المشهد في سوريا: أزمة اقتصادية خانقة وتفكك عسكري وسط استنفار إسرائيلي

تمر سوريا بمرحلة هي الأكثر خطورة منذ اندلاع الأزمة قبل أكثر من عقد، حيث تتداخل أزمات اقتصادية طاحنة مع تراجع عسكري واضح للنظام، في ظل استعدادات إقليمية ودولية لسيناريوهات سقوط محتمل.
وكانت الليرة السورية قد شهدت تدهورًا غير مسبوق في قيمتها أمام الدولار الأمريكي، حيث بلغ سعر الصرف في السوق السوداء 27 ألف ليرة للدولار الواحد، وفقًا لتقارير رويترز.
هذا التراجع الذي تشهده الساحة السورية منذ أيام تسبب في ارتفاع كبير بأسعار السلع الأساسية، ما زاد من معاناة المواطنين الذين يعيشون في ظروف اقتصادية خانقة. ورغم تثبيت البنك المركزي سعر الصرف الرسمي عند 12,562 ليرة، إلا أن السوق الموازية هي التي تحدد فعليًا حركة البيع والشراء، حيث تراوحت الأسعار بين 16,800 و17,500 ليرة للدولار الواحد.
في حين ضرب التضخم جميع القطاعات، حيث قفزت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل السكر والزيت والبقوليات بنسبة تجاوزت 30% خلال أيام، وفقًا لصحيفة الوطن السورية.
في الوقت نفسه، تعاني الأسواق من نقص حاد في الوقود، حيث يضطر المواطنون للجوء إلى السوق السوداء، حيث تباع لتر البنزين بأسعار تفوق 20 ألف ليرة. كما زادت كلفة تشغيل المولدات الكهربائية، ما دفع المطاعم والمتاجر لرفع أسعارها بشكل متكرر، وفقًا لتقرير نشره موقع الحرة.
وبينما تشتد الأزمة الاقتصادية، تواجه الحكومة السورية أزمة أخرى على الجبهة العسكرية. فقد أفادت مصادر عراقية لوكالة فرانس برس بفرار نحو ألفي جندي وضابط من قوات الحرس الجمهوري السوري إلى العراق عبر معبر القائم-البوكمال، حيث سلموا أسلحتهم للقوات العراقية. وتأتي هذه التطورات بعد التقدم المتسارع لقوات المعارضة المسلحة التي تواصل سيطرتها على مناطق استراتيجية من إدلب إلى حماة، مع استعدادها للزحف نحو حمص، وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
هذا الانهيار في صفوف الجيش السوري يعكس ضعف بنية النظام السوري، وسط تقارير عن انسحاب القوات من عدة مواقع استراتيجية.
إسرائيل تستنفر على الجبهة الشمالية
على الصعيد الإقليمي، تراقب إسرائيل تطورات الوضع في سوريا بقلق متزايد.
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) عقد اجتماعات استثنائية على مدار ثلاثة أيام لمناقشة احتمالات سقوط النظام السوري وتداعياته على المنطقة. كما عزز الجيش الإسرائيلي قواته في الجولان، حيث نقل تشكيلات قتالية من الدبابات والمدرعات إلى الحدود، استعدادًا لأي طارئ.
ووفق المعلومات فإنّ إسرائيل تخشى من وقوع مخزون الأسلحة التابع للجيش السوري في أيدي المعارضة المسلحة، خاصة في حال سيطرتها على المناطق الجنوبية القريبة من الجولان.
وأكدت صحيفة إسرائيل اليوم أن تل أبيب تعمل على منع هذا السيناريو، حيث يعتبرونه تهديدًا أمنيًا مباشرًا.
مواضيع ذات صلة :
![]() في الغابة اللبنانية.. الكبير يفترس الصغير! | ![]() بعد فرار الرئيس… الاقتحامات في سريلنكا مستمرة! | ![]() لبنان 2021: أطفال بلا عِلم.. الأولويّة “للأكل والشرب” |