العين على الردّ الإيراني “المحتمل”… رسالة تحذير أميركية وتحركات عسكرية في إيران
في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، تظل الأنظار مشدودة نحو “الرد الإيراني” بعد الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل. فقد شن الجيش الإسرائيلي في 26 تشرين الأول غارات على أهداف عسكرية في الأراضي الإيرانية، وذلك كاستجابة لهجوم صاروخي إيراني استهدف إسرائيل في الأول من الشهر ذاته.
تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التصريحات والتحذيرات من الجانبين، مما يثير مخاوف من تصعيد أكبر في الصراع، ويطرح تساؤلات حول استراتيجية إيران في الرد على هذه الهجمات ومدى قدرتها على تحقيق توازن في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والأميركية.
في هذا السياق، ذكر موقع “أكسيوس” أن إدارة بايدن حذّرت إيران أخيرًا من أن واشنطن لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل في حال تعرضت لهجوم عسكري آخر من قبل إيران. نقل “أكسيوس” عن مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي مطلع على القضية هذه المعلومات، معتبرًا أن هذا التحذير يُعتبر “مهمًا”، حيث لم يرد الجيش الإسرائيلي على هجوم إيران في الأول من تشرين الأول الماضي بضرب منشآت نووية أو مواقع إنتاج نفطي، وإنما اكتفى بضرب أهداف عسكرية.
وقال المسؤول الأميركي: “أخبرنا الإيرانيين: لن نتمكن من كبح جماح إسرائيل، ولن نتمكن من التأكد من أن الهجوم التالي سيكون محسوبًا وموجهًا نحو مواقع معينة على شاكلة الهجوم السابق”. وأضاف أن الرسالة نُقلت مباشرة إلى الإيرانيين، وهو أمر ملحوظ لأن مثل هذه الاتصالات المباشرة نادرًا ما يتم الكشف عنها.
بدوره، أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الرسالة الأميركية تم تمريرها من واشنطن إلى طهران عبر السويسريين. ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه المعلومات، بينما لم تقدم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أي تعليق بشكل فوري.
يشار إلى أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، قالت للصحافيين يوم الجمعة إن الإدارة “كانت واضحة للغاية بشأن عدم وجوب رد إيران” وأنهم “سيستمرون في دعم إسرائيل” إذا ردّت إيران.
خامنئي يتوعّد
وعلى وقع تأكيد إيران أن ردها على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها الأسبوع الماضي آت لا محال، يترقب العالم بفارغ الصبر طبيعة هذا الرد وتاريخه.
وأكد مسؤولون أميركيون أن “هناك تحركات عسكرية ملحوظة في إيران، مما يشير إلى استعدادات لرد محتمل على إسرائيل”، وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن “هذه التحركات تعكس الجدية في الإعداد للرد الإيراني”.
في هذا السياق، تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمة ألقاها أمام طلاب في طهران بالرد على الهجمات التي تشنها إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران أو الجماعات التي تدعمها في المنطقة، وأوضح خامنئي أن “العدوين، الولايات المتحدة واسرائيل، يجب أن يعلما أنهما سيتلقّيان ردًا قاسيًا على ما يفعلانه”.
من جانبه، صرح الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني علي محمد نائيني بأن “بلاده سترد على العمل الشرير الجديد الذي قامت به إسرائيل”، مشيرًا إلى “الهجوم الذي وقع في 26 تشرين الأول”، وأكد نائيني أن “الرد سيكون حتميًا وحاسمًا وخارج إدراك العدو”، وفقًا لوكالة “فارس”.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على التخطيط العسكري لطهران أكدوا أن خامنئي أمر المجلس الأعلى للأمن القومي بالاستعداد لمهاجمة إسرائيل. اتخذ خامنئي هذا القرار بعد اطلاعه على تقرير مفصل من كبار القادة العسكريين حول الأضرار التي لحقت بقدرات إنتاج الصواريخ الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي في طهران والبنية التحتية الحيوية للطاقة.
وأوضح خامنئي أن نطاق الهجوم الإسرائيلي وعدد الضحايا، حيث قُتل ما لا يقل عن أربعة جنود، كبير للغاية بحيث لا يمكن تجاهله، مؤكدًا أن عدم الرد سيعني الاعتراف بالهزيمة.
مواضيع ذات صلة :
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد |