المبادرات “مجمدة”.. هوكشتاين ليس بوارد العودة ولبنان الأكثر تضرّراً اقتصادياً
لم يؤدِ التصعيد جنوباً، إلاّ للمزيد من الفراغ الداخلي، فالتحركين الفرنسي والأميركي تجاه لبنان “جُمّد”، وفق ما جاء في صحيفة “النهار”، التي أكّدت أنّ الأسبوع الأخير لم يشهد أيّ خرق من الدولتين لمنع جرّ لبنان إلى الحرب.
وقالت الصحيفة إنّ الفرنسيين واصلوا تعميم الانطباعات عن ان المقترحات التي قدمتها الديبلوماسية الفرنسية الى كل من إسرائيل ولبنان لم تلق الرفض ولو انها لم تنل الموافقات بعد.
في المقابل حذرت الأوساط من أنّ فترة تعليق المشاورات والجهود الديبلوماسية ان طالت قد تشكل مؤشرا مقلقا لجهة تسليم الدول المعنية، ومنها الولايات المتحدة وفرنسا تحديدا، بعبثية تحريك مبادراتهما ما دامت الأجوبة اللبنانية على الوساطات تدور في دوامة رفض الحزب لها تحت عنوان وقف الحرب في غزة أولا.
واستبعدت الأوساط نفسها ان يكون كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون امن الطاقة آموس هوكشتاين في وارد العودة قريبا لاستئناف تحركه بين إسرائيل ولبنان.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد التقى أمس هوكشتاين في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انعقد في ألمانيا في اليومين الماضيين .
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة انه جرى خلال الاجتماع البحث في التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الجنوبية وإعادة تأكيد الحاجة إلى حل ديبلوماسي دائم يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم وعودة النازحين إلى قراهم .
في المقابل أكّد هوكشتاين في حديث مع المذيعة والمراسلة الدولية في قناة “سي أن بي سي” الأميركية هادلي غامبل أنّنا “نحاول إبقاء الصراع في جنوب لبنان عند أدنى مستوى ممكن، مشدّداً على “ضرورة عودة سكّان البلدات والقرى الحدوديّة الجنوبيّة إلى منازلهم، وكذلك السكّان على الحدود الشماليّة لإسرائيل”.
وقال “الوضع على الحدود بين البلدين تغيّر بعد 7 أكتوبر، وسيتعيّن علينا القيام بالكثير لدعم الجيش اللبناني، وبناء الاقتصاد في جنوب لبنان، وهذا سيتطلب دعماً دولياً من الأوروبييّن وكذلك دول الخليج، وآمل أن نرى منهم الدعم في المرحلة المقبلة”.
وكان الرئيس ميقاتي قد قال في كلمته في المؤتمر “إنّ لبنان سيظل ملتزماً بكل قرارات الأمم المتحدة، وأن على إسرائيل أن تطبق هذه القرارات وتوقف عدوانها على الجنوب وانتهاكاتها السيادة اللبنانية وتنسحب من كل الأراضي اللبنانية المحتلة”. وقال أنه “بينما يشدد لبنان على ضرورة الاستقرار في المنطقة ودعوة كل الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، نجد إسرائيل مستمرة في عدوانها، مما يدفعنا إلى السؤال عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان المتمادي”.
إلى ذلك، تتحدث معلومات عن مساع قد تتبلور في الأيام المقبلة، وتحديداً قبل بدء شهر رمضان، من أجل تحريك المياه الراكدة على مستوى الاستحقاق الرئاسي.
في سياق آخر، تبدو الفاتوة الاقتصادية هي الأغلى، فتبعات أي تصعيد على جبهات الحرب قد تطال الاقتصاد العالمي والإقليمي، وقد تتجلى في ارتفاع أسعار النفط والسلع، وزيادة التضخم، وسيؤدي ذلك إلى انخفاض النمو العالمي في نهاية المطاف، بحسب تقرير حديث أصدره معهد التمويل الدولي (IIF).
في حالة اتساع الحرب سينخفض معدل النمو العالمي إلى 2.4% في العام الجاري، نتيجة زيادة اضطرابات الشحن عبر قناة السويس ومضيق هُرمز. لا سيما إذا بدأت إيران أو أحد وكلائها استخدام النفط سلاحاً من خلال وقف الشحنات المارة عبر المضيق، الذي يمر عبره نحو 30% من استهلاك النفط العالمي، وفق السيناريو المتشائم لمعهد التمويل.
وسينكمش اقتصاد المنطقة بنسبة 0.6%، وسيصيب الاقتصاد اللبناني الضرر الأكبر. وأشار التقرير إلى أن “حرباً إقليمية أوسع يشارك فيها حزب الله يمكن أن تؤدي إلى تدمير ما تبقى من اقتصاد لبنان، فيما سيلحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية الإسرائيلية، مما يؤدي إلى انكماش اقتصاد لبنان بنسبة 20% على الأقل في لبنان، واقتصاد إسرائيل بنسبة 4.5% هذا العام”.
مواضيع ذات صلة :
الذهب يتراجع | النفط يرتفع أكثر من 2% بعد تصريحات باول عن خفض الفائدة | “لبنان عايش على التحويلات الخارجية” |