الليرة في سقوطٍ حرّ وسريع.. والسبب سياسي واقتصادي
كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
في كل مرة يعقد اجتماع مالي واقتصادي في القصر الجمهوري في بعبدا، تتهدور بعده العملة المحلية اكثر فأكثر.
فقد عقد الاجتماع في 7 الجاري على خلفية وصول سعر صرف الدولار الى 10 آلاف ليرة، وها هو بعد 6 ايام يلامس الـ 15الفا، والحبل على الجرار، ولا مؤشرات توحي بخلاف ذلك. ما يعني ان معالجة الازمة، تحتاج الى نوع آخر من القرارات والخيارات.
مع الاشارة الى ان الإجراء الناتج عن اجتماع بعبدا أدى إلى إحجام الصرافين عن بيع الدولارات وبالتالي أصبح هناك انعدام للسيولة أسفر عنه التلاعب بسعر الصرف في السوق السوداء وحالة من الهلع بصفوف الناس التي تهافتت على شراء الدولار المفقود أصلا.
ومعلوم ايضا ان لبنان يواجه مشكلة بنيوية حيث يعتمد على الدولار لاستيراد نحو 90% من احتياجات البلد، حيث هناك نحو 5 مليارات دولار سنوياً لدعم التجار والمستوردين.
وليد ابو سليمان
يبدو الشعب اللبناني “امام عدو غير ظاهر”، ولا احد يعرف كيف يتحرك، لذا لا بد، بحسب الخبير المالي وليد ابو سليمان من إنشاء منصة مركزية شفافة للتداول عبر الجهاز الرقابي المتمثل بمصرف لبنان ليطلب بدوره من المؤسسات المرخصة سواء المصارف أو الصرافين تنظيم التداول من خلالهم، وذلك للإطاحة بالتلاعب بسعر الصرف والمضاربة.
واذ اشار ابو سليمان، عبر وكالة “أخبار اليوم” الى ضرورة ان يلعب مصرف لبنان دوره من خلال الصرافين والمصارف حصرا من اجل تنظيم السوق، قال: الدولار يتحرك ايضا على وقع الشائعات وهذا ما يخلق الهلع لدى فئة من الناس التي تذوب اموالها، على وقع الارتفاع غير المسبوق.
جورج نعمة
توقع نائب رئيس جامعة الحكمة الخبير الاقتصادي البروفسور جورج نعمة ان يواصل الدولار تحليقه نحو مستويات عالية، قائلا: صحيح ان المضاربة موجودة، لكن ما يحصل لا تفسير له على المستوى الاقتصادي، بل هو نتيجة الهلع والفقدان التام للثقة بالوضع النقدي، موضحا ان هذا الارتفاع اليومي بنسب كبيرة، يعني ان عمليات بيع الدولار تتوقف او تتأخر بشكل تدريجي، أملا من “بائعي الدولار” بكسب المزيد من الارباح.
واشار نعمة، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الطلب كبير جدا على الدولار في كل القطاعات: من القطاع العام من اجل تمويل الدولة وآخرها شراء الفيول، الى القطاع الخاص من اجل الاستيراد… وصولا الى المواطن نتيجة لما يعانيه من قلق وهلع شديدين.
ولفت نعمة الى انه في الموازاة، البلد على المستوى السياسي “فالت” حيث لا سلطة تنفيذية ولا حكومة لاخذ التدابير على الارض، وبالتالي يبقى مطلب تشكيل الحكومة، ونيلها الثقة والبدء تنفيذها في المرحلة المقبلة امر اساسي.
واذ اعتبر ان البلد بازمة سياسية وما يحصل ليس مستغربا، شدد نعمة على ان المسؤولية مشتركة بين ما يحصل على المستوى السياسي وبين ما يحصل من ضغط كبير على الاقتصاد.
وختم: لا يوجد اي سقف، وكلما ارتفع الدولار كلما تم التمسك به، وهذه حلقة مقفلة… وبالتالي كلما طالت الفترة، كلما اصبح الضرر اكبر.
مواضيع ذات صلة :
بعد ست سنوات من ترؤس بلد مأزوم.. عون يترك مقعده شاغراً | عون يودّع القصر الرئاسي وسط إجراءات أمنيّة | عهدك الميّاس |