“الوضع هشّ للغاية”.. خطر يحدق بـ”محطة زابوريجيا النووية” والسنياريو الأسوأ يتخطّى ” تشيرنوبل”!

عرب وعالم 3 أيلول, 2024

تحوّلت الحرب الروسية – الأوكرانية، إلى مغامرة “خطرة”، فالصواريخ والألغام لم تعد تستثني حتى المنشآت النووية ما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدق ناقوس الخطر.

في هذا السياق، أجرى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة محادثات مع كبار المسؤولين في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، لمعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

وقام رافائيل ماريانو جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيارته العاشرة إلى البلاد منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في شباط 2022.

وقال جروسي على منصة التواصل الاجتماعي “اكس X” إنه كان متوجهاً إلى زابوريجيا لمنع وقوع كارثة نووية.

وأشار إلى أنّ “الوضع في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا هش للغاية”.

وكان جروسي قد حذّر في منتصف آب الماضي من أنّ الوضع الأمني “يتدهور”، وذلك بعد وقوع انفجار في المنطقة المجاورة تماما للمحطة، والذي قال خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه نجم عن مسيرة كانت تحمل عبوة ناسفة.

وتخضع محطة زابوريجيا للطاقة النووية للسيطرة الروسية منذ حربها واسعة النطاق في عام 2022.

وأدى القصف المدفعي الأخير إلى إتلاف إمكانية الوصول إلى الطاقة في المحطة، مما دفع مشغل المحطة إنرجواتوم إلى اتهام روسيا بالهجمات.

وحذرت شركة “انرجو أتوم” من أن المزيد من الأضرار قد تؤدي إلى حالة طارئة، حيث لا يتمكن الفنيون من إجراء الإصلاحات بسبب استمرار تهديدات القصف.

ألغام في محيط المحطة النووية

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في وقت سابق أنه تم رصد ألغام مضادة للأفراد في موقع محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية التي تحتلها روسيا.

ووفق بيان صادر عن الوكالة، فإنّ الخبراء شاهدوا “بعض الألغام” في منطقة عازلة بين الحواجز الداخلية والخارجية المحيطة بالموقع.

يشار إلى أنّ القوات الروسية قد استولت على محطة زابوريجيا والتي تعتبر أكبر منشأة نووية في أوروبا بعد وقت قصير من غزو أوكرانيا في فبراير العام الماضي.

وتعرضت محطة زابوريجيا بعد وقوعها في أيدي القوات الروسية لإطلاق نار وتم فصلها عن شبكة الكهرباء مرات عدة، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية.

ومنذ أشهر تمّ إغلاق المفاعلات الستة التي كانت تولد نحو خمس إنتاج أوكرانيا من الكهرباء قبل الحرب.

ما هي محطة زابوريجيا للطاقة النووية؟

تحتوي محطة زابوريجيا للطاقة النووية على 6 مفاعلات التي صممها الاتحاد السوفياتي السابق وتسمى مفاعلات “القدرة المائية-المائية في.في.إي.آر-1000 في-320″، التي يتم تبريدها بالماء وتهدئة نيوتروناتها أيضا بالماء، وتعمل باليورانيوم 235 الذي يقدر نصف عمره بأكثر من 700 مليون سنة.
وهذه المحطة، التي بدأ العمل في تشييدها عام 1980 وتم توصيل مفاعلها السادس بالشبكة في عام 1995، هي الأكبر في أوروبا وواحدة من أكبر محطات الطاقة في العالم.

وتمتلك كل وحدة من وحدات زابوريجيا الست سعة صافية تبلغ 950 ميغاواط كهربائية، أو ما مجموعه 5.7 غيغاواط كهربائية، وفقا لقاعدة بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ما مخاطر استهداف هذه المحطة؟

بحسب وكالة الطاقة الذرية، تتمثل المخاطر في قلة قطع الغيار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أعمال الصيانة، فضلا عن تشوش الاتصالات مع الفريق الموجود في داخل المحطة.

ومن المخاطر الأخرى هو ضعف نظام التبريد في المحطة النووية، بحسب المدير المشارك في البرنامج النووي في معهد كارينغي للسلام الدولي، جيمس أكتون.

وهذا يعني، بحسب أكتون، أن سيناريو كارثة فوكوشيما النووية التي حدثت في اليابان عام 2011 مرجح، حيث أدت موجات مد زلزالي حينها إلى حدوث “انصهار نووي” داخل المنشاة، أصيب على أثره كثيرون بالسرطان من إثر التسرب الإشعاعي.

وتفيد تقديرات بأنه في حال تعطل أنظمة التبريد، فقد يحدث انهيار للمفاعل وقد يكون هناك تأثير على دائرة قطرها 30 كيلومترا.

والخطر في زابوريجيا لا يقتصر على المحطة النووية، فثمة صوامع تحتوي على المخلفات النووية في المحيط، ويمكن للتربة المحيطة أن تطلق إشعاعا إذا تعرضت للاختلال.

ما هو الاحتمال الأسوأ؟
في حال وصلت النيران إلى داخل المحطة النووية وأدت إلى تدميرها، فإن التلوث الإشعاعي لن يقتصر على منطقة المحطة النووية، كما في حال تشيرنوبل، ويقدر خبراء أن هذه الدول ستتعرض للإشعاعات: أوكرانيا، روسيا، رومانيا، بلغاريا، تركيا.
ويقول الباحث الزائر في معهد دالتون النووي في جامعة مانشستر البريطانية، خوان ماثيوز، إنه في حال وقوع حادث كبير في المحطة النووية فإن التداعيات تطال أولا منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود (تقع جنوب غربي أوكرانيا).

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us