حرائق لوس أنجلوس: كارثة طبيعية غير مسبوقة وخسائر إقتصادية ضخمة

اندلعت سلسلة من حرائق الغابات المدمرة في مقاطعة لوس أنجلوس هذا الأسبوع، مما أسفر عن كارثة طبيعية غير مسبوقة. حتى الآن، أسفرت هذه الحرائق عن مقتل 11 شخصًا على الأقل، بينما تم تدمير أو إلحاق أضرار بعشرة آلاف مبنى، ما يجعلها واحدة من أكثر الكوارث المدمرة في تاريخ الولايات المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن عدد المفقودين يصل إلى 13 شخصًا على الأقل، مع توقعات بارتفاع حصيلة القتلى في الأيام القادمة، مع تحسن الوضع الأمني بما يسمح لفرق الإطفاء بإجراء عمليات تفتيش شاملة من منزل إلى آخر.
وفي آخر التطورات، هدأت أخيراً الرياح الشديدة التي أجّجت حرائق الغابات التي اجتاحت أجزاء من لوس أنجلوس يوم الجمعة، مما جلب بعض الراحة لرجال الإطفاء المنهكين. لكن تم رصد تغيير في اتجاه أكبر هذه الحرائق، مما دفع إلى إصدار أوامر إخلاء جديدة.
توسيع نطاق الإخلاء
وليل الجمعة، ذكرت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” أن حريق باليساديس على الحافة الغربية للمدينة أخذ اتجاهاً جديداً، مما دفع إلى إصدار أمر إخلاء شمل جزءاً كبيراً من حي برينتوود وسفوح وادي سان فرناندو.
وقال رئيس إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، إريك سكوت، في تصريح لمحطة “كيه.تي.إل.إيه” المحلية: “اشتعل حريق باليساديس بشكل كبير في الجزء الشرقي ويستمر في التحرك باتجاه الشمال الشرقي”.
وقبل اندلاع الحريق الأحدث، أعلن رجال الإطفاء عن إحراز تقدم في إخماد حريق باليساديس وإيتون في سفوح التلال الواقعة شرق المدينة. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها مئات رجال الإطفاء، جرى احتواء 8% من حريق باليساديس و3% من حريق إيتون. كان الحريقان قد اجتاحا 35,000 فدان، أي ما يعادل مرتين ونصف المسافة من مساحة مانهاتن.
ومع نزوح الآلاف، تم إعلان حالة طوارئ صحية عامة بسبب تلوث الهواء الناتج عن الدخان المتصاعد. وقال روبرت لونا، قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، إن نحو 153 ألف شخص ما زالوا تحت أوامر الإخلاء، بينما يواجه 166,800 شخص آخرين تحذيرات بالإخلاء، مع فرض حظر تجوّل في جميع مناطق الإخلاء.
وقد سارعت سبع ولايات مجاورة والحكومة الفيدرالية وكندا إلى إرسال المساعدات، حيث تم تعزيز الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إطفاء الحرائق، إضافة إلى الطواقم الميدانية لمهاجمة خطوط الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم.
وفقاً للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، ستتحسن الظروف في منطقة لوس أنجلوس خلال مطلع الأسبوع، حيث يتوقع أن تتباطأ الرياح المستمرة إلى نحو 32 كيلومتراً في الساعة، مقارنة بهبّات الرياح الأخيرة التي وصلت سرعتها إلى 129 كيلومتراً في الساعة. ومع ذلك، يتوقع خبراء الأرصاد الجوية إصدار تحذير آخر يوم الاثنين.
هل هي حقًا مفتعلة؟
ورغم أنه من المبكر معرفة أسباب الحريق، بدأت تظهر انتقادات بشأن جاهزية السلطات واستجابتها. ويعمل بعض أشهر محققي الحرائق في الولايات المتحدة على تحديد سبب الحريق، وفقًا لشبكة “إن بي سي”. واستبعد خبراء فرضية أن يكون سبب الحريق متعمداً.
وقال أربعة خبراء للشبكة إن هناك احتمالات ضعيفة أن تكون الحرائق قد أُشعلت عن قصد، حيث يعزو هؤلاء أسباب اندلاع الحرائق إلى عوامل طبيعية ساهم الجفاف والرياح العاتية في جعلها أكثر دمارًا.
خسائر اقتصادية ضخمة
من المتوقع أن تكون هذه الحرائق واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. فقد تسببت الحرائق في مقتل 11 شخصًا على الأقل وأحرقت أكثر من 12 ألف مبنى منذ يوم الثلاثاء، ودمرت أحياء كاملة كانت موطناً لعقارات تقدر بملايين الدولارات. ورغم أنه من المبكر تقديم حصيلة دقيقة للخسائر المالية، تشير التقديرات إلى أن الخسائر حتى الآن تجعل هذه الحرائق من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
ووفقاً لتقدير أولي من شركة “أكيو ويذر”، تقدر الأضرار والخسائر الاقتصادية بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار. وللمقارنة، قدّرت الشركة الأضرار التي تسببت بها إعصار هيلين، الذي اجتاح ست ولايات جنوبية شرقية في الخريف الماضي، بنحو 225 مليار دولار إلى 250 مليار دولار.
لا تزال حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس بعيدة عن نطاق السيطرة بشكل كبير. وهذا يعني أن الحصيلة النهائية للخسائر من المرجح أن تزداد بشكل كبير. وتراجعت أسهم شركات التأمين الأميركية بعد أن قدر محللون أن الخسائر المشمولة بالتأمين جراء حرائق الغابات قد تصل إلى 20 مليار دولار.
مواضيع ذات صلة :
![]() السيطرة بشكل كامل على حريق لوس أنجلوس | ![]() حرائق لوس أنجلوس: كارثة مناخية تؤثّر في البشر والممتلكات | ![]() صور عبر غوغل إيرث تكشف لافتات غامضة في لوس أنجلوس |