السجون السورية بعد سقوط الأسد: شهادات حية وحقائق مروعة عن سنوات من الانتهاكات
مع سقوط نظام بشار الأسد، بدأت تتكشف حقائق مروعة عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية خلال سنوات الحرب، حيث كشف المعتقلون المحررون عن تفاصيل مروعة من داخل أسوأ السجون في البلاد.
شهادات المعتقلين: معاناة لا تُنسى
يروي علي جونة، الفلسطيني المقيم في لبنان، تفاصيل احتجازه داخل فرع فلسطين التابع للمخابرات السورية.
وبحسب “الجزيرة نت”، تم اتهام علي بدعم الجماعات المسلحة رغم دخوله سوريا لأغراض مدنية، فقال: “قضيت 60 يومًا تحت التعذيب الذي يشبه الموت. كان الضرب والقتل اليومي جزءًا من حياتنا في السجن، وكان استخدام أنابيب الحديد لتعذيب المعتقلين منهجيًا”. يصف علي لحظة تحريره عندما اقتحمت قوات المعارضة السجن: “فتحوا الزنازين وقالوا لنا: النظام سقط. شعرت بالحرية لأول مرة في حياتي”.
من جانب آخر، روى اللبناني معاذ مرعب لـ “الجزيرة نت” كيف أمضى 18 عامًا في السجون السورية بعد اعتقاله خلال عبوره دمشق عام 2006. أ
وأوضح معاذ أن التعذيب كان يبدأ فور وصول المعتقل، حيث يُجبر على السير مكبلًا وعيناه مغطاة، وتحدث عن المعاناة في سجن صيدنايا بالقول: “كان الضرب باستخدام العصي الحديدية والشبح جزءًا من الروتين اليومي. لم يكن يُنادى علينا بأسمائنا، بل كنا مجرد أرقام”.
الاكتشافات المروعة: المقابر الجماعية
مع انهيار النظام، تم العثور على مقابر جماعية في مناطق متعددة، وفقًا لما نقلته “سكاي نيوز عربية”. وفي إحدى الشهادات، أفاد الشيخ أبو محمد، الذي كان مسؤولاً عن الدفن في مقبرة القطيفة، بأن مئات الجثث نقلت يوميًا من مراكز الأمن ودفنت في مواقع معزولة ومموهة، قائلاً: “تم دفن الجثث في أكياس بلاستيكية بيضاء تحمل أرقامًا، ووضعت تحت ألواح إسمنتية لإخفاء معالمها”.
وثائق المرصد السوري: أدلة دامغة
من جهته نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان وثائق تؤكد مقتل 1700 معتقل تحت التعذيب في العام 2024 وحده.
وأشارت الوثائق إلى استخدام أساليب تعذيب وحشية مثل تعليق المعتقلين من أذرعهم لساعات طويلة وإجبارهم على الاعتراف تحت الضغط. وصف المرصد هذه الجرائم بأنها دليل على فظائع لا بد من محاسبة مرتكبيها.
“قيصر”: شهادة مصورة على الجرائم
في السياق، كشف المصور المنشق المعروف بـ”قيصر”، والذي سرب أكثر من 55 ألف صورة توثق تعذيب المعتقلين في حديث لـ “إندبندنت”،أن الصور التي التقطها في الفترة ما بين 2011 و2013 تُظهر مقتل أكثر من 11 ألف معتقل في دمشق وحدها، مؤكداً أن الصور التي حملها سرًا عبر نقاط التفتيش هي “مجرد لمحة” عن حجم الجرائم المرتكبة في جميع أنحاء سوريا.