احتجاجات عارمة في إسرائيل.. واتهامات “عرقلة المفاوضات” تلاحق نتنياهو
نظم عشرات الآلاف من الإسرائيليين، أمس الأحد، واحدة من أكبر المظاهرات منذ اندلاع الحرب قبل ما يقرب من 11 شهرا، وذلك بعد الإعلان عن انتشال جثث 6 رهائن إسرائيليين من قطاع غزة.
وكان مقررا إطلاق سراح ثلاثة من الرهائن الـ6 الذين عثر على جثثهم في المرحلة الأولى من اقتراح وقف إطلاق النار الذي تمت مناقشته في تموز، وهو ما أضاف شعورا بالغضب والإحباط بين المحتجين.
وأفادت وزارة الصحة الإسرائيلية بأن التشريح الذي أجري، يوم الأحد، لجثث الرهائن الستة التي عثر عليها في غزة ثم نقلت إلى اسرائيل، أظهر أنهم قتلوا “من مسافة قريبة جدا” و “بين يوم الخميس وصباح الجمعة”.
في السياق اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 29 متظاهرا في تل أبيب، ليل الأحد، في خضم الاحتجاجات التي تشهدها البلاد للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وفقا لتقرير أصدرته الشرطة.
ووفقا لتقرير الشرطة، اعتقل المتظاهرون الـ29 بتهمة “الإخلال بالنظام العام ومهاجمة الضباط والشغب بوحشية”.
وأصيبت شرطية خلال المواجهات، تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
في هذا الصدد طلب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش من النائب العام تقديم طلب عاجل للمحاكم، لمنع الإضراب المقرر الإثنين في أنحاء إسرائيل.
وفي رسالته إلى النائب العام جالي بهاراف ميارا، قال سموتريتش إن الإضراب ليس له أساس قانوني لأنه يهدف إلى التأثير بشكل غير موات على قرارات سياسية مهمة يتخذها الساسة، بشأن قضايا تتعلق بأمن الدولة.
وأوضح أن حدوث إضراب واسع، يشهد إغلاق البلاد بما في ذلك الرحلات الجوية المغادرة، ستكون له عواقب اقتصادية كبيرة من شأنها أن تسبب أضرارا اقتصادية في زمن الحرب.
ولم ترد بهاراف ميارا بعد على طلب للتعليق.
كما دعا زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد، إلى إضراب لإغلاق اقتصاد الدولة بهدف الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين في قطاع غزة.
ودعا لابيد، الذي تولى رئاسة الحكومة سابقا، كل إسرائيلي “تحطم قلبه هذا الصباح” إلى المشاركة في احتجاج كبير في تل أبيب في وقت لاحق.
كما طلب لابيد من اتحاد العمال الرئيسي في إسرائيل والشركات والبلديات المشاركة في الإضراب.
من جهته دعا رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي “الهستدروت” إلى إضراب عام اليوم الاثنين للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وناشد أرنون بار دافيد جميع العمال المدنيين الانضمام إلى الإضراب.
وقال إن مطار بن غوروين، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيُغلق بدءا من الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500بتوقيت غرينتش).
من جهتها، قالت جمعية المصنعين الإسرائيلية إنها تدعم تنظيم إضراب، وانتقدت الحكومة لفشلها في إعادة الرهائن على قيد الحياة، وهو ماوصفته الجمعية بأنه “واجب أخلاقي”.
وقال رون تومر رئيس الجمعية “من دون عودة الرهائن، لن نستطيع إنهاء الحرب، ولن نستطيع إعادة تأهيل أنفسنا كمجتمع، ولن نستطيع بدء إعادة تأهيل الاقتصاد الإسرائيلي. نحن ممزقون ومنقسمون وهذا هو موضع التحرك لتوحيد المجتمع الإسرائيلي”.
