انهيار ومقابر جماعية: خفايا سقوط نظام الأسد

عرب وعالم 15 كانون الأول, 2024

في ليلة 8 كانون الأول، وبينما كانت الفصائل المسلحة تقترب من دمشق بسرعة غير متوقعة، فرّ الرئيس السوري بشار الأسد بشكل مفاجئ دون إبلاغ أفراد عائلته أو أقرب مساعديه.

ووفقًا لمصادر مطلعة نقلتها وكالة “فرانس برس”، استقل الأسد طائرة مع ابنه حافظ من مطار دمشق إلى قاعدة حميميم الروسية، ومنها نُقل إلى موسكو في عملية غامضة أثارت صدمة بين أوساط القيادة السورية. في المقابل، علم شقيقه ماهر الأسد بالفرار صدفة أثناء وجوده مع قواته في دمشق، ليقرر هو الآخر الهروب عبر مروحية عسكرية باتجاه بغداد، بحسب أحد مستشاري الأسد الذي فضل عدم الكشف عن هويته.

وكانت قد تصاعدت الفوضى داخل مؤسسة الرئاسة السورية مع تلقي النظام ضربات متتالية من الفصائل المسلحة.

وكان الرئيس بشار الأسد موجودًا في موسكو منذ 27 تشرين الثاني، حيث كانت زوجته أسماء تتلقى العلاج من السرطان، عندما بدأ الهجوم الكبير شمال سوريا. ةخلال فترة غيابه، سقطت مدينة حلب بيد المعارضة المسلحة، تلتها مدينتا حماة وحمص، مما أحدث صدمة كبرى في صفوف النظام.

مسؤول إداري في القصر الرئاسي أوضح أن الأسد لم يظهر علنًا منذ سقوط حلب، ما أدى إلى حالة من الارتباك وغياب القيادة الواضحة. وأضاف أن محاولات رؤساء أجهزة المخابرات لطمأنة القيادات الميدانية والاجتماعات العاجلة التي عقدت لم تفلح في تغيير الواقع، إذ بدا واضحًا أن الرئيس ترك المشهد وسط انهيارات متسارعة.

أما في حماه، فقد تلقى الجنود أوامر مفاجئة بعدم القتال والانسحاب إلى حمص، ما أثار صدمة كبيرة بينهم. ووفقًا لعقيد في الجيش، لم يُعرف مصدر هذه الأوامر التي أصابت القوات بالذهول. من جانبه، أشار محافظ حمص لاحقًا إلى أنه حاول حث الجيش على المقاومة، لكن دون جدوى، ما أدى إلى انهيار سريع للدفاعات.

وبحلول 7 كانون الأول، بدت دمشق كمدينة أشباح. أُخليت المكاتب الحكومية، وأُحرقت الأرشيفات العسكرية في حالة من الفوضى، بينما وصف موظف في الرئاسة المشهد قائلاً: “كان القصر الرئاسي شبه فارغ، ولم تكن لدينا أي معلومات حول مكان وجود الأسد”. وفي تلك الليلة، بدأت الأخبار تتسرب عن فرار الجنود وضباط الجيش من مواقعهم. أما في ساحة الأمويين، فقد تجمع الآلاف من الجنود الهاربين في محاولة يائسة للعثور على وسائل نقل.

ووفقًا لصحيفة الغارديان، فقد لعبت روسيا دورًا محوريًا في تأمين هروب الأسد إلى موسكو، حيث تمت العملية تحت حماية المخابرات الروسية. ويرى الخبير في الشؤون السورية ديفيد ليش أن الأسد اختار موسكو كملاذ آمن بالنظر إلى قدرة روسيا على حماية أسرته وتقديم العلاج لزوجته أسماء التي تعاني من سرطان الدم. وأضافت الصحيفة أن روسيا، رغم علاقتها العملية مع عائلة الأسد، كانت حريصة على عدم السماح بتكرار سيناريو القذافي.

وفي الوقت الذي كان فيه النظام السوري ينهار، ظهرت شهادات وتقارير جديدة عن الجرائم التي ارتكبتها أجهزته الأمنية.

وبحسب تقرير لصحيفة التايمز، دُفن الآلاف من المعتقلين في مقابر جماعية شمال شرق دمشق، حيث أكد حفار القبور عبد بوجهاد أن شاحنات مبردة كانت تنقل الجثث ليلاً لتُلقى في خنادق عميقة. وفي سجن صيدنايا، الذي يوصف بـ”المسلخ البشري”، قال أحد الناجين، عماد الجام، إن الإعدامات كانت تُنفذ بشكل شهري، حيث يُقتل عشرات السجناء في كل مرة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us