اطلاق المعرض الصناعي الافتراضي
انطلقت اليوم فعاليات المعرض الصناعي الافتراضي الأول، والذي نظمته شركة “Cedar Oxygen” برعاية “شاتو كسارة” و “Zeenni Steel” ودعم جمعية الصناعيين برئاسة فادي الجميل والمؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات في لبنان “إيدال” والسفارة اللبنانية في فرنسا. وحضر المؤتمر أكثر من 400 مشارك تجولوا في قاعة افتراضية تعرض منتجات وخبرات 40 شركة صناعية بما يشمل الصناعات الغذائية، والآلات الكهربائية والألبسة والمنتجات الكيميائية. ويهدف المؤتمر، الذي بث افتراضيا، إلى “عرض التجارب والخبرات المتميزة ذات الصلة بالقطاع الصناعي، ومناقشة أفضل الممارسات الصناعية للارتقاء بجودة الخدمات والمنتجات المصنوعة في لبنان وإبراز دور منصة Cedar Oxygen في تحقيق ذلك”.
ويتطرق المؤتمر، بحسب المنظمين، إلى “أهم التحديات التي تواجه القطاع الصناعي والمعطيات اللازمة للتغلب عليها بما يدعم الخطط المستقبلية لتوسيع أسواقه داخليا وفي أوروبا خصوصا”. وتضمن المعرض الإفتراضي منطقة مخصصة لعرض منصات الصناعيين الإفتراضية، وقاعة كبرى لاستضافة المحاضرات التي ألقاها المتحدثون الرئيسيون من أجل مناقشة طرق دعم القطاع الصناعي وإفادة الإقتصاد عموما، فضلا عن قاعة لجلسات التواصل. حرقوض في جلسة الافتتاح، رحب رئيس مجلس إدارة “Cedar Oxygen” والشريك الإداري فيها ألكسندر حرقوص، بالحضور، مؤكدا أن “الشعب اللبناني، متحد في تنوعه ومستوحى من قرون من الإنجازات التاريخية المثيرة للإعجاب، لديه قدر هائل من الإمكانات والمواهب. هذا ينطبق خصوصا على شبابنا، الذين لديهم طاقة كبيرة وإبداع يحسدونه عليه العديد من البلدان الأخرى”. وأوضح أن “هذه الخصائص موجودة لدى الصناعيين اللبنانيين، الذين سيكونون دائما على استعداد لمواجهة الصعاب لتقديم أفضل المنتجات من التقاليد إلى جانب الابتكار”. وشرح مبادرة “Cedar Oxygen” التي “تهدف الى توفير التمويل اللازم للمصنعين لتمكينهم من شراء المواد الخام من طريق الدفع لمورديهم مباشرة، والعمل مع المصنعين ومشتريهم لتمويل مشاريع محددة”. وتخطط “Cedar Oxygen” “لتوفير استثمارات في النفقات الرأسمالية بهدف توسيع القدرة الصناعية اللبنانية وتسهيل إنتاجها بشكل أفضل. وتم عرض فيلم تعريفي عن المبادرة”.
ثم تحدث الجميل عارضا “نجاحات المصنعين اللبنانيين في تصدير منتجات مبتكرة لأسواق يصعب خرقها، بالإضافة إلى المنتجات التقليدية التي يشتهر بها لبنان”. وأعطى أمثلة عن صناعيين “يؤدون دورا رائدا في دعم علامات تجارية عالمية”، وقال: “نحن نصنع موزعات الطاقة ولوحات التوزيع ليورو ديزني، ونصنع قطعا تركب في شاحنات تباع باسم علامات تجارية كبرى في حين تركب بعض الشركات الأخرى أنظمة الأتمتة لشركات عالمية رائدة ومتطورة”. وأكد أن “الصناعي اللبناني أصبح خبيرا في إدارة الأزمات. عندما بدأت جائحة كورونا، مثلا، اجتهدت 3 شركات محلية في تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي التي أنقذت حياة آلاف اللبنانيين وبدأت هذه الشركات بتصدير الأجهزة إلى العالم”. أضاف: “إن نجاحنا جعل منا شركاء يمكن الاعتماد عليهم مما خولنا الدخول إلى أسواق يصعب التصدير إليها مثل الولايات المتحدة وكندا وأوروبا”.
