بعد 15 عاماً من الهيمنة بنغلادش تنتفض.. والعين على “محمد يونس”!
أكد الطلاب الذين نظموا الاحتجاجات في بنغلادش، أنهم سيضغطون من أجل إشراف محمد يونس الحائز على جائزة نوبل على الحكومة المؤقتة، بعد يوم من تنحي رئيسة الوزراء وتولي الجيش السلطة.
وقال قائد حركة “طلاب ضد التمييز” ناهد إسلام في تسجيل مصور: “قررنا أن يتم تشكيل حكومة مؤقتة يكون الحائز على جائزة نوبل الدكتور محمد يونس الذي يتمتع بقبول واسع، كبير مستشاريها”.
ويونس حاليا في أوروبا، وأفاد مساعد مقرب منه بأنه لم يحصل حتى اللحظة على أي عرض من الجيش لقيادة الحكومة المؤقتة.
وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان في بث على التلفزيون الرسمي يوم أمس استقالة الشيخة حسينة من منصبها كرئيسة للوزراء، مؤكدا أن الجيش سيشكل حكومة مؤقتة.
ويتوقع أن يجتمع وقر مع الطلاب الذين قادوا الاحتجاجات في وقت لاحق من اليوم.
وكان الجيش البنغلادشي قد أعلن يوم أمس استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، مطالبا المواطنين بالكف عن العنف ووضع ثقتهم في المؤسسة العسكرية.
وأكد قائد الجيش وقر زمان إجراء محادثات لتشكيل حكومة انتقالية بعد فرار رئيسة الوزراء خارج البلاد.
وكانت الشيخة حسينة قد غادرت العاصمة دكا، الإثنين، تزامنا مع تظاهرات حاشدة تطالب باستقالتها.
وذكرت صحيفة محلية أن رئيسة وزراء بنغلادش غادرت بطائرة هيلكوبتر عسكرية إلى الهند.
ونقلت “فرانس برس” عن إعلام محلي، أن آلاف المحتجين اقتحموا مقر رئيسة الوزراء في دكا.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للمواجهات خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في بنغلادش 300 قتيل على الأقل، بعد مقتل 94 شخصا الأحد، وهي الحصيلة اليومية الأعلى خلال أسابيع من الاحتجاجات، وفق تعداد لـ”فرانس برس” يستند إلى تقارير من الشرطة ومسؤولين وأطباء في المستشفيات.
من هي الشيخة حسينة؟
ولدت حسينة عام 1947 في جنوب غرب بنغلادش، حصلت على شهادة في الأدب البنغالي من جامعة داكا عام 1973، واكتسبت خبرة سياسية كوسيط بين والدها وأتباعه الطلاب.
وعانت حسينة من العيش في المنفى بالهند، لكن تمكنت من العودة إلى بنغلادش، وانتخبت في عام 1981رئيسة لحزب رابطة عوامي.
وتتمتع حسينة بشخصية قيادية سياسية، إذ تمكنت من التعاون مع منافستها السياسية الشيخة خالدة ضياء، رئيسة حزب بنغلادش الوطني، لقيادة انتفاضة شعبية من أجل الديمقراطية، وهي الانتفاضة التي أطاحت بالحاكم العسكري حسين محمد إرشاد من السلطة في عام 1990، إلا أن التحالف مع خالدة ضياء لم يدم طويلاً، واستمر التنافس المرير بين المرأتين في الهيمنة على السياسة في بنغلادش لعقود من الزمان.
قادت حسينة حزب رابطة عوامي إلى الفوز لأول مرة في عام 1996، وتولت رئاسة الوزراء لولاية واحدة مدتها 5 سنوات، ثم عادت إلى السلطة مجدداً في عام 2009، ولم تفقدها منذ ذلك الحين.
ومع مرور الوقت، أصبح حكمها شمولياً على نحو متزايد وشهد عهدها عمليات اعتقال جماعية للمعارضين السياسيين والناشطين، بالإضافة إلى الاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء، ما دفع جماعات حقوق الإنسان للتحذير من حكم الحزب الواحد لرابطة عوامي.
وفي عام 2018، سُجنت خالدة ضياء رئيسة الوزراء السابقة وأرملة ضياء الرحمن، الرئيس السابق لبنغلادش الذي اغتيل عام 1981، باتهامات تتعلق بقضايا الفساد، والتي تقول المعارضة إنها “ملفقة”. وجرى منعها من ممارسة أي نشاط سياسي.
ويقول حزب بنجلاديش الوطني ومنظمات لحقوق الإنسان إن “حكومة حسينة اعتقلت 10 آلاف من أعضاء حزب المعارضة بتهم ملفقة في الفترة التي سبقت انتخابات يناير، التي قاطعتها المعارضة”.
ورفضت حسينة مطالب حزب بنغلادش الوطني لها بالاستقالة، والسماح لسلطة محايدة بإدارة الانتخابات، كما تبادلت الاتهامات مع منافسيها بمحاولة إشاعة الفوضى والعنف لتعريض الديمقراطية التي لم تترسخ بعد في البلاد للخطر، في بلد يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة.
وشهدت السنوات الـ15 الأخيرة من حكمها عمليات اعتقال لزعماء المعارضة، وحملات على حرية التعبير وقمع للمعارضة، وجاءت استقالتها في مواجهة احتجاجات دامية قادها طلاب وسقط خلالها نحو 250 ضحية.
مواضيع ذات صلة :
أميركا: سنُقدّم 202 مليون دولار لبنغلادش | 13 قتيلا و4,5 ملايين متضرر من فيضانات بنغلادش | رئيس وزراء بنغلادش الجديد يصل إلى داكا |