استعداد دولي لدعم سوريا.. والجولاني: الرئاسة تأتي بعد هذه المراحل الثلاث
منذ سقوط نظام الأسد ومعالم النهوض والانفتاح لم تفارق سوريا، إذ تحولت من دولة منغلقة على نفسها إلى دولة ترحب بالديموقراطية والديبلوماسية. وتظهر مؤشرات إيجابية حيال المرحلة المقبلة إذ يبدو أن السلطة السورية الجديدة تعي الخطة اللازمة لإعادة بناء الدولة. كذلك تظهر إيجابية في المواقف الخارجية للدول التي زارت سوريا بعد الثامن من كانون الأول، أي بعد سقوط النظام الأسدي، كونها تبدي استعدادها الكامل لدعم سوريا من مختلف النواحي.
مراحل سوريا الثلاث
تحدث القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني عن مراحل ثلاث يجب أن تمر بها سوريا، مؤكدًا أنه “من حق الناس أن يختاروا من يحكمهم ويمثلهم”.
وقال في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية: “من السابق لأوانه التحدث عن موضوع الرئاسة السورية القادمة، لأن سوريا يجب أن تمر بـ3 مراحل”.
وأوضح أن “المرحلة الأولى هي استلام الحكومة الذي تم خلال الفترة الماضية. المرحلة الثانية الدعوة لمؤتمر وطني جامع لكل السوريين ومن خلاله يتم التصويت على بعض المسائل الهامة منها حل الدستور والبرلمان وتشكيل مجلس استشاري يملأ الفراغ الدستوري والبرلماني خلال الفترة الموقتة حتى تجهز المنطقة ويصبح هناك بنية تحتية للانتخابات”.
وعن المرحلة الثالثة أشار إلى أن “نصف الشعب خارج البلاد وكثير منهم ليس لديهم وثائق، وأن النظام السابق كان يحارب السوريين بوثائقهم وجوازات السفر، لذلك نحتاج إلى عملية إحصاء شاملة وأن تفتح السفارات السورية في البلدان العربية والتواصل القانوني مع الجاليات السورية في المهجر”.
وقال: “من حق الناس أن يختاروا من يحكمهم ومن يمثلهم في مجلس الشعب ومجلس النواب”.
أضاف: “المجتمع السوري يعيش مع بعضه في كافة مكوناته منذ آلاف السنين ولا أحد يمكن أن يلغي الآخر وسنبحث من خلال المؤتمرات والحوار عن عقد اجتماعي كامل يحافظ على أمن مستدام للسوريين”، لافتا إلى أن “النظام حاول إثارة النعرات الطائفية ليحافظ على حكمه لكنه فشل والثورة أثبتت أنها قادرة على احتضان الجميع”.
وفود خارجية إلى سوريا
عقد الشرع “لقاء إيجابيا” مع وفد دبلوماسي أميركي في دمشق.
وكان من المفترض أن تعقد البعثة الأميركية الموجودة في دمشق مؤتمرا صحافيا اليوم الجمعة، إلا أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، قالت إن البعثة ألغت مؤتمرها لأسباب أمنية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أن دبلوماسيين أميركيين وصلوا إلى سوريا للقاء السلطات السورية الجديدة، في مهمة دبلوماسية غير مسبوقة بين واشنطن ودمشق خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما.
وسيلتقي الدبلوماسيون ممثلي هيئة تحرير الشام، وهي منظمة تصنفها واشنطن إرهابية، والمجتمع المدني لمناقشة “رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة دعمهم”، على ما أوضح ناطق باسم وزارة الخارجية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن “3 دبلوماسيين أميركيين كبار سيزورون دمشق الجمعة للقاء هيئة تحرير الشام وبحث مبادئ الانتقال السياسي في سوريا “.
