“رد الحزب إنتهى”… العين على المفاوضات وإيران تؤكد: “ردنا سيكون محسوباً ومدروساً”
بعد انتهاء رد “حزب الله”، تتجه الأنظار الآن نحو الرد الإيراني المنتظر على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي قوبل بترقب شديد في طهران. في الوقت نفسه، يترقب الجميع نتائج مفاوضات الهدنة الجارية في غزة، التي قد تسهم في تحديد مسار التصعيد أو التهدئة في المنطقة.
فقد أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في اطلالة له مساء امس أنّ “عمليتنا العسكرية أُنجزت كما خطط لها”، مشيرًا إلى أنّه وفق معلومات الحزب فإنّ عددًا من المسيّرات وصل الى قاعدتَي غليلوت الاستخبارية قرب تل أبيب والدفاع الجوي في عين شيميا. واعتبر نصرالله ان هذا الرد على اغتيال شكرا اولياً، وانه راعى قواعد الاشتباك المعمول بها بحيث انه استهدف مواقع عسكرية مهمة بعيدا عن اهداف مدنية، واكد اذا تبين ان الرد لم يكن كافيا فان الحزب سيحتفظ لنفسه بحق الرد حتى وقت آخر.
وقال نصرالله: “في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى”. وختم: “عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة جدا للمفاوضات للطرف الفلسطيني والعربي ورسالتها واضحة للعدو ومَن خلفه بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد وخصوصا الجبهة اللبنانية هي آمال كاذبة”.
طهران لا تسعى إلى زيادة التوتر
في السياق، أكد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي أن رد بلاده على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران حتمي.
وأوضح عراقجي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني أن “رد إيران سيكون “حاسما ومحسوبا”.
واضاف ان ” إيران لا تسعى لتصعيد التوتر لكنها لا تهابه”.
وكان قد أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أمام حشد شعبي، يوم السبت: “ستسمعون أخبارا جيدة بشأن انتقامنا”.
وظهر سلامي في مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام إيرانية، وسط حشد من الناس في بلدة خسروي قرب الحدود الإيرانية مع العراق، سألوه حول الرد الإيراني على إسرائيل، فقال: ستسمعون أخبارًا جيدة قريبا.
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنه تم اختراق موقع “الكنيست” وتلقّي رسائل عبر الهواتف عن اقتراب الرد.
تصعيد الحزب “لم يعرقل مفاوضات غزة”
قال مقال رأي في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن التصعيد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل “لم يعرقل” مفاوضات الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار، وأن المفاوضين أجروا محادثات تفصيلية، الأحد، خلال أحدث جولة بالقاهرة.
وجاء في المقال الذي كتبه مساعد التحرير في صحيفة “واشنطن بوست”، ديفيد أغناطيوس، أن التبادل المكثف لإطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، “لم يؤد إلى اندلاع حرب إقليمية كبرى، كما لم يعرقل المحادثات” التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأضاف أن المسؤولين الأميركيين “يعتقدون أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، كان يأمل بأن يؤدي هجوم حزب الله إلى تغيير ديناميكيات الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في القطاع، وتوفير شروط أفضل له خلال المفاوضات”.
لكن على العكس من ذلك، وفق أغناطيوس، فإن “الضغوط تتزايد على السنوار للمضي قدما في اتفاق يريده العديد من قادة الحركة، والذي يضمن إطلاق سراح ألف سجين فلسطيني أو أكثر، بعضهم محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة”.
وفشلت جولات من المفاوضات على مدى أشهر، في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، أو إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها في السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل، والذي أشعل فتيل الحرب.
وجرت خلال هذا الأسبوع، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، بمشاركة مسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات جرت في الدوحة دون تحقيق نتائج.
مواضيع ذات صلة :
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد |