إسرائيل تتوغل في الأراضي السورية.. نتنياهو: سنبقى هنا إلى أن نضمن أمن إسرائيل
تتواصل عمليات التوغل الإسرائيلية على طول الأراضي السورية منذ سقوط نظام الأسد وآخرها كان دخول قوات الجيش الإسرائلي إلى “جبل الشيخ” الذي يمتد بين سوريا ولبنان ويهيمن على مرتفعات الجولان السورية.
في التفاصيل، توغلت القوات الإسرائيلية اليوم الأربعاء بعمق تسعة كيلومترات داخل ريف درعا في جنوب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد، إن “القوات الإسرائيلية دخلت قرية كويا وسد الوحدة التاريخي القريب من الحدود السورية-الأردنية، وتمركزت في مواقع استراتيجية، بعد تحذيرات للسكان بتسليم السلاح في المنطقة”.
وأشار المرصد في بيان صحافي، إلى أن “القوات الإسرائيلية دخلت الكتيبة 74 في محيط قرية صيدا، على الحدود الإدارية بين محافظتي القنيطرة ودرعا، في خطوة تمثل اختراقاً جديداً ضمن منطقة جنوب سوريا”.
ووفق المرصد “يأتي هذا التحرك العسكري في ظل توتر متزايد على الحدود السورية مع الجولان”.
يأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية ستبقى في منطقة عازلة على الحدود السورية، وتحديداً على قمة جبل الشيخ، “حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل”.
وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات، أمس الثلاثاء، من قمة الجبل، أعلى قمة في المنطقة، والتي تقع على الجانب السوري من الحدود.
وأضاف أنه كان على قمة جبل الشيخ قبل 53 عاما كجندي، لكن أهمية القمة لأمن إسرائيل زادت، خاصة في ضوء الأحداث الأخيرة.
في وقت سابق من اليوم، كشف مكتب نتنياهو أنه عقد اجتماعا أمنيا على جبل الشيخ في الجولان السوري، بعدما سيطرت إسرائيل على منطقة عازلة تراقبها الأمم المتحدة تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد المكتب في بيان أن نتنياهو أجرى تقييما أمنيا بشأن سلسلة جبل الشيخ مع وزير الدفاع ورئيس الأركان وقائد القيادة الشمالية ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه زار مع نتنياهو لأول مرة قمة جبل الشيخ منذ انتشار القوات الإسرائيلية فيها في أعقاب إطاحة الرئيس بشار الأسد.
وجاء في بيان نشره كاتس: سنبقى هنا ما دام ذلك ضروريا… إن وجودنا هنا في قمة الشيخ يعزز الأمن ويضيف أيضاً بعداً للمراقبة والردع لمعاقل “حزب الله” في سهل البقاع اللبناني، فضلاً عن الردع ضد المعارضين في دمشق، الذين يدعون أنهم يمثلون وجهاً معتدلاً ويظهرون وجهاً معتدلاً.
وأضاف في بيانه: إنهم في الواقع أعضاء في التيارات الأكثر تطرفا.
أما القائد العسكري لـ”هيئة تحرير الشام” مرهف أبو قصرة، المعروف باسمه الحربي أبو حسن الحموي، فقد طالب المجتمع الدولي بإيجاد حل لوقف التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.
وعلى وقع غارات كثيفة تشّنها إسرائيل منذ إطاحة الأسد، على عشرات المواقع العسكرية ومستودعات الصواريخ والمطارات العسكرية في سوريا، تزامنا مع توغل قواتها في المنطقة العازلة في الجولان السوري، طالب أبو قصرة المجتمع الدولي بإيجاد حلّ، واصفا ما يجري على التراب السوري بأنه “جائر”.
بدورها قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال كلمة أمام البرلمان إن احتلال هضبة الجولان ينتهك القانون الدولي.
وقالت بيربوك إنها ستوضح لتركيا خلال زيارة مقررة يوم الجمعة أنه يجب حماية حقوق الأكراد في شمال سوريا.
وفي السياق، من المقرر أن يقوم وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو بزيارة مفاجئة إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، ضيفا على وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
ومن المتوقع أن يبحث كروسيتو مع كاتس الوضع في جنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية، حسب صحيفة جيروزاليم بوست اليوم.
وكان المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن دعا إسرائيل إلى “وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الجولان السوري المحتل”.