاع.
ومما يزيد من التحديات أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، لا يزال مختبئًا في أنفاق الحركة والتي أظهرت أنها أكثر اتساعا مما كان متوقعا، وتشكل تحديا خاصا للجيش الإسرائيلي.
حرب العصابات
استخدمت حماس أنفاقها ومقاتليها ومخزوناتها من الأسلحة للعودة إلى حرب العصابات، واستخدام تكتيكات الكر والفر والعمل في مجموعات أصغر من المقاتلين، وفقًا لمحللين أمنيين وشهود في غزة.
وكانت جباليا واحدة من المناطق التي أرسلت فيها إسرائيل قوات في الأيام الأخيرة لمواجهة مقاتلي حماس، وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إنه كسر الهياكل القيادية للحركة في جميع أنحاء شمال غزة.
لكن مسؤولين أميركيين عبروا عن قلقهم بشأن حاجة الجيش الإسرائيلي للعودة إلى الشمال، مشيرين إلى أن إدارة بايدن سعت منذ فترة طويلة إلى خطة حكم ما بعد الحرب.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن تجدد القتال يظهر أن الجيش لم يفعل ما يكفي من أجل الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، مما أعطى المجال لحماس والمسلحين الآخرين للعودة.
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن حماس تعيد تأكيد نفوذها من خلال أجهزة الشرطة والدفاع المدني الخاضعة لسيطرة وزارة الداخلية التي تقودها حماس لنسنمر أيضا كحركة اجتماعية.
بلينكن: على إسرائيل وضع خطة واضحة لمستقبل غزة
إلى ذلك، جدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، التأكيد على ضرورة وضع خطة واضحة لمستقبل غزة.
وقال خلال مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، “لا يمكن أن نترك فراغا في غزة تملأه الفوضى على الأرجح”.
كما أضاف بلينكن الذي يزور العاصمة الأوكرانية كييف، إن “إسرائيل بحاجة إلى خطة واضحة وملموسة لمستقبل القطاع”.
مواضيع ذات صلة :
غزة ولبنان: وجهان لـ”مطارق” واحدة! | مجلس الأمن يفشل بتبني قرار وقف النار في غزة | قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟ |