“أمطروا سيارته بالرصاص”.. تفاصيل اغتيال “امبراطور” تهريب البشر في ليبيا!
اغتال مسلحون مجهولون قائد معسكر الأكاديمية البحرية الحربية في طرابلس عبد الرحمن ميلاد، المُلقب بـ”البيدجا”، بعد إمطاره بالرصاص الحي في العاصمة الليبية طرابلس.
وأظهرت صور تم تداولها على شبكات التواصل، سيارة رباعية الدفع بيضاء اللون إلى جانب الطريق وقد اخترقتها رصاصات عدة، مع جثة رجل في داخلها. ولم تحدد المصادر الليبية أي دوافع خلف عملية الاغتيال.
في حين خرجت تحشيدات عسكرية في مدينة الزاوية، كما أعلنت عدة ميليشيات مسلحة حالة النفير وتحركت نحو العاصمة طرابلس، كما تمّ إغلاق الطريق الساحلي، وسط مطالب بفتح تحقيق والكشف عن المتورطين في هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة.
وبالعودة إلى تفاصيل الاغتيال، نقلت الأناضول عن مصدر أمني مسؤول، لم تسمّه، قوله إن مسلحين اعترضوا سيارة الرائد عبد الرحمن البيدجا بمدينة جنزور (الضاحية الغربية لطرابلس)، مساء أمس الأحد، وفتحوا نيران بنادقهم الآلية عليه وأردوه قتيلا.
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاتها حول الحادث.
وقال المصدر الأمني “نتوقع حدوث توتر أمني في العاصمة على خلفية تحشيدات تجريها مجموعات مسلحة تابعة للبيدجا في مدينة الزاوية (50 كلم غرب طرابلس) مسقط رأسه”.
ونعى رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الضابط عبد الرحمن ميلاد، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.
وقال المشري: “بكل الأسى والحزن تلقينا نبأ اغتيال آمر معسكر الأكاديمية البحرية الحربية الرائد عبد الرحمن ميلاد، الذي تشهد له مدينة الزاوية بسعيه للصلح بين أبنائها عند نشوب أي خلاف، وجهوده التي بذلها في استئناف العمل بالأكاديمية البحرية وتخريج أول دفعة منها بعد توقف 14 عاما”.
وطالب المشري النائب العام والجهات المختصة بالكشف عن المتورطين في عملية الاغتيال وتقديمهم للعدالة.
من هو”البيدجا”؟
وُلد “البيدجا” في مدينة الزاوية الليبية عام 1990، وشارك في العديد من المعارك في ليبيا كان أخرها عام 2019 جنوب طرابلس.
وكان ضابطاً في خفر السواحل الليبي قبل ترقيته إلى رتبة آمر البحرية الليبية، في خفر السواحل الليبي، حيث طوّر عمله ليغدو واحداً من أبرز وأخطر المهربين في ليبيا وبخاصةً في مدينة الزاوية، ولقد اكتسب شهرة واسعة في عمليات تهريب البشر والوقود عبر البحر المتوسط، حيث استغل موقع مدينة الزاوية كمنطلق رئيس لقوارب الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو أوروبا.
وفي حزيران 2018، ورد اسمه في التقرير الصادر عن مجلس الأمن بوصفه “زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، ومتورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان”، فيما صدرت ضده مذكرة اعتقال من الشرطة الدولية (الإنتربول).
وفي الشهر نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات ضده مع 5 ليبيين آخرين بسبب ما قالت “تهديدهم للسلام والأمن والاستقرار في ليبيا من خلال تورطهم في تهريب المهاجرين”، وهو الإجراء ذاته الذي أعلنت عنه بريطانيا في الوقت نفسه.
وفي العام 2020 اعتقلته حكومة الوفاق لضلوعه في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود، لكن لم يمضِ وقت طويل حتى أُطلق سراحه في آب 2021 بناءً على توصية.
علماً، أنّ توقيفه كان قد تسبّب بتوترات أمنية في العاصمة طرابلس ومدينة الزاوية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة وشكوكاً حول مصداقية القضاء وصرامته في مواجهة الجريمة المنظمة.