وأضاف “لا بد أن تضمن الحكومة أنها تفعل كل شيء لإعادة الرهائن بأسرع ما يمكن، حتى ولو في حدود وقف إطلاق نار محدود، وأدعو جميع الشركات في إسرائيل إلى التحرك لجعل ذلك يحدث”.
بدوره أعلن جهاز خدمات بلدية تل أبيب على صفحته على منصة “فيسبوك” أنه سيشارك في إضراب لنصف يوم الاثنين تضامنا مع الرهائن وعائلاتهم.
بدوره قال قيادي في حركة حماس، يوم الأحد، إن بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم في رفح كانوا ضمن “قائمة وافقت عليها” الحركة للإفراج عنهم.
وأكد القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة “فرانس برس” أن الحركة كانت وافقت على إطلاق سراح بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم في نفق في مدينة رفح، في حال تمّ التوصل إلى هدنة.
كما أكد مسؤولان إسرائيليان أنه كان من المتوقع إطلاق سراح 3 من 6 رهائن الذين تم انتشال جثثهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار النهائي.
وأشار المسؤولان في حديث لشبكة “سي إن إن” إلى أنه “كان من المقرر إطلاق سراح هيرش جولدبرج بولين وإيدن يروشالمي وكارمل جات كجزء من “الفئة الإنسانية” بناء على الإطار الذي وافقت عليه إسرائيل وحماس في أوائل يوليو”.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين للشبكة الأميركية: “لقد أرجأ نتنياهو الأمر وقد فات الأوان بالنسبة للستة الذين قتلوا لكن حان الوقت للتوصل إلى اتفاق”.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حزنه لمقتل 6 رهائن، قائلا إن قتلهم يثبت أن حماس لا تريد اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال نتنياهو الأحد إنه شعر بالحزن لسماع نبأ مقتل الرهائن.
واتهم حماس بقتلهم “بدم بارد” وقال إن إسرائيل ستحمل الحركة المسلحة المسؤولية. كما اتهم حماس بإحباط جهود وقف إطلاق النار الجارية.
وقال: “من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقا”.
وتعهد نتنياهو بجعل حماس “تدفع الثمن” بعد مقتل الرهائن في غزة وعناصر الشرطة الثلاثة في الخليل، في وقت سابق الأحد.
وأكد أن إسرائيل لن تتوقف قبل الوصول إلى من قتلوا المحتجزين ومحاسبتهم، وأنه وحكومته ملتزمون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وضمان أمن إسرائيل.
توازياً اتهم العديد من أفراد عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس يوم السبت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالحكم عمدا على أبنائهم بالموت، بعد أن أفادت تقارير بأن رئيس الوزراء يعطي الأولوية للاحتفاظ بالقوات في ممر فيلادلفيا بين غزة ومصر على إعادة الرهائن الإسرائيليين.
وفي بيان خارج مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، قال الأقارب: “نتنياهو وشركاؤه في الحكومة قرروا إفشال صفقة [وقف إطلاق النار من أجل الرهائن] بسبب مناورة فيلادلفيا، وبهذا يكونون قد حكموا على الرهائن بالموت بوعي”، حسبما أفاد موقع تايمز أوف إسرائيل.
وقالت عيناف زنغاوكر، والدة الرهينة لدى حماس ماتان زنغاوكر، إن أفعال نتنياهو “جريمة ضد الشعب، وضد دولة إسرائيل وضد الصهيونية. نتنياهو ليس سيد الأمن، إنه سيد الموت. إنه يقوض الصفقة بدم بارد”.
وجاءت التصريحات بعد أن أفادت تقارير بأن نتنياهو قال للوزراء إنه يعتبر الحفاظ على وجود إسرائيلي في الممر أولى من إنقاذ الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وتطالب إسرائيل بالاحتفاظ بخمس نقاط مراقبة على طول ممر فيلادلفيا، على بعد 300-400 متر داخل رفح الجنوبية في غزة، وفقًا للمسؤولين، واصفين هذا المطلب بأنه “إغلاق كامل لباب المفاوضات”.