التباين الحاد بين ترامب وهاريس يحدد ملامح السياسة الأميركية المقبلة
تتجه الولايات المتحدة نحو انتخابات رئاسية حاسمة في 5 تشرين الثاني، حيث يترقب العالم نتائجها نظراً لتداعياتها العالمية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
وتتسم هذه الانتخابات بتباين واضح في رؤية المرشحين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، في ما يخص السياسة الداخلية والخارجية، من الاقتصاد الأميركي إلى الملفات الحساسة في الشرق الأوسط والعلاقات مع الصين وإيران.
تباين في الرؤية الاقتصادية
يركز ترامب في حملته على إعادة إحياء ما وصفه بـ”المعجزة الاقتصادية” التي حققها خلال ولايته السابقة، مع وعد بتخفيض الضرائب على الشركات والأثرياء لتعزيز الاستثمار. كما يدعو إلى سياسة حمائية تفرض رسوماً جمركية عالية على السلع المستوردة، خاصة من الصين، بهدف إعادة الصناعات إلى الولايات المتحدة. إلا أن هذه السياسات أثارت جدلاً بين خبراء الاقتصاد الذين يتخوفون من ارتفاع أسعار السلع نتيجة لتكاليف الاستيراد الإضافية.
في المقابل، تطرح هاريس رؤية تركز على دعم الطبقة الوسطى وتقليل الفجوة الاقتصادية، مع وعودها بخفض الضرائب على الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى لتمويل برامج التعليم والرعاية الصحية. كما تسعى إلى تعزيز التحالفات التجارية للولايات المتحدة، مع التركيز على حماية حقوق الملكية الفكرية ومحاربة السياسات التجارية غير العادلة للصين.
التجارة والتحالفات العالمية
يظهر الاختلاف جليًا بين المرشحين في مواقفهم تجاه التجارة العالمية وحلف الناتو. بينما يصر ترامب على فرض رسوم جمركية على الواردات لدعم الصناعات المحلية، تدعم هاريس التجارة الحرة بشروط تضمن حماية العمال والبيئة. كما ينتقد ترامب حلف الناتو ويتوقع من الدول الأعضاء أن تتحمل المزيد من الأعباء المالية، في حين تفضل هاريس تعزيز التحالفات التقليدية للولايات المتحدة وتدعم العلاقات الوثيقة مع أوروبا.
الشرق الأوسط ولبنان
يتقارب موقف المرشحين تجاه دعم إسرائيل، إلا أن هاريس أبدت اهتماماً أكبر بمسألة الحقوق الفلسطينية. في المقابل، اتخذ ترامب خطوات قوية لصالح إسرائيل خلال ولايته، أبرزها نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بعض المواقف، مما أثار تساؤلات حول ثبات موقفه. وبالنسبة للبنان، تؤيد هاريس توجهات متعددة الأطراف للحد من تأثير “حزب الله”، بينما يميل ترامب إلى سياسة ضغط قصوى قد تزيد من تعقيد الوضع.
الموقف من إيران
في ما يخص إيران، يتبنى ترامب نهجاً صارماً في التعامل مع الملف النووي الإيراني، محاولاً فرض مزيد من الضغوط الاقتصادية والعسكرية. في المقابل، تفضل هاريس اتباع استراتيجية دبلوماسية قد تفتح الباب أمام انفتاح حذر في العلاقات، خاصة في ظل التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل.
تصريحات بايدن المثيرة للجدل وحملة هاريس ضد ترامب
خلال الحملات الانتخابية، أثار الرئيس بايدن جدلاً واسعًا بتصريحه عن “القمامة”، الذي اعتبره الجمهوريون إهانة لمؤيدي ترامب، رغم تأكيد البيت الأبيض أن التصريح كان موجهاً للخطابات العنصرية. أما هاريس، فقد وجهت انتقادات لترامب، واصفةً إياه بأنه “غير متزن” و بأنّه يشكل تهديداً للاقتصاد الأميركي بسبب ما وصفته بتجاهله للديمقراطية وحكم القانون.
ترامب يعلن تقدمه واستعداد الديمقراطيين للرد
في المقابل، أعلن ترامب مؤخرًا تقدمه في عدة ولايات متأرجحة، داعيًا أنصاره إلى تحقيق نصر “أكبر من أن يتم التلاعب به”. كما أعرب عن مخاوفه من “الغش الانتخابي” كسبب وحيد قد يؤدي إلى خسارته، ما يعيد سيناريو رفضه لنتائج انتخابات 2020. من جانبهم، أبدى الديمقراطيون استعدادهم للرد في حال حاول ترامب إعلان فوزه قبل اكتمال فرز الأصوات.
النتائج المتوقعة
إلى ذلك تشير استطلاعات الرأي إلى أن هاريس قد تتقدم على ترامب في العديد من الولايات المتأرجحة، إلا أن حسم النتيجة يبقى مرهوناً بنسبة المشاركة وحجم التأييد النهائي، خاصة في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.
علما أنّ الحملات الانتخابية تركز على هذه الولايات، حيث يتزايد التصويت المبكر بمعدل غير مسبوق، مما يعكس التنافس الحاد واحتمالات تقلب النتيجة.
مواضيع ذات صلة :
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | أميركا تسجل أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة | روسيا تدخل المشهد بقوة… |