بعد محاولة إذلاله.. غالانت يفضح نتنياهو ويتهمه علناً بعرقلة صفقة تبادل الأسرى!
وسط خلافات حادة واتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمد عرقلة جهود الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس، ، فجر وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت، مفاجأت من العيار الثقيل، إذ أكّد أن الجيش حقق جميع أهدافه في قطاع غزة.
وقال غالانت لصحيفة “هآرتس”، إنّ رفض نتنياهو لصفقة تبادل الأسرى مع حماس لم يكن بسبب اعتبارات عسكرية أو سياسية، بل كان قرارًا “شخصيًا”.
وتزامنت تصريحات غالانت مع دعوات متصاعدة من قبل الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، إلا أن نتنياهو تمسك بموقفه الرافض للصفقة المقترحة، مما دفع غالانت إلى انتقاد تلك السياسات بشكل علني.
اشتباكات واحتجاجات في الداخل الإسرائيلي
وكانت قد تزايدت الانتقادات داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث شهدت تل أبيب احتجاجات شعبية حاشدة يومي الثلاثاء والأربعاء، وطالب المتظاهرون بإعادة غالانت لمنصبه ودعوا الحكومة لاتخاذ خطوات فاعلة لإطلاق سراح الأسرى في غزة.
وازدادت حدة التوترات أيضاً بين أعضاء الكنيست من المعارضة وحكومة نتنياهو، حيث قام أعضاء المعارضة بمغادرة جلسة البرلمان في أعقاب أداء يسرائيل كاتس اليمين كوزير دفاع خلفًا لغالانت.
إهانة متعمدة أم صراع سياسي؟
في السياق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تفاصيل جديدة أشارت إلى وجود محاولة لإذلال غالانت من قبل محيط نتنياهو، بما في ذلك منعه من حضور اجتماعات أمنية مهمة.
ووفقًا للصحيفة، نشرت مصادر مقربة من نتنياهو لقطات فيديو لغالانت وهو يتشاجر مع حارس أمن في مكتب رئيس الوزراء، بعد منعه من دخول اجتماع كان من المقرر أن يعقد في “الكرياه” بتل أبيب.
ويُشتبه في أن مقربين من نتنياهو استخدموا الفيديو لتوجيه ضغوط نفسية على غالانت وإحراجه، مما أثار استنكارًا واسعًا بين السياسيين الإسرائيليين. وقد علقت عضو الكنيست تل ميرون بالقول: “هل هذا طبيعي؟ كيف يمكن لرئيس وزراء أن يدير مكتبه وكأنه منظمة تهديد وابتزاز؟”
ردود فعل دولية وانتقادات أميركية
على الصعيد الدولي، أفاد مسؤول أميركي لموقع أكسيوس بأن البيت الأبيض تفاجأ بشدة من قرار إقالة غالانت، خاصة في ظل الأزمات المتصاعدة مع غزة ولبنان. وأعربت واشنطن عن قلقها من فقدان شخصية يُعتبر شريكًا موثوقًا في ملف الأمن القومي، وسط توقعات بزيادة التوترات الإقليمية.
ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن استياءه من القرار، حيث تواصل مع غالانت واستمع منه إلى الأسباب الكامنة وراء إقالته. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن إقالة غالانت قد تدفعهم إلى إعادة تقييم التعاون العسكري مع إسرائيل، وربما تأخير جدول التعاون المتعلق بتحسين الوضع الإنساني في غزة.