ضغوطات على نتنياهو… واحتجاجات إسرائيلية مستمرة بعد العثور على جثث الأسرى
بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز أمن “الشاباك” عن العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة، تصاعدت الاحتجاجات والضغوطات الداخلية في إسرائيل بشكل ملحوظ. يسعى المتظاهرون إلى الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للقبول بصفقة تبادل أسرى، مؤكدين على الحاجة إلى معالجة الأزمة الإنسانية بسرعة.
استمرت الاحتجاجات مساء الثلاثاء لليوم الرابع على التوالي، حيث أغلق المتظاهرون معظم الطرق باستثناء مسلك واحد، وتجمع عدد منهم بالقرب من منزل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، يولي إدلشتاين، في هرتسليا بيتوح. كما اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في شارع بيغن بتل أبيب، حيث أشعل المتظاهرون النار وهتفوا “لن نتخلى عنهم”.
وتصاعدت الانتقادات ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وراحت تحمله مسؤولية مقتل المحتجزين الإسرائيليين الستة لدى حركة “حماس”، الذين عُثر على جثثهم داخل نفق في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة.
على الرغم من واحدة من أكبر مظاهر المعارضة في زمن الحرب في تاريخ إسرائيل، إلّا أنّ اللحظة المؤثرة عاطفياً لم تُترجَم إلى نقطة تحوّل سياسية. ويرى أريئيل كاهانا، معلّق في صحيفة “إسرائيل هيوم” اليمينية أنّه “سياسياً، كان يمكن أن يكون الوضع أسوأ بكثير بالنسبة إلى نتنياهو. يبدو أنّ المعارضة قد خسرت”.
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد الانتقادات ضد نتنياهو، الذي يُلقى عليه اللوم في مقتل الأسرى الإسرائيليين الستة الذين عُثر على جثثهم داخل نفق في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة. ورغم أن الاحتجاجات تعد من أكبر مظاهر المعارضة في زمن الحرب، إلا أنها لم تؤدِ إلى تحول سياسي كبير، كما يلاحظ أريئيل كاهانا، معلق صحيفة “إسرائيل هيوم” اليمينية.
في سياق متصل، أدت الاحتجاجات إلى تباطؤ أو تعليق الخدمات في العديد من المدارس والبلديات وشبكات النقل والمستشفيات، لكن بعض القطاعات تأثرت جزئيًا فقط. على عكس الاحتجاجات السابقة في مارس 2023، التي دفعت نتنياهو لتعليق خطة إصلاح القضاء، حافظ الحزب اليميني على وحدته، ولم يخالف أي مسؤول كبير من حزب الليكود القرار الحكومي الأخير بشأن وقف إطلاق النار.
في خطابه، بينما حاول مزيد من المحتجّين اقتحام خطوط الشرطة بالقرب من مقر إقامته الخاص في القدس، أوضح نتنياهو إنّ “الشرط الأول للنصر في هذه الحرب الوجودية هو الوحدة الداخلية. علينا أن نقف معاً كواحد ضدّ عدو قاسٍ يُريد تدميرنا جميعاً”.
وقالالوزير المستقيل من مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن نتنياهو عرقل صفقات تبادل الأسرى بشكل ممنهج، وإن الوقت قد حان لإجراء انتخابات “وتشكيل حكومة قومية تعبر عن تنوع المجتمع الإسرائيلي كله”.
وأكد غانتسخلال مؤتمر صحفي أن نتنياهو لن يعيد الإسرائيليين المحتجزين في غزة أحياء، لأنه منشغل ببقائه السياسي، وفق تعبيره.
كما ذكر أن محور فيلادلفيا لا يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل كما يدعي نتنياهو، مؤكدا أن بإمكان الجيش الإسرائيلي الانسحاب منه والعودة إليه متى أراد، حسب قوله.
ورأى غانتس أن نتنياهو “ضل الطريق”، وأنه “يرى نفسه هو الدولة، وهذا أمر خطير”.
تشديد أميركي
وفيما يتعلق بالجهود الدولية، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن “مقترح صفقة وقف إطلاق النار في غزة، والتي تتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، تنص على أنه يتعين انسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع المناطق المكتظة بالسكان، بما فيها ممر فيلادلفيا”. فيما ذكرت تقارير إسرائيلية أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بموافقتها على الانسحاب من الممر، في المرحلة الثانية من الصفقة.
وقال كيربي إن “هذا هو ما يقوله الاقتراح، وهذا هو الاقتراح الذي تم تقديمه من قبل إسرائيل في نهاية أيار/مايو”. وأضاف ان الرئيس جو بايدن أكد في العديد من المحادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادات في قطر ومصر، أهميةَ بذل “كل ما في وسعنا، من أجل الوصول إلى اتفاق وإنهاء الصفقة”.
وتأتي تصريحات كيربي بعد يوم من تأكيد نتنياهو، أن قواته يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا.
ورفض كيربي التعليق على تصريحات نتنياهو بشكل مباشر، وقال: “لن أدخل في نقاش مع رئيس الوزراء وما قاله في عطلة نهاية الأسبوع عن ممر فليلادلفيا، وسيكون من المرضي أن أقدم قائمة بكل ما يجب على الجميع القيام به خارج الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق، لكن لن أفعل ذلك”.
وأكد أن الرئيس بايدن يشارك بنفسه مع فريقه ومع القادة من دول العالم من أجل التوصل إلى اتفاق يتضمن 3 نقاط رئيسية للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وإغاثة فورية للناس في غزة، ووقف القتال، وأن “تركيز الرئيس بايدن للوصول إلى صفقة وإطلاق سراح الرهائن وإعادتهم إلى عائلاتهم”.
وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي رفيع إن التقديرات في تل أبيب، تشير إلى أن إدارة بايدن، ستقدم مقترحاً جديداً لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، لكل من إسرائيل وحركة حماس، خلال نهاية الأسبوع الجاري.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة ستؤكد للوسطاء، على أن مقترحها الجديد سيكون “العرض الأخير” الذي تقدمه في إطار جهود الوساطة التي تبذلها بالتعاون مع قطر ومصر. ووفقا للتقديرات، فإنه “من غير المتوقع أن يحتوي المقترح الأميركي الجدي على تغييرات جوهرية مقارنة بالمقترح الأخير”.
مواضيع ذات صلة :
فرض عقوبات على 6 من كبار قادة “حماس” | البابا فرنسيس: لوقف فوري لإطلاق النار على جميع الجبهات | الجيش الإسرائيلي في “حال تأهب”! |