تصاعد العنف في الساحل السوري: مقتل 70 شخصًا وتعزيزات أمنية “صارمة”!

بعد ليلة حامية شهدت تصاعدًا في العنف، أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصًا، تم الإعلان عن تعزيزات عسكرية واسعة وحظر تجوال في مدينتي اللاذقية وطرطوس. يأتي هذا التصعيد الأمني في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة، حيث سعت السلطات إلى فرض السيطرة على الوضع ومنع تفشي المزيد من أعمال العنف.
ففي آخر التطورات، أفادت وكالة “سانا” السورية للأنباء اليوم، بوصول تعزيزات أمنية إلى مركز محافظة اللاذقية، عقب ليلة دامية شهدت اشتباكات، فيما أعلنت السلطات حظرا للتجوال في مدن اللاذقية وطرطوس.
وقالت الوكالة، إن طلائع أرتال وتعزيزات قوات وزارتي الدفاع والداخلية وصلت إلى مركز محافظة اللاذقية لتعزيز الاستقرار والأمن فيها.
وأعلن مصدر قيادي بإدارة الأمن العام لـ “سانا” حظرا للتجوال في مدن اللاذقية وطرطوس، وبدء عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.
وقال المصدر إن “عمليات التمشيط سوف تستهدف فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم”.
ودعا الأهالي المدنيين إلى “التزام منازلهم والتبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة”.
يأتي ذلك، عقب ليلة دامية شهدتها منطقة الساحل السوري، حيث أعلنت قوات الأمن السورية أنها تخوض اشتباكات غرب البلاد مع مجموعات مسلحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن الذي كان من أبرز قادة الجيش خلال حكم بشار الأسد.
وأكد مدير إدارة الأمن العام سقوط قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن في هجمات شنتها مجموعات من فلول النظام السابق في جبلة وريفها.
وكانت قيادة العمليات الأمنية بوزارة الداخلية السورية في محافظتي اللاذقية وطرطوس أصدرت بيانا فجر الجمعة، دعت فيه “المدنيين إلى الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية وترك المهمة للقوات المختصة من الجيش والأمن، التي تعمل وفق خطط مدروسة لحسم الموقف وحماية الأرواح”.
وأفادت قيادة العمليات بأنها وجهت كافة الوحدات العسكرية والأمنية بالالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين، وقالت “اليوم نحن على أعتاب مرحلة حاسمة تتطلب وعيا وانضباطا لا يقبلان المساومة”.
ودعت إلى ضرورة ضبط النفس والالتزام بالقيم الأخلاقية والمبادئ الوطنية مع الحرص على حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة دون تجاوزات.
وأكدت أن هذه العمليات تهدف إلى فرض الأمن والاستقرار ضمن إطار القانون بعيدا عن الثأر أو الانتقام، مناشدة السوريين عدم التدخل وترك الأمر للقوات المختصة مع رفض أي خطاب تحريضي أو تقسيمي.
سقوط أكثر من 70 قتيلاً
من جهته، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، اليوم الجمعة، مقتل 70 شخصاً على الأقل في اللاذقية على الساحل السوري في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين “موالين” للرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأفاد “المرصد” عبر منصة “إكس” بسقوط “أكثر من 70 قتيلاً وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد”.
في وقت سابق، ذكر “المرصد السوري” أن “العملية الأمنية تتواصل في مناطق واسعة في ريف اللاذقية وقرى الساحل السوري، بالتوازي مع هجمات وكمائن للمسلّحين الذين كان بعضهم في صفوف النظام السابق، ضد القوى الأمنية والعسكرية والحواجز والمقرات في الساحل السوري”.
ولفت إلى أن “عدد القتلى من قوى الأمن والقوات العسكرية والمسلّحين المحليين المتمرّدين في ريف اللاذقية، خلال الساعات القليلة الماضية، 44 شخصاً هم: 24 من المسلّحين المتمرّدين، و20 عنصراً من القوى الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة دمشق إضافة إلى مقتل 4 مدنيين، 3 منهم في الاشتباكات في قرية دوير بعبدة في ريف جبلة. وبذلك، يرتفع العدد إلى 48 شخصاً، ومعلومات عن قتلى آخرين ومفقودين، وأسرى من الطرفين، وسط معلومات عن عمليات تصفية وإعدام ميداني للأسرى”.
وذكر المرصد أن “المسلّحين سيطروا على مناطق عسكرية لاسيما مطار اسطامو والقرداحة، وتحصّنوا في مناطق وعرة في جبال اللاذقية التي اتّخذوها منطلقاً لعملياتهم ضد قوات دمشق.
السعودية تدين الجرائم في سوريا
في هذا السياق، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة “المملكة الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في سوريا واستهدافها القوات الأمنية”.
وأكدت الوزارة في بيان “وقوف السعودية إلى جانب الحكومة السورية فيما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي”.
مواضيع ذات صلة :
![]() التحالف الدولي أعلن دعمه للمحادثات بين “قسد” والحكومة السورية |