“وقف إطلاق النار” في غزة يسري بتأنٍّ… مراحل معقّدة وحسابات دقيقة لتبادل الأسرى

عرب وعالم 24 كانون الثاني, 2025

 

انسحبت القوات الإسرائيلية إلى أطراف غزّة وتمّ الإفراج عن أول دفعة من المحتجزين وعاد الكثير من الفلسطينيّين إلى ما تبقّى من منازلهم، وذلك في الأيام الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
لكنَّ عودتهم كانت نقطةٌ معقدةٌ في المفاوضات، حيث طالبت إسرائيل منذ فترةٍ طويلةٍ بالاحتفاظ بالسّيطرة على حركة الفلسطينيّين لضمانِ عدم نقل حركة حماس للأسلحة إلى شمال غزة بالقرب من التجمّعات الإسرائيلية.
وإذا سارت الأمور وفقًا للخطة، لن يكون هناك قتال في غزّة لمدة ستة أسابيع على الأقلّ، وسيتمّ الإفراج عن عشرات المحتجزين الإسرائيليّين ومئات السجناء الفلسطينيّين، مع تدفّق المزيد من المساعدات الإنسانية.
ويعتمد تمديد وقف إطلاق النار على مفاوضات إضافيّة من المقرّر أن تبدأ قريبًا، والتي ستتناول في نهاية المطاف القضيّة الشائكة المتعلقة بكيفية إدارة غزّة، مع استمرار إسرائيل في مطالبتِها بالقضاء على حركة حماس.

المرحلة الأولى
كجزءٍ من المرحلة الأولى، انسحبت القوات الإسرائيلية إلى منطقةٍ عازلةٍ على طول حدود غزّة مع إسرائيل. ووفقًا للملحق، ستبدأ إسرائيل يوم السبت بالسَّماح للفلسطينيّين النازحين بالعودة إلى الشمال من دون عمليات تفتيش، ولكن فقط سيرًا على الأقدام عبْر الطريق الساحلي الرئيسي الذي يربط بيْن الشمال والجنوب.
ومن المقرّرِ أن يتمَّ فتحُ طريقٍ آخر لحركة السير على الأقدام من دون تفتيش في الأسابيع المقبلة.
وذكر الملحقُ أنّ شركةً خاصة، ستتولّى تفتيش الفلسطينيّين العائدين بواسطة المركبات لمنع وصول معدّات عسكرية إلى الشمال. ومن المقررِ أن يبدأ هذا الإجراء أيضًا يوم السبت، لكن لا يزال من غير الواضح كيف سيتم تنفيذه.
وبنهاية فترة الـ42 يومًا، يُفترض أن يتمَّ إطلاق سراح جميع النساء والأطفال وكبار السن الأحياء المحتجزين لدى المسلحين.
وحاليًّا، لا يزال هناك نحو 94 محتجزًا داخل غزّة، وهم خليطٌ من مدنيّين وجنود وأجانب. ويعتقد الجيش أنّ ما لا يقل عن ثلثِهم قد لقوا حتفهم.
وستطلق حماس المحتجزين الأحياء أولًا، لكنّها قد تُفرج عن بعض الجثامين إذا لم يتوفر لديها ما يكفي من المحتجزين الأحياء في هذه الفئة.
في المقابل، ستفرج إسرائيل عن 30 سجينًا فلسطينيًا من النساء أو الأطفال أو كبار السِّن مقابل كل مدني حيّ يتمّ تحريره. وينصّ الاتفاق على أنّ من بين المُفرج عنهم أكثر من 110 فلسطينيّين محكوم عليهم بالسجن المؤبّد. ومقابل كل جنديّة يتمّ إطلاق سراحها، ستفرج إسرائيل عن 50 سجينًا فلسطينيًا، من بينهم 30 محكومًا عليهم بالسجن المؤبّد.
وسيتمّ إرسال عدد من السجناء الفلسطينيين إلى الخارج أو إلى غزّة وفقًا للاتفاق، ولكن من غير الواضح على من سينطبق ذلك وأي دولة ستستقبلهم.
ووفقًا للملحق، ستفرج إسرائيل أيضًا عن ألف شخص محتجزين من غزّة منذ بداية الحرب، شرط ألّا يكونوا متهمين بالمشاركة في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الذي أشعل الصراع.
وسيبقى العشرات من المحتجزين الذكور، بمن فيهم الجنود، محتجزين في غزّة، انتظارًا للمرحلة الثانية.
محور فيلادلفيا
في نهاية المرحلة الأولى، تعهّدت إسرائيل أيضًا بالبدء في تقليص قوّاتها في محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهو شريط استراتيجي من الأراضي على طول حدود غزّة مع مصر. ووفقًا للملحق، ستنسحب إسرائيل بالكامل.
وفي الوقت عينه، تنصّ الوثيقة على أنّ معبر رفح مع مصر سيُعاد فتحه للسّماح بإجلاء الجرحى والمرضى الفلسطينيّين، بمن فيهم عشرات المقاتلين الجرحى، الذين سيتطلّب خروجهم موافقة إسرائيل ومصر، لكنّ ذلك سيتمّ فقط بعد إطلاق سراح جميع المحتجزات، بمن فيهن الجنديات.
المساعدات الإنسانية
في المرحلة الأولى، يتمّ زيادة المساعدات إلى غزّة لتصل إلى مئات الشاحنات يوميًا، محملةً بالطعام والدواء ومواد البناء والوقود لتخفيف الأزمة الإنسانيّة. وقد بدأ هذا بالفعل.
لكن ما يزيد الأمور تعقيدًا، أنّ حكومة إسرائيل لا تزال ملتزمةً بخطتِها لحظر وكالة الأونروا، الوكالة الأممية الرئيسية لتوزيع المساعدات في غزّة، من العمل وقطع جميع العلاقات بينها وبين الحكومة الإسرائيلية.
المرحلتان الثانية والثالثة
تمّ توضيح الخطوط العريضة للمرحلة الثانية في الاتّفاق، حيث يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقّين مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من غزّة وتحقيق “هدوء مستدام”.
وإذا توصلت جميع الأطراف إلى المرحلة الثالثة، فمن المحتمل أن تكون أقلّ جدليّة، حيث ستُعاد جثامين المحتجزين المتبقّين مقابل خطةٍ لإعادة إعمار غزّة لمدة تتراوح ما بين ثلاث وخمس سنوات، لكنّ مسألة من سيتحمّل تكاليف ذلك ما زالت غير واضحة.
ترامب يحذّر
أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ردٍ على سؤال لمديرة مكتب “العربية” و”الحدث” في واشنطن، أنّ اتّفاقَ وقفِ إطلاق النار في غزّة ما كان ليتحقّق لولا جهودُ مبعوثِه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، محذّرًا مجدّدًا من عواقب إذا لم يصمد الاتفاق.
وقال ترامب: “لقد توصّلنا إلى اتّفاق في غزّة ولولا ستيف ويتكوف ما كان ذلك ليتحقّق، وستكون هناك عواقب إن لم يصمد وقف إطلاق النار هناك”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us