جمر تحت الرماد في الساحل السوري… تنديدات دولية ومخاوف من امتداد الشرارة إلى لبنان!

تحوّل الاهتمام في اليومين الماضيين إلى أحداث الساحل السوري، والتي تشهد ما يشبه التطهير العِرقي على يد قوى النّظام الجديد، بذريعة ملاحقة “فلول النظام” السابق، ما أدى حتى الأمس الى سقوط أكثر من 1000 قتيل غالبيتهم الساحقة من المدنيين العلويين ومن طوائف أخرى، وحصول موجة نزوح جديدة في اتجاه شمال لبنان ومناطق أخرى، وسط مخاوف من امتداد شرارة ما يجري الى الأراضي اللبنانية.
وقد أفادت مصادر رسمية لـ”اللواء” بأن رئيس الجمهورية جوزاف عون يجري الاتصالات اللازمة لمنع وصول اللهيب السوري إلى لبنان، وخاصّة بعد الاشتباكات التي حصلت على الحدود الشرقية مع سوريا. وشدّد على ضبط الحدود بين البقاع وسوريا لمنع أي توتر أو نزوح جديد.
وفي هذا السّياق، أوقف الجيش اللبناني احتمالات تمدد تداعيات التطورات في الساحل السوري إلى الداخل اللبناني، حيث نفذ انتشارًا سريعًا في شوارع مدينة طرابلس شمال لبنان، وذلك بعد توترات وإطلاق نار شهدتها أحياء المدينة السبت.
النزوح من سوريا إلى البلدات العكّارية
وتناول محافظ عكّار عماد اللبكي، في حديث إلى “الوكالة الوطنية للإعلام”، موضوع النزوح من سوريا إلى البلدات العكّارية، وشرح أن “الأزمة الأخيرة التي حصلت منذ نحو عشرة أيام وما قبل، تسبّبت بنزوح كثيف إلى سهل عكار وإلى جزء من منطقة الدريب، وغالبية النازحين من العلويين وبينهم لبنانيون، قطعوا من معابر غير شرعية، وسكنوا في القرى العلوية في الجوامع والمنازل”.
أضاف: “علت صرخة رؤساء البلديات الذين راجعوني واتصلت بدوري بالأمم المتحدة والجمعيات والصليب الأحمر وغرفة إدارة الكوارث”.
تنديد دولي بالمجازر ضد المدنيين
وقد ارتفعت الأصوات الدولية المندّدة بالمجازر ضدّ المدنيين في الساحل السوري. فأعلن نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، أنّ “سلطات روسيا والولايات المتحدة طالبتا بعقد مشاورات عاجلة ومغلقة لمجلس الأمن الدولي بسبب العنف الموجّه ضدّ المدنيين في غرب سوريا”. وأشار الى “اننا نتوقع أن تخصّص الرئاسة الدنماركية للمجلس وقتًا لها” في العاشرة صباح اليوم بتوقيت نيويورك.
ودان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو “مجازر تُرتكب بحق أقليات في سوريا”. وحضّ السلطات الانتقالية على محاسبة المسؤولين عنها. واشار في بيان، الى أنّ “الولايات المتحدة تدين الإرهابيين الإسلاميين المتطرّفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب الذين قتلوا الناس في غرب سوريا في الأيام الأخيرة”، لافتًا الى انّ “الولايات المتحدة تقف مع الأقليات الدينية والإتنية في سوريا، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والكردية، وتقدّم تعازيها بالضحايا لأسرهم”. وأضاف: “يجب على السلطات الانتقالية في سوريا محاسبة مرتكبي هذه المجازر بحقّ أقليات في سوريا”.
وأكّد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، أنّ “الانتهاكات المرتكبة بحقّ المدنيين في سوريا غير مقبولة ويجب ضمان حماية السكان”.