مأساوية السجون السورية: شهادات “مروعة”
في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا، أصبحت السجون السورية مركز الاهتمام العالمي.
في السياق، أعلن جهاز الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” الثلاثاء عن تقديم طلب إلى الأمم المتحدة عبر وسيط دولي للضغط على روسيا لتسليم خرائط السجون السرية وكشف قوائم المعتقلين.
وأشار رائد الصالح، مدير “الخوذ البيضاء”، عبر منصة “إكس” إلى أن الهدف هو إنقاذ الأرواح من براثن الظلم القابع تحت الأرض، وفتح نافذة أمل أمام العائلات التي عانت عقوداً من فقد الأحبة في ظلام الزنازين.
صيدنايا: المسلخ البشري
منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، تحول سجن صيدنايا إلى رمز للرعب والقسوة، حيث يوصف هذا السجن بـ”المسلخ البشري”، وهو تعبير ليس مبالغاً فيه بالنظر إلى الفظائع التي ارتكبت هناك.
ووفقاً لتقرير لمنظمة العفو الدولية، فقد شهد هذا السجن على عمليات إعدام جماعي بين عامي 2011 و2015 راح ضحيتها ما بين 5,000 إلى 13,000 معتقل. و كانت المحاكمات شكلية تستغرق دقائق، ليتم بعدها اقتياد الضحايا إلى قبو مظلم حيث يُضربون بشدة قبل إعدامهم شنقاً.
الناجون من صيدنايا تحدثوا لوسائل الإعلام عن ظروف احتجاز لا يمكن وصفها إلا بأنها “جحيم على الأرض”، حيث كانوا يُجبرون على سماع أصوات التعذيب المستمرة وصراخ الضحايا عبر فتحات التهوية.
تدمر: سجن الموت في الصحراء
يقع سجن تدمر في عمق الصحراء السورية، ويُعرف بكونه أحد أكثر السجون وحشية منذ ثمانينيات القرن الماضي. اشتهر بعمليات الإعدام الجماعية وظروف الاحتجاز القاسية التي تجعل الحياة داخله مستحيلة. وعلى الرغم من إعلان إغلاقه بعد عام 2011، غير أنّ تقارير تشير إلى استمراره سراً خلال الحرب
إلى جانب صيدنايا وتدمر، هناك سجون السويداء، وعدرا، وحلب المركزي، وغيرها.
ووفق تقارير حقوقية، فقد استثمر النظام بشكل كبير في توسيع شبكته السجنية كوسيلة للقمع، بدلاً من الاستثمار في البنية التحتية الأساسية مثل المستشفيات والمدارس.
أرقام مخيفة
تقدّر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 150,000 شخص تعرضوا للاعتقال أو الاختفاء القسري منذ عام 2011، بينهم أكثر من 15,000 لقوا حتفهم تحت التعذيب.
وتوثق التقارير 72 أسلوباً مختلفاً للتعذيب، من بينها الصعق بالكهرباء، التعليق بالأوزان الثقيلة، الجلد، والاغتصاب.
أحد الناجين، وهو رجل ستيني، قال بعد خروجه من السجن: “أول كف أكلته كان في 1964. دخلت السجن وأنا طفل بعمر 14 سنة وخرجت الآن شيخاً منهكاً”.
مريم خليف، إحدى المعتقلات، تحدثت عن الاغتصاب الممنهج الذي تعرضت له هي وزميلاتها، قائلة: “كانوا يأخذون الفتيات الجميلات ليلاً إلى مكتب العقيد سليمان جمعة، حيث يتم اغتصابهن”.
في سجن المزة، روى أحد الناجين أن ضابطاً أطلق على نفسه لقب “هتلر” كان يجبر السجناء على تقليد الحيوانات لإرضاء نزعاته السادية. وأضاف: “من يفشل في أداء دوره كان يتعرض للضرب المبرح أو الإعدام”.