حماة وحلب تحت وطأة المعارك العنيفة.. والميليشيات الإيرانية تتحرك!
لا يزال الوضع في سوريا والذي انفجر بشكل مفاجئ ومتزامن مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، يثير القلق.
وفي جديد الميدان السوري، ها هي محافظة حماة لا تزال منذ أسابيع تحت رحمة المعارك العنيفة، حيث أكد المرصد السوري بارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين والعسكريين بسبب الصراع إلى 826، كما أعلن انسحاب أكثر من ٢٠٠ آلية عسكرية للجيش السوري من ريف حماة الجنوبي باتجاه حمص وبدورها أعلنت وكالة الأنباء السورية بانقطاع الاتصالات في حلب.
وتواصل فصائل المعارضة السورية بقيادة “هيئة تحرير الشام” تقدمها باتجاه المدينة من عدة محاور.
ويأتي هذا التقدم في وقت حساس إذ يسعى الجيش السوري للحفاظ على السيطرة على حماة كونها تشكل نقطة استراتيجية هامة في الصراع السوري. فيما يلي تفاصيل آخر التطورات الميدانية في هذه المنطقة.
وكانت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المسلحة المتحالفة معها قد نجحت في تطويق مدينة حماة من ثلاث جهات، شمالاً، شمال غرب، وشمال شرق. و
قد تم هذا التطويق بعد هجوم خاطف من الشمال، في محاولة للسيطرة على المدينة. وتخوض القوات السورية معارك عنيفة لصد هذه الهجمات، خاصة في محيط جبل زين العابدين المطل على المدينة، الذي نجح الجيش السوري في صد الهجوم عليه بعد دعم مكثف من سلاح الجو الروسي.
وتعد حماة من المدن الاستراتيجية بالنسبة للجيش السوري بسبب موقعها المتوسط الذي يربط بين مختلف الجهات السورية. وتضم المدينة مقرات عسكرية حساسة مثل مطار حماة العسكري والعديد من المستودعات العسكرية، والسيطرة عليها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق، التي تبعد حوالي 220 كيلومتراً إلى الجنوب منها.
وتعتبر المعارك في حماة الأكبر منذ العام 2020، حيث خلفت المواجهات أكثر من 700 قتيل خلال أسبوع واحد، بما فيهم 110 مدنيين، كما تسببت في نزوح أكثر من 110 آلاف شخص من مناطق شمال حلب وإدلب.
وكانت فصائل المعارضة قد دعت في وقت سابق جنود وضباط الجيش السوري في حماة إلى الانشقاق والاستسلام، متعهدةً بضمان سلامتهم.
وبعدما سيطرت فصائل المعارضة على حلب الأسبوع الماضي، تتركز الاهتمامات في المرحلة الحالية على تشكيل السلطة التي ستتولى إدارة المدينة، وسط تحديات كبيرة تتعلق بالأحياء الكردية مثل الشيخ مقصود والأشرفية، والتي لم يتم حل معضلتها بعد الأمر الذي يعقد الوضع العسكري والسياسي في المدينة.
إلى ذلك، فإنّ الوضع الإنساني في كل من حماة وحلب يثير القلق، فمع تزايد المعارك، يعاني المدنيون في حماة من مخاوف كبيرة بسبب القصف المتواصل، إضافة إلى تزايد أعداد النازحين الذين يفرون من المناطق المتأثرة.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التصعيد في شمال سوريا أدى إلى نزوح أكثر من 280 ألف شخص، مع تزايد الخوف من ارتفاع الأسعار وانقطاع الخبز.
في المقابل أطلقت السلطات الكردية في شمال شرق سوريا نداء عاجلاً لتقديم مساعدات إنسانية للنازحين من مناطق المواجهات في حلب وحماة، في حين تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة بسبب وصول أعداد كبيرة من النازحين وتزايد الحاجة إلى الإغاثة.
وبينما تتقدم الفصائل المسلحة في حماة، يعزز حزب الله والميليشيات الإيرانية الوجود العسكري في سوريا.
وكانت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران قد عبَرت من العراق إلى سوريا في محاولة لتعزيز قوات الجيش السوري. ووفقاً للمصادر، هناك تحركات مستمرة على الحدود العراقية السورية حيث استقدمت طهران المئات من مقاتلي الحشد الشعبي العراقي لتعزيز الجبهة السورية.
وتلعب قيادات حزب الله والميليشيات المدعومة من إيران دوراً مهماً في دعم الجيش السوري، خاصة في منطقة حلب. بينما كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته الجوية على القواعد الإيرانية في سوريا، معلناً أنها تهدف إلى الحد من قدرة إيران وحلفائها على التأثير في الصراع السوري.
وكانت قد تصدّت الدفاعات الجوية السورية، لطيران “معاد” في سماء دمشق، وأسقطت مسيّرتين، من دون وقوع إصابات، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري “تصدت وسائط دفاعنا الجوي، لطيران معاد مسير في أجواء مدينة دمشق وتم إسقاط طائرتين، دون وقوع إصابات بشرية أو خسائر مادية”.
وقد نصحت سفارة الصين في سوريا رعاياها بالمغادرة أو العودة للبلاد في أقرب وقت.
مواضيع ذات صلة :
تطورات متسارعة في سوريا.. السويداء خارج سيطرة النظام ومعابر حدوديّة في قبضة المعارضة | النظام السوري يشنّ “هجومًا معاكسًا” في محافظة حماة | الجيش السوري يثبت نقاطًا جديدة على أطراف حماة |