ترامب يسعى لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا… و”اتفاق قريب” بشأن المعادن الأوكرانية

اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار للأمم المتحدة لا يرقى إلى مستوى مشروع قرار منافس مدعوم أوروبيًّا يطالب بالانسحاب الفوري لكل القوات الروسية من أوكرانيا.
وتم تقديم مشروعي القرارين بمناسبة الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي تحل بعد غد الاثنين، حيث ستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرارين غير الملزمين.
ويأتي مشروعا القرارين ليثيرا صدامًا بين الولايات المتحدة وأوروبا في الوقت الذي أصبحت فيه قوة التحالف بين الجانبين عبر الأطلسي محل شك بسبب التحول الأميركي الاستثنائي تجاه روسيا، وبدء مفاوضات مع موسكو بعد سنوات من العزلة، حيث تتطلع الولايات المتحدة إلى التوسط في نهاية سريعة للحرب.
اتفاقٌ حول المعادن الأرضية النادرة
حقق البيت الأبيض وأوكرانيا تقدمًا كبيرًا نحو التوصل إلى اتفاق يسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا ويعزز العلاقة طويلة الأجل بين كييف وواشنطن، وذلك خلال زيارة قام بها الليفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوج، مبعوث ترامب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا، واستغرقت ثلاثة أيام ضمن الأسبوع الجاري.
وفي التفاصيل قالت ثلاثة مصادر لـ “رويترز” إن روسيا قد توافق على استخدام 300 مليار دولار من الأصول السيادية المجمدة في أوروبا لإعادة الإعمار في أوكرانيا لكنها ستصر على إنفاق جزء من الأموال على مساحة 20% تسيطر عليها قواتها.
وبعد أن أرسل بوتين قوات لغزو أوكرانيا في عام 2022، حظرت الولايات المتحدة وحلفاؤها المعاملات مع البنك المركزي الروسي ووزارة المالية، مما أدى إلى حجب 300 إلى 350 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية ومعظمها سندات حكومية أوروبية وأميركية وبريطانية محفوظة في مستودع أوراق مالية أوروبي.
وفي حين أن المناقشات بين روسيا والولايات المتحدة في مرحلة مبكرة للغاية، ذكرت ثلاثة مصادر أن إحدى الأفكار المطروحة في موسكو هي أن روسيا قد تقترح استخدام جزء كبير من الاحتياطيات المجمدة لإعادة بناء أوكرانيا ضمن اتفاق سلام محتمل.
ولم يتسنَّ لرويترز التأكد مما إذا كانت فكرة استخدام الأموال المجمدة قد جرت مناقشتها بين روسيا ونظرائها الأميركيين في الاجتماع في السعودية.
وقالت محافظة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا إن البنك لم يكن طرفا في أي محادثات بشأن رفع العقوبات أو فك تجميد احتياطيات روسيا.
ووصفت روسيا في وقت سابق خطط استخدام الأموال في أوكرانيا بأنها تصل إلى حد السرقة.
ويأتي هذا التقدم في المحادثات بعد التصاعد الحاد في التصريحات بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلنسكي هذا الأسبوع بسبب خلافاتهما حول هذا الأمر.
تصريحات ترامب
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاوضات حول إنهاء الصراع مع روسيا، لكنه استبعد كييف من المحادثات.
وفي هذا السياق، جدّد الرئيس الأميركي، الجمعة، انتقاداته لنظيره الأوكراني.
وقال ترامب خلال حدث جمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض “لقد أجريت محادثات جيدة للغاية مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ولم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر”.
وقال ترامب في بودكاست “فوكس نيوز” Fox News، إن زيلينسكي “كان في اجتماعات لمدة ثلاث سنوات ولم يتم القيام بأي شيء”. هونقلت وكالة الأنباء البريطانية “بي يه ميديا” عن ترامب قوله “لذلك، لأكون صادقا معكم، لا أعتقد أنه من المهم للغاية أن يكون في الاجتماعات”.
ورفض الرئيس الجمهوري مجددا تحميل روسيا مباشرة المسؤولية عن غزو أوكرانيا في شباط 2022، وقال في تصريح لمحطة “فوكس راديو” إن “روسيا هاجمت”، لكن القادة الغربيين “لم يكن ينبغي أن يسمحوا لها بالهجوم”.
على صعيد متصل، من المقرر أن يزور ستارمر وماكرون ترامب بشكل منفصل في واشنطن، الأسبوع المقبل، وسط خلاف متزايد بين الرئيس الأميركي والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وردا على سؤال عن الزيارتين المقبلتين لرئيس وزراء المملكة المتحدة والرئيس الفرنسي، قال: “لم يفعلا أي شيء أيضا (لإنهاء الحرب). الحرب مستمرة، لم يعقدا اجتماعات مع روسيا، لا شيء”.
الموقف الروسي
فيما يترقب العالم القمة التاريخية التي ستجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في المملكة العربية السعودية، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، إنه سيتم خلال القمة الروسية – الأميركية التركيز بدقة على الانطلاق نحو تطبيع العلاقات، وإيجاد حلول للمشاكل الملحة، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية.
وشدد ريابكوف على أن روسيا مستعدة للحديث مع الولايات المتحدة، وقال: “نقوم بتسجيل وتحليل كافة الإشارات الصادرة عن واشنطن بعناية، وخاصة الإشارات الصادرة من الشخصية الأولى هناك”.
ونوه ريابكوف بأن مطالب روسيا واضحة ومحددة من قبل القيادة، وتم طرحها خلال الاجتماع الذي وصفه بـ”المثمر للغاية في الرياض”.
وتطرق ريابكوف إلى موضوع اللقاء الشخصي بين الرئيسين الروسي بوتين والأميركي ترامب، وذكر أن “العمل يجري بالفعل في هذا المجال، لكن الأمر يتطلب عملا مكثفا”.