“أكبر توغل أوكراني”.. روسيا ترسل تعزيزات لكورسك وتجلي 76 ألف شخص
بعد 6 أيام من التوغل البري الأوكراني في مقاطعة كورسك الحدودية جنوب غربي روسيا، لأول مرة منذ الغزو الروسي في شباط 2022 للأراضي الأوكرانية، بدأت موسكو في إرسال تعزيزات كبيرة إلى المنطقة.
كما أثار الهجوم الأوكراني المباغت في منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية غضبا حقيقيا في موسكو، الأمر الذي بدى واضحا في تصريحات الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف. فقد أكد ميدفيديف أن الدبابات الروسية قادرة على الوصول إلى ساحة مبنى الرايخستاغ في برلين، ردا على ظهور مدرعات ألمانية ضمن الوحدات الأوكرانية في كورسك.
ووصف مدفيديف مقال في صحيفة “بيلد” الألمانية التي تحدثت فيه عن عودة الدبابات الألمانية إلى الأراضي الروسية بعد 80 عاما، بأنه “انتقامي”.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية استهدفت قافلة من المعدات المدرعة التابعة للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك الحدودية باستخدام أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق “تورنادو”، وفق ما أفادت وكالة تاس.
وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف إن روسيا شنت هجوما جوية على المدينة، وإن أنظمة الدفاع الجوي تشارك في صد الهجوم.
وكان شهود من “رويترز” أفادوا في وقت سابق بسماع دوي انفجارين على الأقل فيما بدا أنه صوت عمل وحدات الدفاع الجوي.
وليل السبت الأحد دوّت انفجارات في وسط كييف وشرقها، وفق صحافيين في وكالة فرانس برس، فيما أفادت القوّات الجوّية الأوكرانيّة بأنّ صاروخَين روسيَّين يتّجهان نحو العاصمة.
كما أعلنت القوّات الجوّية الأوكرانيّة عبر تليغرام نحو الساعة 22,00 السبت (19,00 ت.غ)، أنّ مناطق أوكرانيّة عدّة تتعرّض لهجمات بطائرات بلا طيّار.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروسيا، الدولة الحليفة لروسيا لكنها لا تشارك مباشرة في القتال، على تليغرام تعزيز وحداتها في غوميل على حدودها الجنوبية مع أوكرانيا، وذلك عبر نشر قوات وصواريخ إضافية “للرد على أي استفزاز محتمل”.
وانتقدت وزارة الخارجية في بيلاروسيا “المغامرة الخرقاء” التي نفذتها قوات كييف، وأكدت أن مسيرات أوكرانية قد أسقطت خلال الليل فوق بيلاروسيا، منددة بـ “حادث خطير للغاية”.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني على تطبيق “تلغرام” بأن المدينة والمنطقة المحيطة بها وشرق أوكرانيا بأكمله في حالة تأهب من الغارات الجوية وسط احتمال تعرض البلاد لهجمات بصواريخ باليستية.
من جانبه، قال القائم بأعمال حاكم كورسك أليكسي سميرنوف، إن صاروخا أوكرانيا سقط على مبنى سكني في المدينة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حريق. وأكد سميرنوف إصابة 13 شخصا بجروح بسبب الهجوم الأوكراني، اثنان منهم في حالة خطيرة.
وكان سميرنوف قد أصدر في وقت سابق من يوم السبت أمرا بتسريع إجلاء السكان المدنيين من المناطق المعرضة للخطر في كورسك التي تخوض فيها قوات موسكو معارك ضارية ضد قوات كييف.
هذا وأعلنت الوكالة النووية الروسية، السبت، أن الهجوم عبر الحدود الذي شنته أوكرانيا “شكل تهديدا مباشرا” لمحطة للطاقة النووية تقع على بعد أقل من 50 كيلومترا من منطقة القتال.
وأعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب، مساء الجمعة، أنها بصدد بدء “عمليات لمكافحة الإرهاب في مناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك.. لضمان سلامة المواطنين ومنع خطر الأعمال الإرهابية التي تنفذها مجموعات العدو التخريبية”.
يأتي هذا بينما أظهر مقطع مصور نشرته وسائل إعلام أوكرانية أمس الجمعة جنوداً أوكرانيين يسيطرون على منشأة لقياس تدفق الغاز ببلدة سودجا الواقعة في منطقة كورسك.
وقال الجنود في مقطع مصور تبلغ مدته 29 ثانية والتقط في مبنى يحمل شعار شركة الغاز الروسية غازبروم إنهم سيطروا أيضا على بلدة سودجا.
وقال جندي في المقطع “البلدة تحت سيطرة القوات المسلحة الأوكرانية، والبلدة هادئة”. وأضاف “المنشأة الاستراتيجية لشركة جازبروم باتت تحت سيطرة الكتيبة 99 مشاة ميكانيكي”.
في السياق قال مسؤول أوكراني أمني رفيع لوكالة “فرانس برس”، أمس السبت، إن آلاف الجنود الأوكرانيين يشاركون في عملية التوغل في منطقة كورسك الروسية بهدف “تشتيت قوات موسكو وزعزعة الوضع في روسيا”. مشيراً إلى أن هذه العملية “رفعت معنويات” الأوكرانيين.
ولفت إلى أن “التوغل الاوكراني في روسيا لم يضعف حتى الآن الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، حيث تقضم موسكو مزيدا من الأراضي منذ أشهر عدة”.
وسبق للرئيس فولوديمير زيلينسكي أن طلب دعوة روسيا للمشاركة في قمة ثانية عن السلام في أوكرانيا. ورجح مراقبون أن يكون هدف أوكرانيا من التوغل البري في كورسك، الإمساك بالأرض وتحسين وضع كييف التفاوضي في أي مباحثات سلام مستقبلية.
وقال زيلينسكي إن القوات الروسية استخدمت صاروخا كوريا شماليا في الهجوم على كييف. كما أكد الرئيس الأوكراني، أن كييف “قادرة على استعادة العدالة والضغط على المعتدي”.
وقال، في مداخلته اليومية: “اليوم، وفي شكل متكرر، أعد قائد القوات المسلحة تقارير عن الجبهة، عن تحركاتنا ونقل الحرب إلى أراضي المعتدي. أوكرانيا تثبت أنها قادرة على على استعادة العدالة، وممارسة الضغط الضروري: الضغط على المعتدي”.
كما أكد أن كييف تسعى “إلى نقل الحرب” داخل روسيا التي تشهد توغلا للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك، بدأ الثلاثاء ولم تعلق عليه كييف في شكل مباشر الى الآن.
وكان زيلينسكي، قد قال الخميس، إن روسيا “جلبت الحرب” إلى بلاده، وعليها أن تشعر بتداعيات ما قامت به، وذلك في وقت تشنُّ فيه كييف توغلاً برياً بمنطقة كورسك الحدودية الروسية.
وأبدى الرئيس الأوكراني سروره بالنجاحات الأولية التي حققتها قواته، معلنا في بداية الأسبوع أن روسيا يجب أن “تشعر” بعواقب الهجوم واسع النطاق الذي تشنه ضد أوكرانيا منذ شباط 2022.
مواضيع ذات صلة :
بعد قرار بايدن.. أوكرانيا تنفذ أول هجوم بصواريخ “أتاكمز” | بوتين يُحدّث “العقيدة النووية”.. محاولة روسيّة لرسم “خط أحمر” للولايات المتحدة وحلفائها | تحذير أوكراني من كارثة نووية محتملة |