احتجاجات في “بنغلادش”.. سقوط قتلى واستقالة الشيخة حسينة!
استقالت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة وغادرت البلاد، اليوم الإثنين، بعد أسابيع من الاحتجاجات ضد نظام الحصص في الوظائف الحكومية التي تحولت إلى أعمال عنف، وشكلت أكبر تحد لحكمها الذي دام 15 عاما. وتحكم حسينة (76 عاما) بنغلادش منذ عام 2009، وفازت بولاية رابعة في انتخابات كانون الأول الماضي التي قاطعتها المعارضة.
ويهدد رحيل رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بخلق المزيد من الفوضى في الدولة الواقعة على الحدود مع الهند والتي تواجه بالفعل سلسلة من الأزمات، تتنوع ما بين ارتفاع معدلات البطالة والفساد إلى تغير المناخ.
وبعد ساعات من رؤية الزعيمة المحاصرة على شاشة التلفزيون وهي تستقل مروحية عسكرية مع شقيقتها، قال قائد الجيش في البلاد الجنرال وقر الزمان، إنه سيطلب توجيهات رئاسية بشأن تشكيل حكومة مؤقتة.
ووعد بأن يبدأ الجيش تحقيقا في حملة القمع الدامية ضد الاحتجاجات التي قادها الطلاب، التي أججت الغضب ضد الحكومة.
وقالت الشيخة حسينة بعد اجتماع للجنة الأمن القومي بحضور قادة الجيش والشرطة والجهات المعنية الأخرى “أولئك الذين يحتجون في الشوارع الآن ليسوا طلابا ولكنهم إرهابيون يريدون زعزعة استقرار البلاد”.
وأضافت “أناشد مواطنينا أن يقمعوا هؤلاء الإرهابيين بقوة”.
وعندما غادرت حسينة، اقتحم المتظاهرون مسكنها، واستولوا على الأثاث وسحبوا الطعام من الثلاجات.
وفي السياق ذاته، دعا نجل الشيخة حسينة، الإثنين، قوات الأمن إلى منع أي انقلاب على حكمها.
ويشارك بالتظاهرات التي بدأت الشهر الماضي طلاب يسعون إلى إنهاء نظام الحصص للوظائف الحكومية، لكنها تصاعدت إلى أعمال عنف خلفت مئات القتلى والجرحى.
واتهم معارضون، إلى جانب جماعات لحقوق الإنسان، حكومة الشيخة حسينة باستخدام القوة المفرطة لإخماد الحراك، وهو ما تنفيه رئيسة الوزراء والوزراء.
واستهدف المحتجون مراكز للشرطة وبعض مقار الحزب الحاكم وسط أعمال عنف بأنحاء البلد الذي يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة.
وفرضت الحكومة حظر تجوال في وقت سابق مع بعض الاستثناءات في العاصمة ومناطق أخرى.
كما أعلنت الحكومة عطلة رسمية من الاثنين إلى الأربعاء.
ومن المقرر أيضا إغلاق المحاكم في أنحاء البلاد إلى أجل غير مسمى، كما قطعت السلطات خدمات الإنترنت عبر الهواتف النقالة، وأصبح تطبيق فيسبوك وتطبيقات الرسائل، ومن بينها واتساب، غير متاحين.
وقال وزير الصحة سامانتا لال سين، بعد أن قامت مجموعة بتخريب مستشفى كلية الطب في داكا وإضرام النيران في مركبات منها سيارة إسعاف، “الهجوم على مستشفى أمر غير مقبول… يجب على الجميع الامتناع عن هذا”.
وقالت شركات تشغيل شبكات الهواتف المحمولة إن الحكومة عطلت للمرة الثانية خلال الاحتجاجات في الآونة الأخيرة خدمات الإنترنت عالية السرعة. ولم يعد متاحا استخدام منصتي فيسبوك وواتساب حتى عبر خدمات النطاق العريض.
وأفادت مذكرة سرية للحكومة اطلعت عليها رويترز بأن السلطات أصدرت تعليمات لشركات الاتصالات في وقت سابق الأحد بإغلاق خدمات الجيل الرابع وهو ما يوقف فعليا خدمات الإنترنت.
وشدّد المفوّض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الأحد على “وجوب وضع حد للعنف المروّع في بنغلادش”، وحضّ الحكومة على الكف عن استهداف محتجّين سلميين، بحسب ما نقل عنه موقع “الأمم المتحدة” على الإنترنت.
وحثت وزارة الخارجية الهندية مواطنيها بعدم السفر إلى بنغلادش حتى إخطار آخر.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للمواجهات خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في بنغلادش 300 قتيل على الأقل، بعد مقتل 94 شخصا الأحد، وهي الحصيلة اليومية الأعلى خلال أسابيع من الاحتجاجات، وفق تعداد لـ”فرانس برس” يستند إلى تقارير من الشرطة ومسؤولين وأطباء في المستشفيات.
مواضيع ذات صلة :
بعد الجلسة “المفاجئة”… احتجاجاتٌ وقطع طرقات! | احتجاجات عارمة في إسرائيل.. واتهامات “عرقلة المفاوضات” تلاحق نتنياهو | احتجاجات فرنسا.. الخسائر 55 مليون يورو والشعب يؤيد “الطوارئ” |