ولفت إلى “انتشار المنتجات اللبنانية في أفريقيا مما يجعل من المصنعين قوة صناعية كبرى فيها”، مقتبسا كلام مسؤول كبير في ساحل العاج أكد أن “اللبنانيين يديرون 4 في المئة من اقتصاد” ذلك البلد الأفريقي”. وتابع: “بلغت قيمة الصادرات إلى أوروبا نحو 350 مليون دولار، في حين استورد لبنان ما يقارب 8 مليارات دولار في 2019”. أشار إلى “الفرص المتوافرة أمام المصنع اللبناني”، فرأى أن “لدينا القدرة على زيادة صادراتنا إلى مليار دولار في غضون أربع سنوات”، مؤكدأ أن “الوقت الحالي هو الأفضل للدخول إلى السوق اللبنانية والشراكة مع مصنعين لبنانيين لديهم الخبرات والقدرات لتصنيع منتجات ذات قيمة مضافة”. ووجد أن “للبنان القدرة على أن يكون مركز تحكم للطاقات البشرية المتاحة محليا وللقوة الاغترابية حول العالم فضلا عن وجود مراكز أبحاث هامة وخبرات متراكمة في إدارة الأزمات والمرونة والابتكار”. وشدد على أنه “يمكننا أن نجعل من لبنان بلدا مصنعا للمنتجات المتطورة التي يمكن تصديرها إلى أسواق أوروبا والعالم”، لافتا إلى “الفرص الكثيرة الموجودة مثل برنامج “سيدر” الاستثماري وقطاع النفط والغاز الواعد وإعادة إعمار سوريا”. ودعا الشركاء الأوروبيين إلى “الشراكة مع المصنعين اللبنانيين”، وشكر فريق Cedar Oxygen على “جهوده في ترتيب المعرض الصناعي الافتراضي الأول الذي يعتبر فرصة جادة وحقيقية أمام توسيع أسواق لبنان الخارجية”.
بعد ذلك، تحدث رئيس الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ رئيس مجلس إدارة “شاتو كسارة” ظافر شاوي الذي أعطى نظرة عامة عن سوق النبيذ اللبناني، واعتبر “إنتاج لبنان للنبيذ قليلا إذ لا يتعدى 9 ملايين زجاجة سنويا يصدر نصفها إلى زهاء 45 بلدا”. وقال: “يفرد المزارع اللبناني ما يقارب 3 آلاف هكتار لزراعة الكرمة، تقع أكثر من 60 في المئة منها في البقاع، في حين تتوزع بقية المساحات على الجنوب والبترون وجبل لبنان”. ورأى “صعوبة تصنيع لبنان للنبيذ بأسعار بخسة بسبب معوقات عدة، أبرزها الاعتماد على استيراد الزجاجات والزجاجات وآلات التصنيع مما يرفع من سعر النبيذ”.
وأضاف: “على رغم هذه المعوقات، لدى لبنان قدرة على زيادة الإنتاج بفضل المناخ الذي يتمتع به والفرق في درجة الحرارة بين النهار والليل، وعدد الأيام المشمسة، وكمية الأمطار سنويا مما يتناسب مع متطلبات صناعة النبيذ”. وكشف أننا “قد لا نملك إثباتا أن منطقتنا كان أول من أنتج النبيذ في العالم، لكن لدينا الإثبات أننا أول من صدره 2600 عام قبل المسيح”. وأعطى لمحة تاريخية عن “تطور إنتاج النبيذ وتصديره”. وقدم شرحا مفصلا عن تأسيس “شاتو كسارة” الذي “يعد أقدم وأكبر منتج للنبيذ استطاع أن يصنع نحو 3 ملايين زجاجة في الأعوام الماضية”. وأضاف: “علينا تطوير وجودنا في الخارج. نحتاج إلى العملة الصعبة لكي نستمر. شكل انتشار الكورونا في لبنان والعالم عائقا كبيرا لصناعتنا التي لا تتلقى أي دعم من الدولة”، مؤكدا ان “نجاح هذا القطاع يعكس صورة جميلة عن لبنان”. ولفت إلى “جودة أنواع كرمة مرواح وعبيدي في صناعة النبيذ الأبيض الذي تلقى إعجابا وقبولا كبيرا في