القصف يتواصل في غزة… ودبابات إسرائيلية تتقدم نحو رفح وتفرض إجلاء السكان

عرب وعالم 19 حزيران, 2024

في اليوم الـ257 من التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، تصاعدت الأحداث حيث كثفت قوات الجيش الإسرائيلي قصفها العنيف في مناطق شمال النصيرات وسط القطاع، ونفذت عمليات توغل في المنطقة. في الوقت نفسه، استمرت القوات في قصف مناطق أخرى بمدينة رفح، مما أجبر السكان على تكثيف جهودهم للبحث عن ملاذ آمن والفرار من منازلهم المهددة بالتدمير.

وكان قد شهد قطاع غزة هدوءا نسبيا منذ الأحد، بعد إعلان الجيش عن وقف العمليات لبضع ساعات على طريق بطول حوالى عشرة كيلومترات جنوبا. وكان يُفترض أن يسمح هذا الهدوء الذي تزامن مع عيد الأضحى، بدخول المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي. لكن الأمم المتحدة قالت الثلاثاء إن ذلك لم يتحقق.

وأكد الجيش أنه مصمم على القضاء على حماس وسيواصل عملياته البرية التي بدأها في 7 أيار في مدينة رفح عند الحدود مع مصر.

وواصل الجيش القصف المدفعي والغارات التي استهدفت مدينة رفح ومناطق عدة وسط القطاع الأربعاء، بحسب شهود عيان والدفاع المدني.

وقُتل خلال الليل سبعة أشخاص، في غارات نفذتها مسيرات على خيام في منطقة المواصي التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين هربًا من القتال في رفح، وفق الدفاع المدني.

ودارت معارك بين الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين في الحي السعودي، في غرب رفح، وسط الغارات ونيران المدفعية، بحسب الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وقال شهود إن مركبات عسكرية عدة اقتحمت الحي السعودي، مدعومة بنيران المسيَّرات والدبابات.

وفي الشمال، أفاد شهود عيان عن استهداف حي الزيتون بمدينة غزة بقصف مدفعي، في حين أدى القصف بالقرب من مخيم النصيرات وسط القطاع إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

وقُتل 24 شخصا على الأقل خلال 24 ساعة حتى صباح الأربعاء في مختلف أنحاء القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

 

الدبابات الإسرائيليّة تتوغل في رفح

وفي سياق آخر، قال سكان ومسعفون فلسطينيون إن دبابات إسرائيلية تدعمها الطائرات الحربية والطائرات المسيرة توغلت أكثر في غرب مدينة رفح، اليوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

وذكر السكان أن الدبابات توغلت في خمسة أحياء بعد منتصف الليل، وأن خيام العائلات النازحة في منطقة المواصي بغرب قطاع غزة تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيفين.

ولا توجد أي علامات على توقف القتال في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر تقريبا مع عجز الوسطاء الدوليين عن إقناع إسرائيل وحركة حماس بالموافقة على وقف إطلاق النار.

ودمرت القوات الإسرائيلية غالبية القطاع واجتاحت معظم أراضيه لكنها لم تحقق بعد هدفها المتمثل في القضاء على حماس وتحرير الرهائن الإسرائيليين.

وقال مسعفون ووسائل إعلام تابعة لحماس إن ثمانية فلسطينيين قتلوا في المواصي وفرت عائلات كثيرة إلى الشمال في حالة ذعر. ولم يحددوا هوية القتلى. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يدرس التقرير.

وذكر سكان أن الجيش الإسرائيلي نسف عدة منازل في غرب رفح التي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليوني نسمة قبل الشهر الماضي عندما بدأت إسرائيل هجومها البري وأجبرت معظم السكان على التوجه شمالا.

وتشير بعض التقديرات الفلسطينية وأرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد الباقين في رفح أقل من 100 ألف شخص.

وذكر أحد سكان رفح الذي طلب عدم نشر اسمه “ليلة رعب تانية في رفح، فتحوا النار من الطيارات والزنانات والدبابات اجتاحت المناطق الغربية تحت غطاء من النار”.

وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل “الرصاص والقذايف سقطت في منطقة المواصي وقتلت ناس وجرحت ناس”.

وحدد قائد إسرائيلي خلال إفادة للمراسلين الحربيين في رفح أمس الثلاثاء موقعين آخرين هناك، هما الشابورة وتل السلطان، يعتزم الجيش مهاجمة مقاتلي حماس فيهما.

وقال الكولونيل ليرون باتيتو قائد لواء جفعاتي لراديو الجيش “كتائب حماس هناك لم تنهك تماما ونحن بحاجة إلى تفكيكها بالكامل. نقدر أن ذلك يحتاج شهرا تقريبا بهذا القدر من الكثافة في القتال”.

وواصل الجيش الإسرائيلي سيطرته على الشريط الحدودي بين رفح ومصر.

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي تدمير معبر رفح، النافذة الوحيدة لمعظم سكان غزة مع العالم الخارجي، وإحراق المباني في المنطقة وتمركز دبابات إسرائيلية مع رفع علم إسرائيل فوق بعض المواقع.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الأضرار لم تحل دون وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

وإلى الشمال من رفح عادت الدبابات الإسرائيلية إلى حي الزيتون في مدينة غزة.

وتحدث سكان عن إطلاق نار كثيف من الدبابات والطائرات، كذلك سُمعت أصوات معارك مع مسلحين تقودهم حركة حماس.

وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أسفرت عن مقتل أربعة فلسطينيين بينهم طفل.

وقُتل 20 شخصا في المجمل بشتى أنحاء القطاع.

وأعلن الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي أن مقاتليهما اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون، واستهدفوا وحدات إسرائيلية في بعض المناطق عبر تفجير عبوات ناسفة زرعوها مسبقا.

وفي وقت لاحق من اليوم الأربعاء ذكر الجيش الإسرائيلي أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ على معبر كرم أبو سالم في جنوب قطاع غزة.

واندلعت العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بعدما اقتحم مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وتسببت العملية الإسرائيلية في مقتل نحو 37400 شخص، وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية، فضلا عن تدمير القطاع وتشريد معظم سكانه.

ومنذ هدنة استمرت لمدة أسبوع في تشرين الثاني لم تنجح المحاولات المتكررة لوقف إطلاق النار في الوصول إلى اتفاق وسط إصرار حماس على إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف العمليات العسكرية قبل القضاء على الحركة وإطلاق سراح الرهائن.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء إن القوات الإسرائيلية ربما انتهكت على نحو متكرر المبادئ الأساسية لقوانين الحرب ولم تميز بين المدنيين والمسلحين خلال حربها في غزة.

وفي تقرير يقيم ستة هجمات إسرائيلية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين وتدمير بنية تحتية مدنية، ذكرت المفوضية أن القوات الإسرائيلية “ربما انتهكت على نحو ممنهج مبادئ التمييز والتناسب والتدابير الاحترازية في الهجوم”.

ووصفت البعثة الدائمة لإسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف التقرير بأنه “معيب من الناحية الواقعية والقانونية والمنهجية”.

ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الأربعاء، أن حصيلة الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر  في قطاع غزة، ارتفعت إلى 37396 قتيلا.

وقالت الوزارة في بيان إن ما لا يقل عن 24 شخصا قتلوا في الساعات ال24 الأخيرة حتى صباح الأربعاء ، مضيفة أن 85523 شخصا أصيبوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول بعد هجوم لحماس داخل إسرائيل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us