“حمص” إلى الواجهة : المعارضة تتقدم وحزب الله وإيران يتحركان لإنقاذ الأسد
مع تصاعد حدة الاشتباكات في سوريا، باتت مدينة حمص مركزاً جديداً للصراع مع تقدم المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، في خطوة وصفتها تقارير غربية بأنها تهدد نظام بشار الأسد وحلفاءه. وبحسب صحيفة “The Telegraph”، فإن السيطرة المفاجئة للمتمردين على مدن رئيسية مثل حلب وحماة تمثل “تغيراً درامياً في المشهد السوري”، مما يعيد النظام إلى دائرة الأزمة.
وكان قد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارضة المسلحة، بعد السيطرة على جسر الرستن ومدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، باتت على بُعد خمسة كيلومترات فقط من حمص. وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن المقاتلين يستخدمون معرفتهم الجغرافية للمنطقة لتحقيق هذا التقدم رغم الضربات الجوية الروسية. وأوضح أن “حمص تمثل عقدة استراتيجية ورمزاً للثورة السورية، والسيطرة عليها قد تغير مسار الحرب”.
وفي محاولة لصد تقدم المعارضة، أفادت وكالة رويترز بأن حزب الله أرسل عدداً محدوداً من “القوات المشرفة” إلى حمص لدعم الجيش السوري، بينما أكد ضباط سوريون ومسؤولون مرتبطون بطهران أن هذه الخطوة جاءت لتعزيز الدفاعات في المدينة.
وكان أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، قد صرح في وقت سابق بأن الحزب “سيقف إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان”، واصفاً الفصائل المسلحة بأنها “مجموعات إرهابية تهدف إلى نشر الفوضى”.
تغير موازين القوى
وبحسب موقع “Responsible Statecraft”، فإن توقيت الهجوم على حلب وحمص مرتبط بضعف حزب الله نتيجة التصعيد الأخير مع إسرائيل، الذي أدى إلى سحب قواته من سوريا. وأشار الموقع إلى أن هذا الضعف أتاح للمعارضة فرصة للتقدم، مدعومة بعدد من الفصائل المدعومة من تركيا، مثل الجيش الوطني السوري.
وأضاف الموقع أن إيران، رغم تأكيد دعمها للنظام السوري، تواجه تحديات في توفير الدعم العسكري.
في ظل هذه التطورات، أكدت صحيفة “واشنطن بوست” من جهتها أن روسيا خفضت بشكل كبير وجودها العسكري في سوريا نتيجة الحرب مع أوكرانيا. بينما يبقى الكرملين حريصاً على الحفاظ على قواعده في طرطوس، وهو ما يحد من قدرته على توفير دعم واسع النطاق للأسد كما كان في السابق.
وتشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على بغداد للحد من إرسال مقاتلي الحشد الشعبي إلى سوريا، مما يعقد الجهود الإيرانية لتعويض غياب قوات حزب الله.
واستناداً لكل هذه المواقف المستجدة على الساحة، تبدو الحكومة السورية وحلفاؤها في موقف صعب، في حين اعتبرت صحيفة “The Telegraph” في تقرير نشرته أن “سقوط حمص سيكون كارثة استراتيجية لكل من إيران وروسيا”، مشيرة إلى أن فقدان القواعد الروسية في سوريا أو تراجع النفوذ الإيراني قد يؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد الإقليمي بشكل جذري.
وختمت الصحيفة بأن استمرار هذه التطورات قد يعيد طرح فكرة استعادة العلاقات الأميركية مع دمشق مقابل إنهاء تحالف الأسد مع إيران، وهو خيار كان مطروحاً سابقاً وتم تأجيله بعد سيطرة المعارضة على مناطق واسعة في شمال سوريا.
مواضيع ذات صلة :
لا جديد في ملف الرئاسة.. وجلسة 9 كانون الثاني قد تحمل “عيدية” للّبنانيين | جلسة 9 كانون الثاني وشيكة.. والمعارضة تتشاور حول الأنسب لإنقاذ الجمهورية | اجتماع المعارضة غدًا سيدخل في أسماء المرشحين |