تجار بلا رحمة… هكذا استغلوا خوف الناس من الجوع
في وقت كان الناس يصطفون في الطوابير – أكان الهلع مبررا او غير مبرر- تسلل وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمة ليعلن رفع سعر ربطة الخبز 250 ليرة لبنانية مبررا ان هذه الزيادة جاءت بناء على دراسة علمية لمؤشر سعر ربطة الخبز وارتفاع سعر القمح عالميا. وذلك بعد 6 اشهر على زيادة الـ500 ل.ل.
ولكن التجار لم يكونوا أرحم… فوجدوا الناس يشترون ما يحتاجون اليه وما لا يحتاجون، فاستغلوا الهلع ورفعوا الاسعار… ومر الغلاء مرور الكرام خشية من “الموت جوعا” خلال 10 ايام من الاقفال العام!
فرصة العمر
وقد اعتبر رئيس جمعية المستهلك زهير برو ان هذا الامر متوقع، لا سيما في ظل غياب رقابة الدولة التي لا ننتظر منها ان تقوم بأي جهد لضبط فلتان الاسعار، قائلا: لا نتوقع ان تستفيق الدولة فجأة بل هذا مسار يبنى على مدى سنوات طويلة، وبالتالي من الوهم اليوم ان تُعلَن الحلول الفجائية.
وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، اشار برو الى ان التاجر يستفيد عندما يرى الطلب الهائل، لافتا الى ان بعض التجار يعمدون الى رفع الاسعار على مدار الساعة وامام اعين الجميع، آسفا الى ان هؤلاء يعتبرون انهم امام فرصة من العمر قد لا تتكر كل يوم.
الدكاكين
من جهة اخرى، وامام المشاهد التي رأيناها امام السوبرماركت، هل يمكن للمحال الصغيرة او الدكاكين ان تستفيد من ايام الاقفال، اوضح برو انه لا بد من ان يحصل تقدما في ارقامها، خصوصا ان السوبرماركت الكبيرة لا تستطيع ان تلبي حجم الطلب الذي قد يصل احيانا الى 2000 زبون يوميا من خلال خدمة الدليفري، فهي ليست مؤهلة لوجستيا، ولن تستطيع تلبية الى قسم صغير قد لا يتجاوز الـ5% وبالتالي لا بد من ان تملأ الدكاكين هذا الفراغ، كونها قريبة في الاحياء وقريبة الى المنازل.
وقال برو: تشجيع صغار التجار امر ضروري، كي لا يبتلع الكبار كل شيء، انما لا يمكن لهذه الدكاكين على المدى الطويل ان تنافس المتاجر الكبرى التي تستطيع ان تشتري وتخزّن الكميات الكبيرة وتوزعها على الفروع…فهذه المشكلة عالمية.
الاستفادة ما بعد الازمة
واضاف: حتى ولو اسديت النصيحة الى المؤسسات الصغيرة بعدم المبالغة في الاسعار، والاستفادة من الظرف، لبناء علاقة “متينة” مع الناس تجعل الاستفادة مستمرة بعد انتهاء الازمة… ولكن العقلية اللبنانية لا تفكر على المدى الطويل، فحتى التجار الصغار اصبحوا يرفعون الاسعار بناء على ارتفاع العرض على غرار ما حصل في الأيام الاخيرة، حيث اللبناني “فلت على الشراء” ودفع ثمن السلعة مهما ارتفع، فكأن البلد “امام ظاهرة ندرة السلع والوقت الضيق.
وختم: المستهلك دفع اي ثمن والتجار استغلوا الواقع!
مواضيع ذات صلة :
أزمة الطحين والمازوت… قرارٌ جديد لـ وزارة الاقتصاد | وزير الاقتصاد يطلب.. “لمكافحة الإحتكار” | عون عرض مع نعمة للأوضاع الاقتصادية |