بين العزلة والانفتاح: مستقبل إيران على المحكّ النووي!

عرب وعالم 19 نيسان, 2025

يحمل المفاوضان الأميركي والإيراني التشاؤم والشكوك وهما يستهلان اليوم جولةً ثانيةً من المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول البرنامج النووي في روما. وفي حين حثّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أوروبا على أن “تقرّر ما إذا كانت مستعدةً لإعادة فرض العقوبات على إيران”، قال وزير خارجية طهران إنه يشارك في المفاوضات “على أي حال، على الرغم من الشكوك بنيات الأميركيين”.
وشهدت الأيام الماضية جولات ديبلوماسية شملت عواصم عربية ودولية لمحاولة اكتشاف فرص استكمال المفاوضات، بينما تنقسم الإدارة الأميركية بشأن الطريقة الفضلى لحلّ المسألة النووية في إيران.

مواجهة أم تفاوض بشروط أميركية؟
الملف النووي الإيراني دخل مرحلةً دقيقةً، حيث تجد طهران نفسها أمام خيارات معقّدة: التفاوض وفق الشروط الأميركية، التي لا تقتصر فقط على البرنامج النووي، بل تمتدّ إلى برنامج الصواريخ الباليستية ونفوذ طهران الإقليمي. هذه الشروط تعني عمليًا تقديم تنازلات كبيرة قد تؤدّي إلى اهتزاز صورة النظام داخليًا.
أو المواجهة والتصعيد النووي، وهو سيناريو محفوف بالمخاطر، إذ قد يؤدّي إلى ردٍّ عسكري من إسرائيل أو الولايات المتحدة، ما قد يُعرّض النظام الإيراني لمصير مشابه لما حدث مع العراق أو سوريا عندما سعت هذه الدول إلى امتلاك قدرات نووية.

ويرى رئيس تحرير صحيفة “إيران دبلوماتيك” عماد أبشناس، أنّ هناك خيارًا ثالثًا يتمثل في التفاوض ولكن وفق الشروط الإيرانية، حيث يقول: “إذا كانت الولايات المتحدة جادّةً في التفاوض، فيجب أن تقتصر المحادثات على الملف النووي فقط، وليس إدراج قضايا أخرى مثل الصواريخ أو النفوذ الإقليمي”.
لكنه يشير أيضًا إلى أن الضربة العسكرية ليست حلًا سهلًا بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، مضيفًا انه لو كان بإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل القضاء على البرنامج النووي الإيراني من دون تكلفة، لفعلتا ذلك منذ سنوات، لكنهما تدركان أنّ الرد الإيراني سيكون مكلفًا للغاية”.

موسكو جزء من المعادلة
تُعتبر روسيا منذ سنوات الحليف الرئيسي لإيران في القضايا النووية والديبلوماسية، لكنها تلعب في الوقت نفسه لعبةً معقدةً تهدف إلى تحقيق مكاسب على جبهات متعددة.
فبينما تؤكد موسكو التزامها التعاون مع طهران، هناك عوامل قد تدفعها إلى استخدام الملف النووي كورقة ضغط على الغرب. ويُشير أبشناس إلى أن “الأوروبيين خلال المفاوضات مع إيران حاولوا استبعاد روسيا”، لكن موسكو تصرّ على أنها جزء من المعادلة.
ويوضح أبشناس أنّ “روسيا تريد أن تقول إنها قوة كبرى يجب أن تكون ضمن أي اتفاق نووي مع إيران، فهي ليست مجرد وسيط بل لاعب رئيسي”.

إيران الآن أمام خياريْن رئيسييْن
إذا اختارت إيران التفاوض والقبول بشروط القوى الغربية، فإنّ ذلك قد يؤدّي إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية عليها. ومع ذلك، هناك مخاوف من أن هذا الاتفاق قد يتضمّن تنازلات تؤثر سلبًا في مكانتها الإقليمية وتحدّ من قدرتها على المناورة على الساحة الدولية.
من جهة أخرى، إذا قررت إيران مواصلة برنامجها النووي بشكل تصعيدي، فقد تجد نفسها في مواجهة عسكرية غير محسوبة العواقب. هذا الخيار يحمل مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن يؤدّي إلى تصعيد النزاع مع الدول الغربية ويزيد من احتمالية تدخل عسكري مباشر.

في النهاية، يبدو أن إيران تقف عند مفترق طرق يتطلّب منها التفكير بعناية في العواقب المحتملة لكل خيار. إن القرار الذي ستتخذه سيحدد ليس فقط مستقبلها بل أيضًا مستقبل المنطقة بأسرها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us