“زلزال سياسيّ” يهزّ فرنسا.. وأنظار أوروبا نحو صعود “أقصى اليمين”!

عرب وعالم 10 حزيران, 2024

تعرّض حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هزيمة ثقيلة في انتخابات البرلمان الأوروبي، ما دفعه مساء أمس، إلى اتّخاذ قرار بحلّ الجمعية الوطنية (البرلمان)، داعيًا إلى انتخابات تشريعية مبكرة في البلاد، في 30 حزيران/ يونيو الجاري.

وغداة هذه الدعوة، جدد ماكرون ثقته بـ “قدرة الفرنسيّين على القيام بالخيار الأنسب” خلال الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة بعد ثلاثة أسابيع، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وكتب عبر منصة “إكس”: “أنا أثق بقدرة الشعب الفرنسي على القيام بالخيار الأنسب له وللأجيال المقبلة. طموحي الوحيد هو أن أكون مفيدًا لبلادنا التي أحب”.

وكان ماكرون قد قال في خطاب للأمة من قصر الإليزيه الرئاسي: “لقد قررت أن أعيد لكم خيار مستقبلنا البرلماني من خلال التصويت. ولذلك فإنني أحل الجمعية الوطنية”.

وأشار ماكرون إلى أن نتيجة انتخابات الاتحاد الأوروبي ليست جيدة للحكومة الفرنسية، مشيرًا إلى أن “صعود اليمين يمثل خطرًا على فرنسا وأوروبا بشكل عام”.

“انتكاسة مريرة” لماكرون وشولتس!

في التفاصيل، تعرّض الرئيس الفرنسي ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس لانتكاسة كبيرة، في ظلّ إحراز الأحزاب اليمينية القومية مكاسب مهمّة، رغم احتفاظ مجموعات الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) مع الاشتراكيين والديمقراطيين و”تجديد أوروبا” (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي، وفق ما أظهرت تقديرات نشرها البرلمان الأحد.

فقد فاز اليمين المتطرف الفرنسي بقيادة جوردان بارديلا، الأحد، بالانتخابات الأوروبية في فرنسا بحصوله على نسبة تقارب 32.5 بالمئة من الأصوات، أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون “النهضة”، ممّا شكل فشلًا ذريعًا لغالبية الرئيس الفرنسي، التي كان التجمع الوطني اليميني المتطرف يسبقها في انتخابات عام 2019 بنقطة مئوية واحدة، بحصوله على 23.34 بالمئة، مقابل 22.42 بالمئة للغالبية الرئاسية. وبذلك سيحصل حزب الجبهة الوطنية على 31 من أصل 81 مقعدًا فرنسيًا في البرلمان الأوروبي.

وفي ألمانيا، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المركز الثاني بنسبة 16.5% إلى 16% من الأصوات، خلف المحافظين (29.5 إلى 30%). لكنّه تقدم بفارق كبير على حزبي الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديمقراطيين (14%) والخضر (12%).

ما الذي قد يتغير في أوروبا إذا تحول البرلمان الأوروبي إلى اليمين؟

– التصدي للسياسات الخضراء: كان الاتحاد الأوروبي يرعى منذ فترة طويلة طموحًا هائلًا وهو أن يكون متقدمًا على بقية العالم عندما يتعلق الأمر بالبيئة. لكن الناخبين في أوروبا يشعرون بقلق متزايد بشأن تكلفة “التحول الأخضر” الذي بات أمرًا مزعجًا للملايين في أوروبا.

– نعم للسيادة الوطنية: وعدت الأحزاب اليمينية بـ”اتحاد أوروبي مختلف”، يمنح المزيد من السلطة للدول القومية، ويحد من “تدخل بروكسل” في الحياة اليومية.

– نجاح اليمين سيصعب حصول المفوضية الأوروبية على المزيد من القوانين من الحكومات الوطنية، مثل السياسة الصحية.

– عرقلة اللجوء والهجرة: التحول إلى اليمين في البرلمان الأوروبي من شأنه أن يؤدي إلى تشريعات أكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة.

– عرقلة توسعة الاتحاد: اليمين يريد وقف إدخال “الدول الفقيرة” إلى الاتحاد، بسبب العبء الاقتصادي والاستراتيجي، بسبب القرب من موسكو. هذه الدول مثل جورجيا وأوكرانيا وصربيا وكوسوفو.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us