“الذكاء الاصطناعي”.. أداة جديدة تدخل على خط المنافسة الرئاسية بين هاريس وترامب
يتواجه الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالية الديمقراطية كاملا هاريس في انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من تشرين الثاني وقد يستغرق الأمر أياما لمعرفة نتيجة الانتخابات، خاصة إذا كانت النتائج متقاربة وكان التصويت عبر البريد عاملا مؤثرا، وهو ما يتوقعه المحللون.
في السياق وكعادته، وبسخرية لاذعة، وضع الرئيس الأميركي السابق ومرشح الرئاسة عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، هيئة البريد بمرمى نيرانه اليوم الأحد، مشدداً على أنه لا يمكن الاعتماد عليها في إيصال أصوات الناخبين الذين يصوتون عبر البريد.
وكتب ترامب على حسابه في منصته التواصلية التي يملكها “تروث سوشيال” قائلا: “اعترفت هيئة البريد الأميركية بأنها تعاني من سوء الإدارة وتعاني من فقدان البريد وتأخيره على مستوى غير مسبوق”.
وأضاف أنه “مع كون هذه هي الحقيقة، فكيف يمكننا أن نتوقع أن نسمح أو نثق في هيئة البريد الأميركية بإدارة الانتخابات الرئاسية لعام 2024؟ من غير الممكن أن تفعل ذلك. ساعدوني!”.
من ناحية أخرى انتشرت “نظريات المؤامرة” حول المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس الأسبوع الماضي، بسبب صور متداولة اتهمت على خلفيتها بارتداء سماعة خلال مناظرة أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لنائبة الرئيس كامالا هاريس، خلال مناظرتها للرئيس السابق ترامب، والحلق (قرط الأذن) الذي كانت ترتديه.
وأثار النشطاء مزاعم بأن هذا الحلق “من الإصدارات التكنولوجية الجديدة”، وأنه “يحتوي على سماعة أذن يمكن لحملتها التواصل معها خلال المناظرة”، واصفين تلك الادعاءات بأنها “غش”.
في هذا الخضم أجرى الفريق المختص بتقصي الأخبار الكاذبة في وكالة “رويترز” بحثا حول الأمر، وكشف أن صورة ثابتة من البث المباشر للمناظرة على قناة “إيه بي سي” يظهر حلقا مختلفا لكامالا عن الصورة التي تم تداولها على الإنترنت، التي أظهرتها مرتدية سماعات على هيئة حلق من ماركة “نوفا إتش 1”.
وقالت “رويترز”: “يحتوي قرطا هاريس على سيقان ذهبية مفتوحة على شكل حرف U تحت ترصيع اللؤلؤ وتلتف أسفل شحمة الأذن، لكنها لا تقيد الأذنين كما يظهر في مقطع الفيديو من المناقشة”.
وأضافت: “في الوقت نفسه، يحتوي القرطان المنتشران على ساق صلبة مغلقة، وليس كما يبدو في الفيديو”.
وأكدت “رويترز” أن الحلق الذي ارتدته هاريس خلال المناظرة سبق أن ارتدته في مرات عديدة سابقة ولاحقة، وهو “قرط عادي”.
في سياق متصل، تحدث مرشحا انتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس ودونالد ترامب في مناظرتهما الأولى، وربما الوحيدة حول الذكاء الاصطناعي.
لكن، حسب صحيفة “غارديان” البريطانية، فإن الدروس الحقيقية كانت في أعقاب المناظرة، حيث كشف التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي بشأن المنافسة، أن الجمهوريين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتوضيح وجهات نظرهم السياسية، أما الديمقراطيون فلا يفعلون ذلك.
وركز تفاعل الجمهوريين بشأن الذكاء الاصطناعي على ادعاء من قبل مرشحهم تم دحضه، حيث قال ترامب أثناء المناظرة إن المهاجرين في سبرينغفيلد بولاية أوهايو “يأكلون الكلاب والقطط”.
ولم يكن التصريح صحيحا، حيث تحقق المشرفون على محطة “إيه بي سي” من صحة أقواله بمعلومات من مفوض مراقبة الحيوانات في المدينة، الذي لم يتلق أي مكالمات حول مثل هذه الوقائع، وبعد ذلك بات المهاجرون في المدينة يواجهون عنفا حقيقيا بسبب ادعاء ترامب الكاذب.
وفي غياب صور حقيقية لمثل هذا التصرف الذي لم يحدث بالفعل، لجأ ترامب وشركاؤه إلى صور أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقبل أن تبدأ المناظرة، غرد دونالد ترامب الابن بصور لوالده وهو يمتطي قطا عملاقا ويحمل مسدسا، وكتب: “أنقذوا حيواناتنا الأليفة”.
وجاء في منشور لترامب الابن أثناء المناظرة: “إنهم يعرفون من يشجعون الليلة”، مع صورة غير حقيقية لـ3 قطط وبطة أو أوزة، تشاهد مواجهة المرشحين على شاشة التلفزيون.
وتحمل الصور علامة مميزة للمواد التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وبعد يومين من المناظرة، نشر ترامب صورة لنفسه على متن طائرة محاطا بالقطط والأوز، وأخرى لقط يحمل لافتة كتب عليها “كامالا تكرهني”، وثالثة له وهو يتحدث في تجمع “قطط من أجل ترامب”.
كما غرد أعضاء في لجنة القضاء بمجلس النواب الأميركي، بصورة لترامب وهو يحتضن الحيوانات في الماء، مع تعليق: “احموا بطنا وقططنا الصغيرة في أوهايو”.
وانضم الملياردير إيلون ماسك بدوره إلى التغريد بلقطات لمنشورات ترامب على موقع “تروث سوشيال”، مصحوبة برمز تعبيري للضحك والبكاء.
وفي الساعات التي أعقبت انتهاء المناظرة، لم تكن هاريس هي التي ردت على استخدام الجمهوريين للذكاء الاصطناعي، بل كانت نجمة البوب العالمية تايلور سويفت، التي استهدفت صراحة الصور غير الحقيقية التي نشرت لها وهي تدعم ترامب.
وكتبت سويفت على “إنستغرام”: “علمت مؤخرا أن الذكاء الاصطناعي الذي يظهرني وأنا أؤيد زورا ترشح دونالد ترامب للرئاسة قد نشر على موقعه. أثار ذلك مخاوفي حقا بشأن الذكاء الاصطناعي ومخاطر نشر المعلومات المضللة. أوصلني إلى استنتاج مفاده أنني بحاجة إلى أن أكون شفافة للغاية بشأن خططي الفعلية لهذه الانتخابات كناخب”.
وأكدت سويفت، التي لها جمهور من مئات الملايين حول العالم، تأييدها لهاريس.
ولم تنشر هاريس نفسها أي صور “اصطناعية” سواء كانت متعلقة بالمناظرة أو غيرها، بل في الأيام التي أعقبت النقاش مع ترامب نشرت حملتها صور كامالا وهي طفلة تزور أجدادها في الهند.