كوريا الجنوبية في خضم أزمة سياسية: تصويت برلماني لعزل الرئيس.. واعتذار

عرب وعالم 7 كانون الأول, 2024

تعيش كوريا الجنوبية حالة من التوتر السياسي على خلفية محاولة المعارضة عزل الرئيس يون سوك يول، وسط جدل واسع حول قراره الأخير بفرض الأحكام العرفية ورفعها لاحقًا. وأدى ذلك إلى انقسام حاد في البرلمان واحتجاجات شعبية واسعة.

وكان نواب حزب “قوة الشعب” الحاكم في كوريا الجنوبية قد غادروا قاعة البرلمان، اليوم السبت، في محاولة لتعطيل التصويت على عزل الرئيس يون سوك يول من خلال منع اكتمال النصاب القانوني.

ويتطلب تمرير قرار عزل الرئيس تأمين أصوات 200 نائب من أصل 300 في الجمعية الوطنية، حيث يمتلك حزب “قوة الشعب” 108 مقاعد مقابل 192 مقعدًا للمعارضة.

وأظهرت لقطات بث مباشر من الجلسة مغادرة نواب الحزب الحاكم القاعة، في وقت تجمّع فيه عشرات الآلاف من المتظاهرين خارج البرلمان مطالبين بعزل الرئيس يون، وذلك على خلفية إعلانه المفاجئ قبل أيام فرض الأحكام العرفية ورفعها لاحقًا، مما أثار اضطرابات سياسية واسعة.

وفي خطاب تلفزيوني سابق على التصويت بساعات، قدم الرئيس يون اعتذارًا علنيًا عن قراره بفرض الأحكام العرفية، مؤكّدًا تحمله المسؤولية القانونية والسياسية عن هذه الخطوة. وأضاف أنه سيلتزم بتوجيهات حزبه لمعالجة الأزمة السياسية التي تسبب فيها قراره.

وكانت قد بدأت الخلافات بين الرئيس وحزبه “قوة الشعب” من جهة، والحزب الديمقراطي المعارض من جهة أخرى، حول مشروع ميزانية العام المقبل.

ومع تصاعد حدة الخلافات، شهدت العاصمة سيول تظاهرات حاشدة ضد يون سوك يول.

وردًا على ذلك، أعلن الرئيس حالة الطوارئ وفرض الأحكام العرفية في محاولة لتجاوز الضغوط السياسية والمعارضة البرلمانية.

وخلال مقابلة متلفزة بثتها قناة “واي تي إن”، قال يون إن الأحكام العرفية تهدف إلى “القضاء على القوات الموالية لكوريا الشمالية”، مؤكدًا أنه سيعمل على الحفاظ على الحرية والنظام الدستوري.

وبحسب رويترز، فرض الجيش الكوري الجنوبي حظرًا على الأنشطة البرلمانية والحزبية وفرض رقابة على وسائل الإعلام ودور النشر خلال فترة الأحكام العرفية. ورغم ذلك، تحرك البرلمان سريعًا لإلغاء هذا القرار عبر تصويت عاجل، ما أوقف تنفيذ القوانين العرفية التي كانت قد دخلت حيز التنفيذ لساعات معدودة.

وقد أعادت خطوة الرئيس بإعلان الأحكام العرفية الأذهان إلى حقبة الحكم العسكري في كوريا الجنوبية، التي لم تشهد البلاد مثلها منذ الثمانينيات.

وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية انتشارًا مكثفًا للقوات العسكرية حول البرلمان لمنع الدخول إليه، بالإضافة إلى تحليق مروحيات عسكرية فوق المنطقة.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد واجه منذ توليه منصبه في عام 2022، تحديات داخلية وخارجية متزايدة، أبرزها التهديدات المتكررة من كوريا الشمالية والتوترات بين الولايات المتحدة والصين.

كما عانى من تراجع شعبيته بسبب اتهامات بالفساد طالت زوجته وكبار المسؤولين في حكومته، إلى جانب الصراعات المتكررة مع المعارضة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us