11 أيلول في الذاكرة.. هجماتٌ من الماضي غيّرت وجه الحاضر!
على الرغم من مرور 23 عامًا على هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، التي استهدفت برجي “مركز التجارة العالمي” في مدينة نيويورك الأميركية، لا تزال تداعيات هذا الهجوم وآثاره على العالم، وتحديدًا منطقة الشرق الأوسط، تظهر بوضوح من خلال ما تبعه من حروب شُنّت بدعوى القضاء على الإرهاب، وإجراءات مشددة طالت مختلف المجالات، لا سيما تلك المتعلقة بالطيران.
حاضرٌ يهدد أفغانستان!
ومن وقائع الحاضر، رصدت صحيفة “الشرق الأوسط” نذر تكرار لتجربة “القاعدة” في جبال تورا بورا في أفغانستان، في ظل النسخة الثانية من حكم حركة “طالبان”.
ولفتت إلى أنّه “صحيح أن التنظيم يبدو عاجزًا عن شن هجمات ضخمة بحجم “غزوتي نيويورك وواشنطن”، أو الإعلان عن هوية زعيمه الجديد خلفًا لأيمن الظواهري، رغم مرور أكثر من سنتين على مقتله، لكن تقارير أممية حديثة تؤكد أن التنظيم يقوم حاليًا بإعادة بناء صفوفه، بعدما أقام سلسلة معسكرات تدريب ومدارس دينية في أفغانستان، مما يشكل تهديدًا جديدًا للبلاد.
تغييرات كبيرة في إجراءات السفر
وإضافة إلى تحولات السياسة الخارجية والحروب التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، لا سيما العراق وأفغانستان، أرخت التحولات بعد هجمات سبتمبر بثقلها على إجراءات السفر العالمية.
فقد استحدثت الدول إجراءات أمنية تطورت على مراحل خلال العقدين الماضيين.
كانت هذه الإجراءات ضرورية لوقف خطر الهجمات القاتلة في مجال الطيران، لكنها أدت في المقابل إلى تداعيات سلبية، أبرزها تراجع مستوى الخصوصية وساعات طويلة من التفتيش والانتظار في المطارات، وفي بعض الأحيان تفاوت مستوى التفتيش حسب جنسية المسافر، وفق ما أوردت شبكة “بي بي سي”.
ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2001، وقّع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على قانون “أمن الطيران والنقل”، الذي أدخل فحصًا أمنيًا يجرى بواسطة المسؤولين الفيدراليين على المسافرين، ويتضمن فحصًا شاملًا للأمتعة بنسبة 100 في المئة. كما نصّ القانون على تعزيز أبواب قمرة القيادة في الطائرات لضمان حمايتها.
كما تأسست إدارة أمن النقل (TSA) في الولايات المتحدة، للإشراف على أمن جميع وسائل النقل وتنفيذ هذه القرارات.
في الوقت ذاته، وضعت المفوضية الأوروبية قواعد مشتركة لجميع الدول الأعضاء لتنظيم أمن الطيران المدني. وباتت الإجراءات الأمنية في المطارات حول العالم متطابقة إلى حد كبير، مع إمكانية وجود بعض الاختلافات في التفاصيل.
وبعدما أحبطت الشرطة البريطانية في آب/ أغسطس 2006 مخططًا لتفجير عبوات ناسفة سائلة، حظرت المفوضية الأوروبية وإدارة أمن النقل الأميركية جميع السوائل والمواد الهلامية والهباء الجوي (بخاخات الهواء المضغوط) من حقائب اليد المحمولة على الطائرات.
وفي الشهر ذاته، بدأت إدارة أمن النقل الأميركية تطلب من الركاب خلع أحذيتهم كجزء من الفحص الأمني.
أما في آذار/ مارس 2010، فبدأت الولايات المتحدة باستخدام “الماسحات الضوئية لكامل الجسم”، قبل أن تلزم المسافرين بوضع جميع الأجهزة الإلكترونية الشخصية التي يزيد حجمها عن الهاتف الخلوي داخل صناديق لفحصها بواسطة أجهزة الأشعة السينية (إكس-راي).
وأحد آخر التطورات المهمة في أمن السفر جاء في شباط/ فبراير 2018، عبر برنامج للتعرف على الوجه. ولا تزال هذه التقنية تُستخدم حتى اليوم لتسريع عملية التحقق من هوية المسافرين.
مواضيع ذات صلة :
للمرة الأولى منذ عودة طالبان.. ترحيل أفغان من ألمانيا | ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة شرق أفغانستان إلى 47 قتيلا | 20 قتيلًا على الأقل بغرق قارب شرق أفغانستان |