تصاعد التوتر حول الملف النووي الإيراني: تهديدات متبادلة ومحادثات مرتقبة في عُمان

في ظلّ تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، ومع دخول البرنامج النووي الإيراني مرحلة حساسة، أصدرت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني بيانًا حادّ اللهجة بالتزامن مع اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية، تزامنًا مع إعلان البيت الأبيض عن محادثات مباشرة مرتقبة مع إيران.
وبينما تتوعّد إيران بـ”ردٍّ مدمّرٍ” على أي استهداف لبرنامجها النووي، تصر إسرائيل على ضرورة تفكيك كامل للمنشآت النووية الإيرانية، ملوّحة بالخيار العسكري إن طال أمد التفاوض.
وهددت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني بما وصفته بـ”رد خطير ومدمر” في حال تعرّض ما تسميه بـ”الصناعة النووية السلمية” لأي استهداف.
وجاء في بيان اللجنة، الصادر تزامنًا مع اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية، أنه “من حق إيران، بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، أن تمتلك صناعة نووية سلمية في مختلف المجالات، وأي تدخل أو تهديد لهذه الصناعة سيقابل برد فعل خطير ومدمر من قبل الأمة الإيرانية”.
وأضاف البيان أن “امتلاك صناعة نووية سلمية هو حق لكل دولة طرف في المعاهدة، واليوم تتمتع الصناعة النووية بتطبيقات سلمية واسعة”.
وانتقدت اللجنة أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أنها تحولت إلى “أداة في يد الدول المتغطرسة”، وبدلًا من أن تساعد إيران على الوصول إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وضعت أمامها العقبات. كما دعت اللجنة مدير عام الوكالة إلى “الكف عن التصريحات السياسية والمتحيزة، والعودة إلى مهمته الفنية وفق القانون الدولي”.
في سياق متصل، كشفت مصادر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أرسل، في آذار الماضي، رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، مقترحًا فيها إجراء محادثات نووية، ملوّحًا في الوقت نفسه بأن أمام إيران مهلة شهرين للديبلوماسية فقط.
وكانت إيران قد وافقت في اتفاق 2015 على فرض قيود مشددة على برنامجها النووي، وهو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب عام 2018. ومن المتوقع إعادة فرض العقوبات على إيران بموجب آلية “العودة السريعة” المنصوص عليها في الاتفاق نفسه.
وبحسب محللين، تمتلك إيران حاليًا ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لرفع مستواه إلى الدرجة العسكرية خلال أسابيع، إلا أن تحويله إلى سلاح نووي قابل للتركيب على صاروخ باليستي قد يستغرق عامًا أو أكثر.
من جهتها، تصرّ إسرائيل على ضرورة أن يكون أي اتفاق مع إيران مشابهًا لما حصل في ليبيا، أي أن يتضمن تفكيكًا كاملاً لكل منشآت ومعدات البرنامج النووي.
وأكد البيت الأبيض، الثلاثاء، أن إيران تسير باتجاه عقد اتفاق مع الولايات المتحدة، وأن محادثات مباشرة ستُعقد بين الطرفين السبت المقبل.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض: “إيران تتجه نحو إبرام اتفاق”، وأشارت إلى أن المحادثات ستكون مباشرة، موضحة أن “الرئيس أوضح لإيران أنه يمكنها الاختيار بين صفقة تفاوضية أو مواجهة العواقب”.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أنه في حال أطالت إيران أمد التفاوض، يجب اللجوء إلى الخيار العسكري، مشددًا على أن “أي اتفاق مقبول يجب أن يتضمن تفجير كافة المنشآت النووية الإيرانية وتفكيك المعدات تحت إشراف أميركي”.
وأكد أن هناك تفاهمًا مع واشنطن على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وإن لم يتحقق ذلك عبر اتفاق، فلا بديل عن القوة العسكرية.
في المقابل، أبدت طهران شكوكًا حيال نوايا واشنطن، وأكد مسؤولون إيرانيون لوسائل إعلام محلية أن إيران تتعامل بحذر مع المحادثات المرتقبة، وتشترط مبادرات حسن نية من الجانب الأميركي مثل رفع بعض العقوبات أو إلغاء تجميد أموالها.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق أن المحادثات ستجري في سلطنة عُمان، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده تفضل محادثات غير مباشرة “لتجنب الضغوط والتهديدات الأميركية”.
وأشار عراقجي إلى أن المحادثات سيقودها هو ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بوساطة من وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.
مواضيع ذات صلة :
![]() “النووي الإيراني” يستفزّ دولاً أوروبية.. وتهديد! |