وستكون الديبلوماسية الأميركية البارزة في شؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، والمبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، والمستشار المعين حديثا دانيال روبنشتاين، والذي كُلف بقيادة جهود الخارجية الأميركية في سوريا، أول دبلوماسيين أميركيين يسافرون إلى دمشق منذ أن أطاحت المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد.
كذلك تتوجه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم إلى تركيا لإجراء محادثات مع الجانب التركي حول سوريا.
ومن المقرر أن تلتقي بيربوك نظيرها التركي هاكان فيدان في أنقرة ومن المرجح أن تدعو بيربوك تركيا إلى المساهمة في إحلال الاستقرار في سوريا.
وأعلنت بيربوك في البرلمان الألماني أنها تعتزم “التحدث في أنقرة حول حماية الأقليات في سوريا”، كما أشادت بـ”دور الأكراد في القتال ضد الأسد”.
من ناحيته دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى “القضاء” على المنظمات الإرهابية في سوريا، مشيرا إلى تنظيم “داعش وأيضا حزب العمال الكردستاني.
وقال اردوغان في تصريحات إعلامية أدلى بها لدى عودته من قمّة في القاهرة إنه “ينبغي القضاء على داعش وحزب العمال الكردستاني وشركائهم الذين يهدّدون وجود سوريا”، مشددا على أن “الوقت قد حان لتحييد المنظمات الإرهابية الموجودة في سوريا”.
دعم سوريا
كلّف قادة الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بإعداد تدابير لدعم سوريا.
وجاء في الوثيقة الختامية لقمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “يكلف المجلس الأوروبي المفوضية الأوروبية ومفوضة الاتحاد الأوروبي بتقديم خيارات دعم سوريا”.
كما دعت الوثيقة جميع القوى في سوريا إلى بناء حوار شامل واحترام حقوق جميع السوريين، بمن فيهم الأقليات.
وأشار القادة الأوروبيون إلى “ضرورة احترام استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها داخل حدودها احتراما كاملا وفقا للقانون الدولي”.
عودة النازحين وإجلاء الغربيين
في سياق متصل قالت مديرة المنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب للصحافيين إن عودة اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة إلى ديارهم ستضغط على البلاد وقد تؤجج الصراع في مرحلة هشة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في وقت سابق هذا الشهر.
أضافت خلال إفادة صحافية في جنيف بعد زيارة سوريا: “نعتقد أن عودة الملايين من الأشخاص ستحدث صراعا داخل مجتمع هش بالفعل”.
وتابعت: “لا ندعم العودة على نطاق واسع. البلدات ليست مستعدة بصراحة لاستيعاب النازحين”.
من جهة أخرى أعلن المكتب الصحافي لوزارة الخارجية البيلاروسية عن إجلاء 22 مواطنا بيلاروسيا من سوريا.
وجاء في بيان صدر عن المكتب اليوم، نقلته وكالة “نوفوستي”: “نتيجة لعمل السفارة البيلاروسية في سوريا والجهاز القنصلي لوزارة الخارجية، والقناصل الموجودين الآن في بيروت، تم إجلاء مجموعة أخرى من مواطنينا من دمشق”.
وأشار البيان إلى أن “22 شخصا كانوا في سوريا بموجب عقود تجارية لصيانة محطة تشرين الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية غادروا بأمان إلى وطنهم وأن وزارة الخارجية البيلاروسية ممتنة للجميع، والشركاء الأجانب والقنصل الفخري لبيلاروسيا في لبنان الذين ساعدوا في حل هذه المشكلة الصعبة”.
وأكدت الخارجية البيلاروسية أنها ستواصل “تقديم المساعدة للمواطنين البيلاروس في سوريا”.
مواضيع ذات صلة :
الشرع: لا نسعى لأي علاقة تسلطية مع الجار اللبناني | أحمد الشرع يتحدث عن 3 مراحل يجب أن تمر بها سوريا | دبلوماسيّون أميركيّون في دمشق.. وأحمد الشرع يُطمئن: سوريا لن تكون “منصة قلق”! |