صيدنايا “المسلخ البشري” الشاهد على إجرام نظام الأسد.. “الأبواب فتحت”!

عرب وعالم 8 كانون الأول, 2024

في عملية تحرير سوريا من بطش الأسد، تمكنت المعارضة من إقفال حقبة سوداوية عرفت بالسجون.

وكانت فصائل المعارضة قد اقتحمت العديد من السجون وأخرجت السجناء منها، على مدار الأيام القليلة الماضية، وأبرز هذه السجون، سجن صيدنايا في ريف دمشق، حيث أظهرت لقطات فيديو فجر أمس خروج عدد من المعتقلين منه بعد وصول التنظيمات المسلحة.

وقالت الفصائل إنها بدأت اقتحام سجن صيدنايا في ريف دمشق، فجر الأحد، قبل أن تشير إلى إخراج عدد من المساجين بداخله.

ويعتبر سجن صيدنايا أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويقع قرب دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمالي دمشق.

كما فتحت الفصائل أيضاً سجن عدرا المركزي بريف دمشق أمام جميع السجناء.

وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمشاهدة السجناء منتشرين في عدة مناطق، منها الطريق الدولي قرب مخيم الوافدين، يحملون حقائبهم ويؤكدون أن “أبواب السجن فُتحت لهم”.

وفي حمص، فتح عناصر الشرطة أبواب السجن المركزي أمام المساجين، من دون تقديم أي تفسيرات.

وعقب خروجهم، تجمع عدد من السجناء في منطقة الكراج بالقرب من فرع الاستخبارات الجوية.
كما سيطرت الفصائل على فرع الأمن السياسي على مشارف مدينة حماة وسط البلاد.

وفي حلب أيضا، أجلت الفصائل العديد من المعتقلين من داخل سجن المدينة المركزي بعد السيطرة عليه بالكامل.

سجن صيدنايا “الأسود”

يعد سجن صيدنايا رمزًا للوحشية والقمع خلال حكم النظام السوري، وكانت قد وصفته منظمة العفو الدولية سابقًا بـ”المسلخ البشري” الذي تمارس فيه الدولة السورية أبشع أنواع التعذيب والإعدام بحق شعبها.

وتأسس سجن صيدنايا في ثمانينيات القرن الماضي على تلة في بلدة صيدنايا الجبلية شمال العاصمة دمشق، ويمتد على مساحة 1.4 كيلومتر مربع. ويتألف من بنائين رئيسيين: البناء الأحمر القديم والبناء الأبيض الجديد. السجن يتبع وزارة الدفاع السورية، دون أي إشراف من وزارة العدل، ما يجعله مكانًا مغلقًا لا يمكن الوصول إليه إلا بإذن خاص من الأجهزة الأمنية.

ووصف تحقيق حقوقي نُشر في عام 2022 سجن صيدنايا بأنه أحد “أكثر الأماكن سرية في العالم”، حيث يرتبط ذكره بفقدان الأحبة والأسى لدى المجتمع السوري.
كما وثّق التحقيق شهادات من معتقلين سابقين وضباط منشقين، أكدت عمليات الإعدام الجماعي التي كانت تتم بانتظام داخل السجن، حيث أعدم النظام بين عامي 2011 و2015 ما بين 30 و35 ألف شخص.

وعمليات الإعدام كانت تُنفذ مرتين أسبوعيًا عبر الشنق، وغالبًا ما كانت تجري بسرية تامة، دون إبلاغ الضحايا أو عائلاتهم. ترافق الإعدامات مسؤولون أمنيون بارزون، من بينهم مدير السجن وضباط الاستخبارات، بينما تُنقل الجثث لاحقًا إلى مقابر جماعية، مثل منطقة “نجها” و”قطنا” في ريف دمشق.

وصنّف النظام السوري المعتقلين إلى فئتين: الأولى “الأمنيون”، وهم المتهمون بمعارضة النظام أو الانتماء لمنظمات تصفها السلطات بـ”الإرهابية”. هؤلاء يتعرضون للتعذيب الممنهج والحرمان من الطعام والرعاية الطبية. الفئة الثانية “القضائيون”، وهم العسكريون المتهمون بجرائم جنائية، وتكون معاناتهم أقل مقارنة بالأمنيين.

وداخل السجن، توجد غرفتان للإعدام في البناءين الأحمر والأبيض، وكل منهما مجهزة بمنصات للشنق. بعد الإعدام، تُجمع الجثث وتُنقل إلى المشافي العسكرية لإصدار شهادات وفاة مزيفة، ثم تُدفن في مقابر جماعية. أما الجثث الناتجة عن التعذيب أو انعدام الرعاية الطبية، فتُحفظ مؤقتًا في “غرف الملح” قبل نقلها ودفنها.

باختصار، يمثل سجن صيدنايا الوجه الأكثر دموية للنظام السوري، حيث قتل آلاف المعتقلين منذ عام 2011 بطرق مختلفة، شملت الشنق الجماعي والتعذيب الممنهج والتجويع. معظم الضحايا كانوا من المدنيين الذين جُرّمت معارضتهم للنظام.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us