شهادات من جحيم السجون السورية: التعذيب والتجويع أداة قمع نظام الأسد

عرب وعالم 15 كانون الأول, 2024

روى ناجون من السجون السورية، بعد سقوط النظام، تفاصيل مروعة عن سنوات من التعذيب الممنهج داخل المعتقلات.
أحد الناجين تحدث لقناة “العربية” عن معاناة المعتقلين قائلاً: “كان لدينا قاموس خاص للتعذيب، حيث ابتكر السجانون أساليب لا يمكن تصورها”. وتحدث الناجون عن أساليب مختلفة من التعذيب مثل:الصعق الكهربائي، اقتلاع الأظافر، وحرق أجزاء من أجسادهم باستخدام البلاستيك المذاب.

وكانت صور مسربة من داخل السجون، قام بتهريبها الضابط المنشق المعروف بـ”قيصر”، قد أظهرت في وقت سابق أجسادًا هزيلة وعيونًا مقتلعة، في مشاهد قال عنها المهندس المدني أسامة عثمان، أحد شركاء “قيصر” في التوثيق: “المشاهد تؤكد أن المعتقلين كانوا ضحايا تجويع ممنهج، وعُذّبوا بطريقة لا يمكن وصفها”.

وبحسب تقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، خضع أكثر من 1.2 مليون شخص للاعتقال منذ بداية الحرب، وتعرضوا لـ72 نوعًا من التعذيب في أكثر من 50 مركز اعتقال. بين هذه المراكز، برزت سجون صيدنايا وتدمر، حيث نُفذت الإعدامات الجماعية وعمليات التعذيب البشعة، من بينها “الكرسي الألماني”، الذي يكسر العمود الفقري للمعتقلين.

وتوضح صحيفة “واشنطن بوست” أن سجونًا مثل “الفرع 322” في حلب، كانت تضم أدلة على الانتهاكات، بما في ذلك هويات لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 8 سنوات.

في المقابل، كشفت صحيفة “غارديان” البريطانية عن جذور أساليب التعذيب في سوريا، والتي تعود إلى الضابط النازي آلويس برونر، أحد مساعدي أدولف آيخمان. وقد عمل برونر مستشارًا أمنيًا لحافظ الأسد منذ الستينيات، وساهم في بناء نظام أمني قمعي يعتمد أساليب نازية.

وبحسب المؤرخ الإسرائيلي داني أورباخ، لعب برونر دورًا رئيسيًا في تطوير تقنيات التعذيب السوري، بما في ذلك استخدام “الكرسي الألماني”. وأضاف أورباخ أن برونر لم يكتفِ بتقديم المشورة، بل ساعد في بناء شبكة قمع ممنهجة تهدف إلى سحق المعارضة.

وإلى جانب السجون المعروفة، مثل صيدنايا وتدمر، أنشأ النظام مراكز اعتقال سرية في المنازل والملاعب وحتى المخيمات. وأفادت تقارير الشبكة السورية بأن مخيم دير شميل في حماة كان أحد هذه المواقع السرية، حيث تعرض المعتقلون للتعذيب الوحشي بعيدًا عن أعين العالم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us