كلما ارتفع سعر الدولار في لبنان… ابحثوا عن سوريا!
انتفض اللبنانيون ليل الثلثاء وعادوا إلى الشوارع وقطع الطرقات بعدما لامس سعر صرف الدولار الأميركي عتبة الـ10 آلاف ليرة. السؤال الكبير الذي طرحه اللبنانيون هو “لماذا ارتفع الدولار بهذا الشكل وقفز في الأيام الأخيرة من عتبة الـ9 آلاف ليرة إلى 10 آلاف ليرة؟
الاتهامات في هذا السياق كانت جاهزة وأبرزها من النائب اللواء جميل السيد الذي اتهم مصارف بشراء الدولار من السوق السوداء من أجل تغطية مطلب مصرف لبنان بتأمين 3% سيولة لدى المصارف المراسلة في الخارج.
أما الحقيقة فتكمن في مكان آخر، وهذه الحقيقة تكشف خلفية الاتهامات التي يوجهها السيد ضمن معزوفته المعتادة. فإذا أردت أن تعرف ماذا يجري في سعر صرف الليرة اللبناني عليك أن تعرف ماذا يجري في سعر صرف الليرة السورية. وفي هذا الإطار تعاني الليرة السورية في الأيام العشرة الأخيرة انهياراً حاداً في سعر صرفها إذ تخطى سعر صرف الدولار عتبة الـ4 آلاف ليرة للدولار الواحد نتيجة الأوضاع الاقتصادية الخانقة واستمرار العقوبات المفروضة على النظام السوري.
وكما كل مرة حين يشتد الخناق على الليرة السورية، يعمد عدد من الصرافين من اصدقاء اللواء السيد في البقاع إلى التدخل لشراء كميات كبيرة من الدولارات من السوق السوداء في لبنان ونقلها إلى سوريا في محاولة لإراحة بعض التجار المحسوبين على النظام وتخفيف الضغط عن الليرة السورية، وهو ما يدفع ثمنه اللبنانيون غالياً من ثمن ليرتهم المنهكة والمنهارة أيضاً، وكأنه مقدّر لهم أن تتطبق مقولة “وحدة المسار والمصير” بين العملتين السورية واللبنانية وكلما انهارت الليرة السورية يُفرض الانهيار على الليرة اللبنانية!
والسؤال يبقى: متى تتدخل الأجهزة القضائية المعنية لضبط هؤلاء الصرافين؟ وهل لدى الأجهزة القدرة على ضبطهم؟ والأهم لماذا يتولّى جميل السيد دائماً تأمين “الغطاء السياسي” لعمل هؤلاء الصرافين وارتكاباتهم بحق اللبنانيين عبر اللجوء الى اتهام المصارف؟
مواضيع ذات صلة :
القيمة السوقية لـ”تسلا” تسجل تريليون دولار | الذهب ينخفض | الذهب يصعد لأعلى مستوياته |