أوروبا”. وأشاد بـ”مبادرة Cedar Oxygen التي أتت لتحل محل الفراغ الخطير لتوفير الدعم المادي الذي يحتاج اليه الكثير من المصنعين لضمان الاستمرار لعملهم وزيادة إنتاجهم”. الزعني ثم كانت مداخلة للمدير العام لشركة Zeeni Steel زياد الزعني الذي قدم الى المشاهدين ملخصا عن قطاع الفولاذ وإمكانات التصدير”. وشرح “إمكانات الشركة للتصدير والقدرة التنافسية المرتفعة الذي يتمتع به الفولاذ المحلي مقارنة بالتركي في الأسواق الأوروبية”. وأبدى استعداده “لتمويل عملائه والإشراف على الجودة بغية مساعدتهم على تصدير منتجاتهم إلى البلدان الأوروبية”. وشدد على “استمرار أعمال الشركة بكامل طاقاتها مدى الاعوام السابقة للمساعدة في إعادة إعمار بيروت وحاليا لإعادة إعمار المناطق المتضررة من تفجير مرفأ بيروت”، مشيرا إلى “الاستثمار بخطوط إنتاج جديدة لتحسين القدرة على تلبية حاجات السوق المحلية والتصدير في آن”.
بعد ذلك، أعطى لمدير العام والعضو المؤسس في “Cedar Oxygen” كارل نعيم، لمحة عامة عن المبادرة باعتبارها منصة للإنعاش الاقتصادي أسسها فريق من رجال الأعمال المحترفين في الاغتراب لدعم القطاعات المنتجة على رأسها القطاع الصناعي وللترويج للمنتجات المصنوعة محليا”. وأكد أن “المصنعين اللبنانيين يحتاجون سريعا إلى 3 مليارات دولار بشكل تمويل قصير الأجل لتغطية تمويل الاستيراد وشراء المواد الخام، وتمويل الصادرات والخدمات اللوجستية لتصدير المنتجات والتمويل الذي يغطي بيع المنتجات النهائية”، شارحا أن صندوق “Cedar Oxygen” “يركز على قطاعات الصناعات الغذائية، والآلات الصناعية والكهربائية المستدامة، ومنتجات الصحة والسلامة والأجهزة المستخدمة في القطاع الصحي”. وقال: “تعتمد استرتيجيتنا الاستثمارية على 4 أعمدة أساسية هي الادارة الحريصة لأخطار الدولة، وتنوع المحفظة الاستثمارية، والإدارة المتقدمة للضمانات، والتركيز على الأثر والحوكمة البيئية والاجتماعية”. وأضاف: “تهدف المنصة التي طورتها “Cedar Oxygen” إلى تسهيل تجربة المقترض وتحسينها. يمكن الصناعي اللبناني الوصول إلى المنصة مباشرة وملء طلب الائتمان الخاص به وتحميله عبر تقديم جميع المستندات المطلوبة ومراقبة ملفه عبر الإنترنت. بمجرد الموافقة، يتم تسجيل العميل على المنصة. يمكنه بعد ذلك الوصول إلى لوحة التحكم الخاصة به لتنزيل فواتيره، ومراقبة حركة تمويله وسحب خطوط الائتمان الخاصة به أو تجديدها”. واعلن “تقديم أكثر من 160 طلبا على هذه المنصة منذ أيلول الماضي”، وأوضح أن “لجنة الاستثمار والائتمان تراجع ملفين كل أسبوع، وان المنصة وضعت هدفا للعام الحالي يتضمن تمويل عمليات تبلغ 325 مليون دولار تفيد أكثر من 60 صناعيا والعمل على زيادة رأسمالهم بقيمة 250 مليون دولار”. جلسات ثم توالت الجلسات، وشارك فيها رئيس مجلس إدارة “إيدال” مازن سويد وممثلون للقطاع الصناعي وملحقون تجاريون من إسبانيا وإيطاليا وفنلندا وفرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة وألمانيا.
مواضيع ذات صلة :
القيمة السوقية لـ”تسلا” تسجل تريليون دولار | الذهب ينخفض | الذهب يصعد لأعلى مستوياته |