ضغوط أميركيّة متصاعدة على كييف.. وزيلينسكي: استبدالي لن يكون “سهلًا”

على وقع الدعم الأوروبي المتواصل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تُصعّد الولايات المتحدة من ضغوطها على كييف، لا سيما بعد المشادة الكلامية بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ففيما يُلمّح مسؤولون أميركيون إلى ضرورة رحيل الرئيس الأوكراني، حيث قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، إنّنا “نحتاج إلى قائد قادر على التعامل معنا والتعامل مع الروس في وقت ما وإنهاء هذه الحرب”، أعلن زيلينسكي أنّ استبداله لن يكون “سهلًا”، حيث قال للصحافيين في لندن “نظرًا إلى ما يحدث، ونظرًا إلى الدعم، فإن استبدالي ببساطة لن يكون بهذه السهولة”.
وأضاف زيلينسكي: “لن تكون المسألة مجرد تنظيم انتخابات. بل سيتعين أيضًا منعي من الترشح، وهو الأمر الذي سيكون أكثر تعقيدًا بعض الشيء”.
في الإطار نفسه أيضًا، أعلن الرئيس الأوكراني أنّه يعمل مع حلفائه الأوروبيين على “مواقف مشتركة” لمحاولة إقناع الرئيس الأميركي بأخذ مصالحهم في الاعتبار بمواجهة روسيا.
وقال زيلينسكي على تلغرام: “سنحدد مواقفنا المشتركة، ما نريد تحقيقه وما هو غير قابل للتفاوض، وستُعرض هذه المواقف على شركائنا الأميركيين”.
وشدد الرئيس الأوكراني على أن الأولوية تتمثل في التوصل إلى “سلام متين ودائم وإلى اتفاق جيد يتعلق بنهاية الحرب”.
هذا وقال زيلينسكي أنّه يعتقد أن بوسعه إنقاذ علاقته بنظيره الأميركي بعد اجتماعهما العاصف في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض الجمعة، بيد أنّه اعتبر أنّه يتعين المضي قدمًا في المحادثات بصيغة مختلفة.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستوقف مساعداتها لأوكرانيا، لأن ذلك لن يساعد إلا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّه قال إنه سيعمل على الاستعداد لأي تحديات قد تنشأ.
وأكد زيلينسكي أنه لا يزال مستعدًا لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة، وأنه يعتقد بأنها ستكون مستعدة أيضًا لذلك.
هدنة لشهر!
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الدولة للقوات المسلحة لوك بولارد، اليوم الإثنين، أنّ لندن وباريس فشلتا في التوصل لمقترح هدنة لشهر في أوكرانيا.
وقال الوزير لإذاعة “تايمز”: “لم يتم التوصل إلى اتفاق على شكل الهدنة”. وأفاد مسؤول حكومي بريطاني فرانس برس بأنه “لم يتم الاتفاق على هدنة لمدة شهر واحد”.
يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن باريس ولندن تقترحان هدنة لمدة شهر في أوكرانيا تشمل “الجو والبحر والبنية التحتية للطاقة”، وذلك في تصريحات لصحيفة “لو فيغارو” عقب اجتماع لحلفاء كييف في العاصمة البريطانية.
وشدد الرئيس الفرنسي على أنّ ما يميّز هدنة بهذه الصيغة هو “أنّنا نعرف كيف نقيسها”، في حين أن خط الجبهة في البرّ يمتد لمسافات هائلة.
إلى ذلك، اقترح ماكرون أن ترفع الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي إلى ما بين 3 و3,5 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، في مواجهة تبدّل سياسات الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب.
شولتس يأمل بمواصلة الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا
بدوره، أمل المستشار الألماني أولاف شولتس، في أن تُواصل واشنطن دعمها لأوكرانيا، بعد اجتماع أزمة عقده زعماء أوروبيون في لندن سعيًا إلى توفير ضمانات أمنية جديدة للقارة.
إذ عقدت القمة بعد ساعات على اجتماع عاصف الجمعة، شهد تلاسنًا بين الرئيسين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض.
وأثار ذلك قلق الحلفاء الأوروبيين من احتمال أن تُجبر واشنطن قريبًا كييف على القبول بوقف لإطلاق النار يصب في مصلحة موسكو.
وقال شولتس للصحافة بعد المحادثات في لندن إن “الدعم الدولي والعابر للأطلسي لأوكرانيا يظل مهمًا لأمن البلاد وأوروبا”.
ترامب يقلّل من أهمية المخاوف حيال تقاربه مع بوتين
في المقابل، ردّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الانتقادات التي يواجهها على خلفية تقاربه المتزايد مع موسكو حيال ملف أوكرانيا، قائلًا إن على الولايات المتحدة تخفيف شعورها بالقلق حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال” ليل الأحد: “علينا تمضية وقت أقل ونحن نشعر بالقلق من بوتين، وأن نمضي المزيد من الوقت في القلق من عصابات المهاجرين التي تضم مغتصبين وتجار مخدرات وقتلة وأشخاصًا من مصحات عقلية يدخلون إلى بلدنا – حتى لا ينتهي الأمر بنا مثل أوروبا”!