موسكو تحذّر من “الردع الأوروبي”: هل نقترب من مواجهة شاملة في أوكرانيا؟

في خضمّ الجهود الدولية الهادفة إلى كبح التصعيد في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، برز تطوّر لافت يحمل في طيّاته مؤشرات مقلقة إلى اتساع رقعة الاشتباك.
فبعد تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي حول احتمال إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا بعد الهدنة، سارعت موسكو إلى إطلاق تحذيرات شديدة اللهجة، معتبرةً هذا التوجّه خطوةً باتجاه “تدخل أجنبي” مباشر.
وبينما تتقدّم باريس ولندن بمشاورات لتشكيل ما يُعرف بـ”تحالف الراغبين”، تُحذّر موسكو من أن نشر أي قوات على الأراضي الأوكرانية لن يُفهم إلّا كتصعيدٍ خطيرٍ قد يضع حلف شمال الأطلسي في قلب المواجهة.
وفي الخلفيّة، تتواصل محاولات واشنطن للتهدئة، وسط استمرار الاتهامات المتبادلة بين كييف وموسكو بشأن الهجمات على البنية التحتيّة للطاقة.
وكان مدير إدارة رابطة الدول المستقلة الثانية في وزارة الخارجية الروسية أليكسي بوليشوك، قد اعتبر أن “المناقشات الفرنسية – البريطانية الجارية حول إرسال قوات ردع إلى أوكرانيا تمثل استعدادًا لتدخل أجنبي”.
وأكد أنّ “المفاوضات بشأن تشكيل ما يُعرف بقوات الردع، والتي تقودها حاليًا فرنسا وبريطانيا ضمن تحالف الراغبين، تُعدُّ في الواقع استعدادًا لتدخل أجنبي”.
كما شدّد في تصريحات لـ”سبوتنيك”، اليوم الجمعة، على أنّ “مسألة حفظ السلام ليست مطروحة حاليًا على جدول الأعمال… فوفقًا للممارسات الدولية، يُعدّ تحقيق تسوية سلمية أو وقف إطلاق نار مستدام شرطًا أساسيًا لنشر قوات حفظ سلام”.
إلى ذلك، اتهم كييف برفض الانخراط في عملية سلام، وقال إنّها “تعرقل حتّى العمل بموجب وقف موقت للضربات على المنشآت الحيوية للطاقة”.
“تورط مباشر للناتو”
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، شدّد بدورِه أمس على أنّ نشر قوات أوروبية على الأراضي الأوكرانية لن يعني حربًا هجينةً بل تورطًا مباشرًا لـ”الناتو” في الصّراع مع روسيا.
بالتزامن، كشفت مصادر بريطانية أنّ بريطانيا تدرس إرسال قوات إلى كييف لـمدة 5 سنوات لدعم أي اتفاق سلام محتمل.
كما أشارت إلى أن القوات البريطانية المحتمل نشرها ستساعد على تدريب وإعادة تشكيل الجيش الأوكراني، وفق ما نقلت صحيفة “التلغراف”.
تأتي هذه التصريحات فيما تسعى الولايات المتحدة إلى وقف الحرب المستمرّة بين البلدين، عبْر لقاءات عُقدت في السعودية الشهر الماضي وأفضت إلى وقف موقت للهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة.
إلّا أنّ كلًا من موسكو وكييف تبادلتا خلال الأيام الماضية الاتهامات باستمرار تلك الهجمات على البنى التحتية للطاقة.
مواضيع ذات صلة :
![]() أمير قطر يصل إلى موسكو لبحث تعزيز العلاقات الثنائية | ![]() 3 جرحى بإطلاق نار داخل مركز تسوّق في موسكو | ![]() محادثات بين ديبلوماسيين روس وأميركيين في اسطنبول |