الأحكام العرفية تُشعل الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية: البرلمان يرد بعزل الرئيس

تصاعدت التوترات السياسية في كوريا الجنوبية بعد إعلان الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية بشكل مفاجئ قبل يومين، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في البلاد. ورغم محاولاته لتبرير الخطوة بأنها تهدف إلى الحفاظ على الأمن والنظام الدستوري، تمكن البرلمان سريعًا من إسقاط هذا القرار الرئاسي.
وفي تطور لافت، أعلنت الشرطة الكورية الجنوبية اليوم الخميس فتح تحقيق مع الرئيس يون بتهمة “التمرد”.
وكشف رئيس دائرة التحقيقات في الشرطة الوطنية، وو كونغ-سو، أمام مجلس النواب، أن الشرطة بدأت تحقيقًا رسميًا مع الرئيس بسبب إعلانه الأحكام العرفية مساء الثلاثاء الماضي.
من جهته، أعلن النائب المعارض جو سيونغ-لي أن البرلمان سيعقد جلسة مساء السبت المقبل للتصويت على مشروع قانون يهدف إلى عزل الرئيس يون، مشيرًا إلى أن التصويت سيجري قرابة الساعة السابعة مساءً.
الأزمة السياسية تتصاعد
وكانت قد بدأت الخلافات بين الرئيس وحزبه “قوة الشعب” من جهة، والحزب الديمقراطي المعارض من جهة أخرى، حول مشروع ميزانية العام المقبل.
ومع تصاعد حدة الخلافات، شهدت العاصمة سيول تظاهرات حاشدة ضد يون سوك يول.
وردًا على ذلك، أعلن الرئيس حالة الطوارئ وفرض الأحكام العرفية في محاولة لتجاوز الضغوط السياسية والمعارضة البرلمانية.
وخلال مقابلة متلفزة بثتها قناة “واي تي إن”، قال يون إن الأحكام العرفية تهدف إلى “القضاء على القوات الموالية لكوريا الشمالية”، مؤكدًا أنه سيعمل على الحفاظ على الحرية والنظام الدستوري.
وبحسب رويترز، فرض الجيش الكوري الجنوبي حظرًا على الأنشطة البرلمانية والحزبية وفرض رقابة على وسائل الإعلام ودور النشر خلال فترة الأحكام العرفية. ورغم ذلك، تحرك البرلمان سريعًا لإلغاء هذا القرار عبر تصويت عاجل، ما أوقف تنفيذ القوانين العرفية التي كانت قد دخلت حيز التنفيذ لساعات معدودة.
وفي بيان طارئ، دعا رئيس البرلمان وو وون شيك النواب إلى التجمع في مبنى البرلمان، وحث القوات العسكرية وأفراد إنفاذ القانون على التزام الهدوء والابتعاد عن التصعيد.
وقد أعادت خطوة الرئيس بإعلان الأحكام العرفية الأذهان إلى حقبة الحكم العسكري في كوريا الجنوبية، التي لم تشهد البلاد مثلها منذ الثمانينيات.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية انتشارًا مكثفًا للقوات العسكرية حول البرلمان لمنع الدخول إليه، بالإضافة إلى تحليق مروحيات عسكرية فوق المنطقة.
في المقابل، انتقدت المعارضة هذا الإجراء، معتبرةً أنه محاولة غير دستورية للسيطرة على السلطة وإسكات الأصوات المعارضة.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد واجه منذ توليه منصبه في عام 2022، تحديات داخلية وخارجية متزايدة، أبرزها التهديدات المتكررة من كوريا الشمالية والتوترات بين الولايات المتحدة والصين.
كما عانى من تراجع شعبيته بسبب اتهامات بالفساد طالت زوجته وكبار المسؤولين في حكومته، إلى جانب الصراعات المتكررة مع المعارضة.
ورغم أن يون وعد بتعزيز قدرات الجيش الكوري الجنوبي واتخذ موقفًا متشددًا تجاه كوريا الشمالية، إلا أن أزمته الداخلية مع المعارضة، التي تسيطر على البرلمان، أضعفت قدرته على تنفيذ أجندته السياسية. ومع ارتفاع حدة التوترات السياسية في البلاد، يبقى التصويت المرتقب لعزل الرئيس محطة حاسمة في المشهد الكوري الجنوبي.
مواضيع ذات صلة :
![]() تحطم طائرة هليكوبتر في كوريا الجنوبية ومقتل الطيار | ![]() قرار بعزل رئيس كوريا الجنوبية | ![]() 24 قتيلا في حرائق ضخمة تجتاح مناطق واسعة في كوريا الجنوبية |