حرائق لوس أنجلوس تلتهم الأخضر واليابس: كارثة بيئية وإنسانية مستمرة
لليوم السابع على التوالي، تستمر حرائق الغابات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا في التهام مساحات شاسعة من الأراضي، مخلّفة وراءها دمارًا هائلًا في البنية التحتية والممتلكات، إضافة إلى خسائر بشرية موجعة.
وبالرغم من التحسن الطفيف في الأحوال الجوية، تتزايد المخاوف من الرياح العاتية المتوقعة التي قد تؤجج النيران من جديد.
ومع استمرار جهود فرق الإطفاء المحلية والدولية، يقف سكان المنطقة في حالة من الترقب والخوف، بينما تحاول السلطات تقليل حجم الكارثة.
وفي آخر المعلومات حول الأضرار البشرية والمادة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 24 قتيلًا، بينما أُجبر أكثر من 300 ألف شخص على إخلاء منازلهم.
وحتى الآن، التهمت الحرائق أكثر من 38,629 فدانًا، أي ما يعادل مساحة تفوق مدينة باريس.
وكانت قد تمكنت فرق الإطفاء من احتواء 11% فقط من حريق باسيفيك باليساديس، الذي يمتد على مساحة 23 ألف فدان ويقترب من أحياء مأهولة بالسكان، فيما ارتفعت نسبة السيطرة على حريق إيتون إلى 27%.
ومع ذلك، ما زالت الرياح القوية التي تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة تشكل تحديًا كبيرًا، إذ يمكن أن تؤدي إلى اشتعال النيران مجددًا في مناطق سبق أن تمّ إخمادها.
وتواجه فرق الإطفاء تحديات هائلة، حيث يعمل أكثر من 14 ألف فرد، مدعومين بـ1,354 سيارة إطفاء و84 طائرة، للحد من انتشار النيران، في حين أصدرت السلطات أوامر بإجلاء السكان من المناطق الأكثر تضررًا، بينما تسببت الحرائق في انقطاع الكهرباء عن 18,500 منزل، وسط ظروف مناخية صعبة تعيق عمليات الإنقاذ.
وقد ساهمت التغيرات المناخية بشكل كبير في تفاقم هذه الحرائق، حيث أدت درجات الحرارة المرتفعة والجفاف الممتد إلى خلق بيئة مثالية لانتشار النيران بسرعة.
ووصف الخبراء هذه الحرائق بأنها “عاصفة مثالية”، مشيرين إلى أن هذه الظواهر أصبحت أكثر شدة وتكرارًا في السنوات الأخيرة بسبب تأثيرات تغير المناخ.
وخلفت هذه الكارثة خسائر اقتصادية ضخمة، حيث تُقدّر الأضرار المباشرة وغير المباشرة ما بين 52 و57 مليار دولار، مع توقعات بارتفاعها إلى 150 مليار دولار.
وتواجه شركات التأمين أزمة كبيرة في تغطية الخسائر، ما دفع السلطات في كاليفورنيا إلى تأسيس شركة تأمين حكومية لمواجهة الوضع، لكنها تعاني من نقص الموارد المالية اللازمة.
مواضيع ذات صلة :
 زلازل وحرائق غابات وتفشي إشعاعات حرارية.. ماذا سيحدث عام 2182؟ |  حرائق لوس أنجلوس: كارثة مناخية تؤثّر في البشر والممتلكات |  صور عبر غوغل إيرث تكشف لافتات غامضة في لوس أنجلوس |
