البابا فرنسيس: رحلة صحية وصراعات إنسانية وتأثير تاريخي

عرب وعالم 5 آذار, 2025

منذ أن تولى البابا فرنسيس قيادة الكنيسة الكاثوليكية في 2013، أصبحت حياته مليئة بالمبادرات التاريخية والقرارات الجريئة التي جلبت له احتراماً واسعاً، لكن حالته الصحية المتدهورة مؤخراً قد فرضت تحديات جديدة.

ويعاني البابا فرنسيس، البالغ من العمر 88 عامًا، من مرض الالتهاب الرئوي المزدوج الذي استدعى نقله إلى مستشفى جيميلي في روما.

وحتى اليوم لا تزال حالته الصحية تشكل مصدر قلق، على الرغم من أن الفاتيكان أعلن أن حالته “مستقرة” مؤخرًا.

في المقابل، ورغم الشائعات حول احتمال تنحيه بسبب المرض، غير أنّ الكاردينال ستانيسلاف دزيفيتش، الذي كان سكرتيرًا للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني، أكد في تصريحات له لصحيفة “لا ريبوبليكا” أنه من غير المرجح أن يقدم البابا فرنسيس على الاستقالة، مشيرًا إلى أنه لا يتصور أن “ينزل أحد من صليب المسيح”، في إشارة إلى التزام البابا العميق بمسؤولياته.

دور البابا في السياسة الدينية والعلاقات الدولية
ولقد ترك البابا فرنسيس بصمة تاريخية ليس فقط على مستوى الكنيسة الكاثوليكية، بل على مستوى العلاقات الدولية بين الأديان المختلفة. فقد سجل عدة سوابق، بدءًا من لقاءاته مع القادة الإسلاميين في الأزهر الشريف والنجف بالعراق، إلى توقيعه على وثيقة أبوظبي التي تمثل تعاونًا بين الإسلام والمسيحية.
وكان البابا أيضاً أول من أدلى بتصريحات علنية لصالح مسلمي الروهينغا، داعيًا إلى دعمهم بعد الطرد الجماعي من ميانمار.
بالإضافة إلى ذلك، كانت العلاقات مع الكنائس الأرثوذكسية والشخصيات المسيحية البارزة جزءًا آخر من مسيرته التاريخية، حيث أجتمع لأول مرة مع بطريرك موسكو الأرثوذكسي في كوبا، في خطوة نحو تحسين العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية.
أما في الشرق الأقصى، فقد قدم البابا مبادرات رائدة، مثل تسوية علاقات الفاتيكان مع الصين، التي كانت تشهد قطيعة طويلة.

التحديات الصحية
ورغم التحديات الصحية التي يواجهها البابا فرنسيس، إلا أن إرثه الروحي لا يزال حافلاً بالتأثيرات، فقد قام بدعوة المؤمنين من مختلف أنحاء العالم للصلاة من أجل السلام في مناطق مثل أوكرانيا وفلسطين ولبنان والسودان، معبرًا عن تضامنه مع الشعوب التي تعاني من الحروب والنزاعات.
وعلى الرغم من صعوبة الوضع الصحي، لا يزال البابا يشكر مؤيديه الذين يرفعون صلواتهم من أجل تعافيه، مؤكداً أنه يشعر بدعم الشعب المسيحي في كافة أنحاء العالم.

وبينما يصارع المرض، يبقى البابا فرنسيس رمزًا للوحدة والتسامح، ومدافعًا عن القيم الإنسانية في العالم المعاصر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us