مفاوضات “وقف إطلاق النار في غزة”.. “تفاؤل حذر” أم “تفاؤل كاذب”؟
افادت القناة 13 الإسرائيلية امس، بأن «المفاوضات تتقدم خطوة ونتنياهو يجري نقاشا قبل مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة». وكان مكتب نتنياهو تحدث عن «تفاؤل حذر» حيال إمكان التوصل إلى اتفاق، فيما اصر مسؤولون أميركيون على اشاعة اجواء من التفاؤل وصفتها حماس بـ”الكاذبة”.
إذ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أن “إسرائيل تخوض مفاوضات معقدة للغاية” من أجل استعادة الأسرى المحتجزين في غزة، داعيا إلى “توجيه الضغوط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)”، وذلك قبيل زيارة جديدة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل.
واستنكر نتنياهو، وفق ما جاء في بيان لمكتبه، ما وصفه برفض حماس “المتعنت”، وقال إن “حماس حتى الآن مصرة على رفضها ولم ترسل حتى ممثلا لها إلى مفاوضات الدوحة. لذلك يجب أن يوجه الضغط على حماس و(رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار)، وليس على الحكومة الإسرائيلية”.
وأضاف في بداية اجتماع لمجلس الوزراء أن حكومته تدير “مفاوضات أخذ وعطاء وليس عطاء وعطاء”، معتبرا أن “المبادئ التي وضعناها ضرورية لأمن إسرائيل”.وقال إن “هناك أمورا يمكننا أن نكون مرنين فيها، وهناك أخرى لا يسعنا فيها ذلك، ونحن نصر عليها. نحن نعرف جيدا كيف نفرق بين الاثنين”.
كما رأى نتنياهو أن “الضغط العسكري والسياسي القوي هو السبيل لإطلاق سراح المختطفين”، وأكد أن “إسرائيل مستعدة لمواجهة أي تهديد سواء بالدفاع أو الهجوم”.
وقبل ايام من جولة جديدة من المفاوضات، يُرتقب ان تُعقد في القاهرة بمسعى للدفع قدما باتجاه وقف اطلاق نار في غزة، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى اسرائيل للضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، للسير بالاقتراحات الموضوعة على الطاولة، والتي تم تعديلها خلال الاجتماعات التي عُقدت مؤخرا في الدوحة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل ضمن جهود أميركية للدفع قدما نحو إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وسيلتقي بلينكن قادة إسرائيل، في حين لم يعلن عن محطات أخرى في رحلته، على خلاف زياراته السابقة التي تضمنت لقاءات مع قادة في عدد من الدول العربية بالمنطقة.
وستكون زيارة بلينكن هي العاشرة إلى المنطقة منذ بدء الحرب، وتأتي بعد أيام من طرح الولايات المتحدة مقترحات لسد الفجوات تعتقد دول الوساطة أنها قد تفلح في تقريب وجهتي نظر الطرفين.
وقالت مصادر ديبلوماسية ان الأيام السابقة، كما الأيام المقبلة التي ستليها، شهدت وستشهد “تصعيداً” غير مسبوق في الضغوط الديبلوماسية لا سيما منها الغربية، وتحديداً الأميركية، لمنع أي عبث حربي بالمفاوضات من شأنه أن يقوّضها ويدمّر المحاولات المتقدمة لإحداث اختراق إيجابي فيها يوقف دورة الحرب في غزة وينسحب تبريداً تلقائياً على جبهة الجنوب اللبناني.
وأشارت إلى أن الضغط المماثل الذي ترجمته جولة وزيري الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورنيه عكس في الجهة التي تعني لبنان أن الدفع لإنجاح المفاوضات بات يضع لبنان أولوية مماثلة لأولوية وقف الحرب في غزة وهذا تطور بارز من حيث توحيد الخطاب الدولي في شأن لبنان.
وتدليلاً على ذلك كتب وزيرا الخارجية البريطاني والفرنسي مقالاً، نشرته صحيفة “أوبزرفر”، يشيران فيه إلى “كيف يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إحراز تقدم تجاه حل الدولتين- والذي هو السبيل الوحيد لإحلال الأمان والأمن على المدى الطويل”، تطرقا فيه إلى لبنان، فأكدا أن “الحل السياسي هو وحده الكفيل بإحلال السلام الذي نحن في أشد حاجة إليه. لهذا السبب، فإن ما نريده ليس فقط وقف إطلاق النار في غزة، بل نحضّ أيضاً إسرائيل و”حزب الله” ولبنان على الانخراط في محادثات بقيادة الولايات المتحدة لتسوية التوترات بينهم بالسبل الدبلوماسية، استناداً إلى المبادئ التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701″.
في السياق عشية أسبوع الحسم الأميركي لاتفاق يقضي الى وقف الحرب واطلاق الرهائن والأسرى، أجواء تصعيد، لدى رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر ان الضغط العسكري على حماس هو الطريق لإطلاق الرهائن الاسرائيليين والأميركيين لدى فصائل المقاومة في القطاع.
بدورها قالت حركة حماس كلمتها الفاصلة حول المقترح الأميركي للتفاوض حول اتفاق غزة، فوصفت المقترح بتكرار طلبات بنيامين نتنياهو التي تنسف فرص التوصل الى اتفاق، لأنها تنسف ثوابت الاتفاق، سواء بإنهاء الحرب او تحقيق الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة أو ما يخصّ تفاصيل تبادل الأسرى. وهكذا فشلت المناورة التي قام بها الأميركي والإسرائيلي للإيحاء بان هناك فرصة ينبغي على حماس عدم إضاعتها وحملها الوسطاء العرب للضغط على حماس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يأمل لهم التوفيق ويدعو لهم النجاح.
وبعد سقوط المناورة قبل اجتماع القاهرة المتوقع، خرج وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت للتحذير من مخاطر فشل المفاوضات محمّلاً طلبات بنيامين نتنياهو مسؤوليّة إضاعة الفرصة. وقال غالانت «إن «إسرائيل» عند مفترق طرق استراتيجي، وإذا لم يتم التوصل لاتفاق، فهناك خطر متزايد بحصول تصعيد عسكري». وأوضح غالانت في تصريح له، بأن خطر التصعيد العسكري قد يؤدي في النهاية إلى حرب إقليمية لا يمكن وقفها، تشمل حزب الله وإيران.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن غالانت طالب بحسم المسائل الاستراتيجية في «الكابينت» الموسّع لكونه صاحب الصلاحية، وليس «الكابينت» المصغر.
وتخوف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من العودة الى التصعيد العسكري في حال لم تؤدِ المفاوضات الى نتيجة توقف الحرب، وتسمح باسترجاع الرهائن.
مواضيع ذات صلة :
هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو | هل يحقّ لرئيسي مجلسي النواب والوزراء التفاوض مع إسرائيل؟ خبراء يشرحون! | شقير: هناك جدية لدى حزب الله في إنهاء القتال والطابة اليوم بيد إسرائيل |