موسكو تحذر “الناتو” من “ضرب عمق روسيا”.. وأميركا تحسم الجدل!
يطول أمد الحرب في أوكرانيا وتتصاعد تداعياتها وتتشعب الأزمة مهددة بدفع القوى الدولية لمواجهة غير محمودة.
وفي آخر المستجدات أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الجمعة، تصديه لدفعة كبيرة من الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا تجاه الأراضي الأوكرانية.
وأفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” في كييف بأن الجيش الأوكراني ذكر بأنه أسقط 24 طائرة مسيرة هجومية من بين 26 أطلقتها القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
وأوضح المصدر ذاته أن المسيرات أسقطت في مناطق ميكولايف وأوديسا وخميلنيتسكي وإيفانو فرانكوفسك غربي البلاد.
كما كشفت وزارة الدفاع الأوكرانية عن مهاجمة مستودع للدخائر والصواريخ الروسية قرب مدينة ماريوبول في منطقة دونيتسك الليلة الماضية.
وقتل شخص وأصيب 10 آخرون في منطقة خيرسون في قصف روسي الليلة الماضية، وفقا لما ذكرته الإدارة العسكرية للمنطقة.
من جهتها أفادت الإدارة المحلية لمنطقة خاركيف في شمال شرقي أوكرانيا بأن 5 أشخاص أصيبوا في هجوم صاروخي شنته روسيا، الجمعة، على المنطقة.
في السياق حث الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين إلى مساعدتها في التصدي للصواريخ الروسية.
واعتبر زيلينسكي في مؤتمر من كييف اليوم أن الغرب “خائف” للغاية من إثارة احتمال إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية التي تستهدف الأراضي الاوكرانية، على الرغم من أنه يساعد إسرائيل في القيام بذلك.
كما أضاف متسائلاً “إذا كان الحلفاء يسقطون بشكل مشترك الصواريخ والطائرات المسيرة في مواقع بالشرق الأوسط، فلماذا لا يوجد قرار مماثل لإسقاط الصواريخ الروسية ومسيرات شاهد (الإيرانية) بشكل مشترك في سماء أوكرانيا؟”.
وأردف قائلا “إنهم يخشون حتى أن يقولوا نحن نعمل على ذلك”.
أما في ما يتعلق بهجوم بلاده على مقاطعة كورسك الحدودية الروسية، فرأى زيلينسكي أن هذا التوغل”أبطأ” تقدم موسكو في شرق أوكرانيا، حسب ما أفادت فرانس برس.
كما أكد أنه “أعطى النتائج التي توقعتها بلاده”، مضيفا أن “تقدم الروس تباطأ في منطقة خاركيف، ودونيتسك،على الرغم من أن الوضع صعب للغاية هناك”.
وأشار إلى أن روسيا نشرت 40 ألف جندي في كورسك، وفق قوله.
بالمقابل هددت موسكو، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالحرب إذا سمح الغرب لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى.
وقال مندوب روسيا بالأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا إن “حلف الأطلسي سيكون طرفا مباشرا في أعمال حربية ضد قوة نووية أعتقد أنه لا ينبغي لكم أن تنسوا ذلك وعليكم أن تفكروا في العواقب”، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وأبلغ مندوب روسيا مجلس الأمن أنه “إذا سمح الغرب لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ طويلة المدى فإن دول حلف الأطلسي ستكون حينئذ في حرب مباشرة مع روسيا”.
من جانبه، قال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما (مجلس النواب في البرلمان الروسي)، الجمعة، إن حلف شمال الأطلسي طرف في العمل العسكري في أوكرانيا، وأشار إلى أن الحلف يشارك بالفعل بشكل كبير في صنع القرار العسكري. وجاءت تعليقات فولودين، الحليف المقرب للرئيس فلاديمير بوتين، بعد يوم من تحذير الرئيس الروسي من أن الغرب سيكون قد دخل في قتال مباشر مع روسيا إذا سمح لأوكرانيا بقصف الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع، وهي خطوة قال إنها ستغير طبيعة الصراع.
واتهم فولودين، الذي لم يشر لأدلة موثقة لدعم تعليقاته، الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة بمساعدة أوكرانيا في اختيار المدن الروسية التي يتم استهدافها، والموافقة على تحركات عسكرية بعينها، وإصدار أوامر لكييف.
وكتب فولودين على قناته الرسمية على تيليجرام “تناقش الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا إمكانية توجيه ضربات (من قبل أوكرانيا) باستخدام أسلحة بعيدة المدى على أراضي بلدنا، هذه ليست سوى محاولة لإخفاء مشاركتهم المباشرة في العمل العسكري”.
وأضاف: “في الواقع، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها منح أنفسهم الإذن لتنفيذ أعمال عدائية بالصواريخ ضد روسيا”.
توازياً قال البيت الأبيض إن واشنطن لا تعتزم إعلان أي سياسة جديدة بشأن أوكرانيا واستخدامها صواريخ بعيدة المدى، الجمعة.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين: “لا توجد تغييرات في رؤيتنا بشأن تزويد أوكرانيا بقدرات هجومية بعيدة المدى لاستخدامها داخل روسيا”.
وأضاف: “لا أتوقع أي إعلان كبير في ذلك الصدد”، من مناقشات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وسيجتمع بايدن وستارمر، اليوم، وسط جهود مكثفة من جانب أوكرانيا لتخفيف القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب روسيا.
من ناحية أخرى حثت الصين مجددا إلى العودة إلى التفاوض من أجل حل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فضلا عن الحرب في قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الصيني، دونغ جون، خلال حفل افتتاح منتدى بكين “شيانغشان” الأمني الحادي عشر، اليوم، إن”السبيل الأساسي الوحيد لتسوية الأزمة الأوكرانية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وغيرها من القضايا الساخنة، هو تعزيز مفاوضات السلام والتسوية السياسية، بالإضافة إلى التحلي بالإنصاف، وألا نبحث عن المصالح الجيوسياسية، أو نلجأ إلى المعايير المزدوجة”.
كما شدد على أنه “لا منتصر في النزاعات، لأن المواجهة لا تفضي إلى أي مكان.” وأردف أنه “كلما كان الصراع خطيرا زادت أهمية عدم التخلي عن الحوار والمشاورات”.
وندد “بانتشار كثيف لمفاهيم الأمن القومي”، داعيا إلى أن “تفيد التكنولوجيا الجديدة البشرية بأكملها على نحو أفضل”، في إشارة محتملة إلى جهود الولايات المتحدة لمنع وصول بكين إلى التكنولوجيا المتطورة.
مواضيع ذات صلة :
بعد قرار بايدن.. أوكرانيا تنفذ أول هجوم بصواريخ “أتاكمز” | بوتين يُحدّث “العقيدة النووية”.. محاولة روسيّة لرسم “خط أحمر” للولايات المتحدة وحلفائها | تحذير أوكراني من كارثة نووية محتملة |