نتنياهو قلق من بايدن ومتفائل بفوز ترامب: هل يتكرر سيناريو أوباما؟
مع إعلان فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ارتياحه للعودة المحتملة للتعاون الوثيق مع واشنطن، رغم مخاوفه من استغلال الرئيس، جو بايدن، للفترة المتبقية له في البيت الأبيض لزيادة الضغوط على إسرائيل في قضايا حساسة.
في هذا السياق أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن نتنياهو يراهن على علاقة قوية مع ترامب، ويرى أن رئاسته ستعيد التوازن لعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة.
رهانات نتنياهو ومخاطر الشهرين الأخيرين من ولاية بايدن
وتعيد الفترة الحالية إلى الأذهان سيناريو مشابه لما حدث في أيلول 2016، حين امتنعت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عن استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، مما تسبب في توتر دبلوماسي حاد بين تل أبيب وواشنطن.
واليوم، يثير هذا الأمر قلقاً كبيراً في الأوساط الإسرائيلية، حيث يخشى نتنياهو أن يستخدم بايدن الشهرين الأخيرين من ولايته للضغط على إسرائيل وإجبارها على تقديم تنازلات بشأن قضايا عالقة، منها تسوية محتملة مع الفلسطينيين وتفعيل القرار الأممي رقم 1701 الخاص بلبنان، والذي يهدف إلى الحد من التوترات بين إسرائيل وحزب الله، فضلاً عن تجديد مطالب بانسحاب إسرائيلي من ممر فيلادلفيا، الذي يمثل نقطة عبور حيوية بين غزة ومصر.
كما أن البعض في حكومة نتنياهو يرى أن بايدن قد يستغل الفترة المتبقية للتركيز على قضايا حقوق الإنسان في قطاع غزة، والدعوات إلى تقليص الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، وهي توجهات لا تلقى قبولاً في الحكومة اليمينية الإسرائيلية.
ترحيب إسرائيلي بعودة ترامب وانتقادات من المعارضة
في المقابل، ترى الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو في عودة ترامب فرصة لتعزيز الحلف الأمريكي-الإسرائيلي، حيث يُنتظر أن تكون هناك سياسة أكثر توافقاً مع أهداف إسرائيل الاستراتيجية.
في حين، انتقدت المعارضة الإسرائيلية، بقيادة يائير لبيد، ما اعتبرته “تحالفاً غير متكافئ” بين نتنياهو وترامب، محذرة من أن هذه الشراكة قد تؤدي إلى تكاليف سياسية وأمنية على المدى البعيد. كما يخشى البعض من أن يؤدي التركيز المفرط على العلاقة مع ترامب إلى تأزم العلاقات مع الحزب الديمقراطي الأمريكي، مما قد يؤثر على استقرار التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة في المستقبل.
التحديات المقبلة وموقف إيران
في سياق آخر، تظل إيران نقطة توتر رئيسية في المنطقة، حيث يتوقع أن تكون العلاقة بين ترامب وطهران مشحونة بالتوترات.
من جهتها، عبّرت إيران عن موقف غير مبالٍ بفوز ترامب، مشيرة إلى أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على سياساتها. ومع ذلك، فإن المسؤولين في طهران يدركون أن تولي ترامب الرئاسة قد يعرّضهم لمزيد من الضغوط، خاصة في ضوء علاقاته الوثيقة مع نتنياهو.