جولاتٌ وضغوط لوقف النار في غزة.. والضفة الغربية تحت نيران الغارات!
تحتلّ الحرب الدمويّة المستمرة في قطاع غزة سلّم الاهتمامات العالميّة، وسط مساعٍ أميركية وأوروبيّة وعربيّة، لوقف النار في القطاع والتوصل إلى اتفاق على تبادل الرهائن، في ظلّ تعثّر الوصول إلى أيّ حلّ يُفضي إلى نتائج ملموسة على أرض المعركة.
في هذا الإطار، تبدأ وزيرة الخارجية الألمانية جولة جديدة في الشرق الأوسط، تشمل بشكل خاص إسرائيل ورام الله، لدعم الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية كاثرين ديشاور، خلال مؤتمر صحافيّ دوريّ، في برلين، إنّ هذه الجولة تعد الزيارة التاسعة لوزيرة الخارجية إلى إسرائيل، والحادية عشرة في المجمل إلى منطقة الشرق الأوسط والأدنى منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023.
وتأتي هذه الجولة الجديدة التي تقوم بها أنالينا بيربوك في حين يكثف الغربيون، وبخاصة واشنطن، ضغوطهم على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد العثور على على جثث ستة من الرهائن في نفق في جنوب غزة.
وقبيل مغادرتها برلين، قالت بيربوك إنّ “إرهابيي حماس لا يخجلون من القيام بأيّ عمل مهما كان فظيعًا”.
وأضافت: “لهذا السبب، على الرّغم من صعوبة الأمر، يجب الاستمرار في توجيه كل الجهود نحو وقف إطلاق نار إنساني، ممّا يؤدّي إلى إطلاق سراح الرهائن، ويضع حدًا للمذبحة، لأنّ لا حلّ عسكريًا، سواء بالنسبة لغزة أو بالنسبة للوضع في الضفة الغربية”.
وأكّدت الوزيرة أنّ حلّ الدولتين هو في نهاية المطاف “الخيار الوحيد لتحقيق سلام دائم”.
تحقيق دولي بحقّ الجيش الإسرائيلي
بالمقابل، طالبت منظمة العفو الدولية بفتح تحقيق دولي بحقّ الجيش الإسرائيلي بشبهة ارتكابه “جرائم حرب” في قطاع غزة، بسبب تدميره “من دون مبرّر” أحياء بأكملها على طول حدود القطاع الفلسطينيّ مع إسرائيل، لإنشاء منطقة عازلة.
وقالت المنظمة الحقوقية غير الحكومية في تقرير إنّه بين تشرين الأول 2023 وأيار 2024 وعلى طول الخط الحدوديّ بين القطاع وإسرائيل وبعرض يتراوح بين 1 و1.8 كيلومتر، تعرّض على ما يبدو أكثر من 90% من المباني “للتدمير أو لأضرار جسيمة” و59% من المحاصيل الزراعية للتلف.
وتغطي الأضرار ما مجموعه 58 كيلومترًا مربّعًا، أي ما يقرب من 16% من مساحة قطاع غزة، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه وكالة فرانس برس.
وأضافت أنّه في المناطق الأربع التي أجرت فيها تحقيقاتها “تمّ هدم مبان عمدًا وبشكل منهجي” بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها وخارج أي قتال مع حماس.
ونقل التقرير عن إريكا غيفارا روس، المديرة العامة لمنظمة العفو الدولية، قولها إنّ “حملة الخراب المتواصلة التي يشنّها الجيش الإسرائيلي في غزة هي حملة تدمير غير مبرّرة”.
وأوضحت أنّ “إنشاء منطقة عازلة لا ينبغي بأيّ حال من الأحوال أن يشكّل عقابًا جماعيًا للسكان المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المناطق”.
وأرسلت منظمة العفو الدولية أسئلة حول هذا الموضوع إلى السلطات الإسرائيلية في مطلع تمّوز، لكنها لم تحصل على أي ردّ بعد مرور شهرين.
غارات في الضفة!
أمّا في الضفة الغربية، فقد أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة آخر بجروح خطرة، في ضربة استهدفت سيارة في طوباس شمالي الضفة، حيث أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه نفّذ غارات جوية.
إذ قال الجيش الإسرائيلي، في منشور على تطبيق تلغرام، أنّه شنّ “ثلاث غارات جوية محدّدة الأهداف ضدّ مسلّحين شكّلوا تهديدًا للجنود” الإسرائيليين.
كما أفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس، بأنّ الجيش إسرائيلي اقتحم مخيم الفارعة للاجئين في محافظة طوباس، حيث سُمع دويّ انفجارات.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |