معلومات جديدة عن الهجوم الإسرائيلي: هل كانت إيران على علم به؟
بعد أيام وأسابيع من التلويح الإسرائيلي باقتراب الردّ المرتقب على إيران، قصفت إسرائيل فجر السبت، منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى في إيران عبر ثلاث موجات من الضربات.
وبعد الهجوم، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، قال فيه إنّ الغارات الجوية شملت مواقع إنتاج صواريخ إيرانية كانت قد أُطلقت نحو إسرائيل خلال العام الماضي.
وبث الجيش الإسرائيلي، السبت، اللقطات الأولى لانطلاق المقاتلات الحربية لقصف الأهداف.
واستهدفت الهجمات أيضا أنظمة صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية تهدف إلى تقييد حرية العمل الجوي الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول إسرائيلي القول إن اختيار الأهداف، بما في ذلك البنية التحتية الصاروخية والدفاعات الجوية الإيرانية، تم معايرته لإرسال “رسالة قوية للغاية مفادها أننا قادرون على ضرب أي مكان في إيران”.
وقال شخص مطلع على خطط إسرائيل لصحيفة “واشنطن بوست” إن إسرائيل خططت لضربتها بهدف تقليل الخسائر والحفاظ على التأثير عند مستوى يسمح لإيران بإنكار الأضرار الجسيمة واحتواء الموقف.
وذكر مسؤول أميركي أن الأهداف لم تشمل بنية تحتية للطاقة أو منشآت نووية إيرانية.
وركزت الطائرات الإسرائيلية بدلا من ذلك على ما يقرب من 20 منشأة عسكرية، بما في ذلك بطاريات الدفاع الجوي ومحطات الرادار ومواقع إنتاج الصواريخ، وفقا لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
في المقابل، أعلنت إيران أن دفاعاتها الجوية تصدت بنجاح للهجوم، لكن أربعة جنود قتلوا جميعهم من سلاح الدفاع الجوي.
ولاحقاً، قالت القوات المسلحة الإيرانية إن الأضرار الناتجة من الضربات الإسرائيلية على أهداف عسكرية داخل البلاد اقتصرت على “أنظمة رادار”.
وأوضحت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي أنه “بفضل أداء الدفاع الجوي للبلاد في الوقت المناسب، تسببت الهجمات بخسائر محدودة ولم تتضرر سوى بعض أنظمة الرادار”.
وأضافت هيئة الأركان العامة أنه: “تم اعتراض عدد كبير من الصواريخ، ومنع طائرات العدو من دخول المجال الجوي للبلاد”.
وكشفت أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي المتاح للجيش الأميركي “لإطلاق عدد من الصواريخ المحمولة جوا البعيدة المدى والمجهزة برؤوس حربية خفيفة للغاية”.
تحذير إسرائيلي من الرد
إلى ذلك قال موقع “أكسيوس” الأميركي إن إسرائيل أرسلت رسالة إلى إيران يوم الجمعة قبل غاراتها الجوية الانتقامية محذرة الإيرانيين من الرد، وفقا لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة، وذلك في محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين البلدين ومنع تصعيد أوسع، كما أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” ذلك، مشيرة إلى أن التحذير تضمن تأكيدا بأن إسرائيل ستضرب بشكل أقوى إذا ردت إيران.
نتنياهو يكذّب “القناة 13”
وكانت القناة 13 الإسرائيلية، قد قالت إن إسرائيل قرّرت مهاجمة منشآت النفط والطاقة في إيران، لكن الخطة توقفت بعد محادثات مع واشنطن.
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، السبت، إن “ما ورد في القناة 13 بأن إسرائيل تراجعت عن مهاجمة منشآت الغاز والنفط في إيران بسبب الضغوط الأميركية، عار عن الصحة تماما”.
وأضاف المكتب: “لقد اختارت إسرائيل أهداف الهجوم مسبقا وفقا لمصالحها الوطنية، وليس حسب الإملاءات الأميركية. هكذا كان الأمر – وهكذا سيكون”.
في السياق، قال رئيس حزب “المعسكر الرسمي” في إسرائيل، بيني غانتس، أن “الهجوم المباشر والكبير الذي شنته إسرائيل على الصناعات والأهداف العسكرية في إيران يمثل خطوة مهمة في حد ذاته، وفي طريقة تنفيذه”.
وأكد غانتس أن “هذا الهجوم يشكل مرحلة جديدة في حربنا ضد إيران ويضع الأساس لمزيد من العمليات”، مشيرًا إلى أن “إيران قد دفعت ثمناً باهظاً لمحاولاتها الفاشلة للإضرار بإسرائيل”.
وفي منشور له على منصة “إكس”، أعرب غانتس عن “تقديره للقرار السياسي الذي اتخذ بشأن الهجوم، وكذلك تقديره للجيش الإسرائيلي بجميع فروعه على أدائه المهني الرائع”.
وأضاف، “على مر السنين، قامت إسرائيل ببناء تفوق أمني في المنطقة، بالتعاون مع شركائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وكشخص على دراية جيدة بمجموعة القدرات، أستطيع أن أقول إن الهجوم الليلة ليس سوى جزء من القدرات والضرر الذي سيلحق بالنظام الإيراني إذا اختار مواصلة أفعاله”.
كما أكد غانتس على “أهمية الاستمرار في الجهود من أجل إعادة المختطفين واستبدال نظام حماس، وإلحاق الضرر المستمر بحزب الله، لخلق واقع أمني جديد يسمح لسكان إسرائيل بالعيش في أمان”.
بدوره أشاد الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، السبت، بجيش بلاده وأجهزة الأمنية والمستوى السياسي وكل من شارك في الهجوم على إيران.
وقال هرتسوغ إن “القدرات التي تم إظهارها والأهداف التي تم تحقيقها مهمة جدا لإرساء أمن دولة إسرائيل وحماية مواطنيها”.
وقدم هرتسوغ “شكرا خاصا للولايات المتحدة العظيمة على التحالف الحقيقي والتعاون العلني وغير العلني”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال، السبت، إن الهجمات الإسرائيلية على إيران ضربت أهدافا عسكرية فقط على ما يبدو، وأضاف أنه يأمل أن تكون الهجمات هي “النهاية”.
وأعرب بايدن في تصريح للصحافيين عن أمله في أن تمثل الضربة الإسرائيلية نهاية التوتر المتبادل مع إيران.
وكانت الولايات المتحدة حضت إيران على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف بعدما شنت الأخيرة ضربات على إيران ردا على هجوم صاروخي واسع شنته طهران مطلع الشهر.
مواضيع ذات صلة :
صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | الجميّل تعليقًا على رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: “ومن الحب ما قتل”! |